في كوكبنا الهائل هناك طائفة ضخمة من التنوع البيولوجي تشمل ما لا يقل عن 900 ألف نوع من الحشرات، وأكثر من 5500 نوع من الثدييات، ونحو 10 آلاف نوع من الزواحف، ومن الطبيعي أن يكون بين كل هذه الأعداد بعض الحيوانات الغريبة التي تعيش بيننا.
الحيوانات الغريبة حول العالم
لنأخذ حيوان الأيل المائي الصيني على سبيل المثال، إنه أحد الحيوانات الغريبة حول العالم، إذ يُشبه هذا المخلوق الظبي العادي، باستثناء نابيه الخارجين من طرفي فمه.
وقد استحق هذا الحيوان بجدارة أن يُطلق عليه اسم الأيل مصاص الدماء، لكنه مع ذلك يبدو طبيعياً إلى حد ما عند مقارنته بضفدع الزجاج الموجود في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، وهو حيوان عجيب ذو جلد شفاف يُظهر أعضاءه الداخلية بالكامل.
الواقع أن كوكبنا مليء بالحيوانات الغريبة لكن تلك الأنواع التي ذكرها موقع All That's Interesting الأمريكي هي الأغرب على الإطلاق.
الضفدع الزجاجي
قد تبدو ضفادع الزجاج برمائيات عادية تماماً للوهلة الأولى، لكنك إذا نظرت عن كثب سترى تلك المخلوقات الغريبة تملك ميزة تضعها في مرتبة متقدمة في قائمة أغرب الحيوانات في العالم وهي أنّ جلدها شفاف.
تشتهر ضفادع الزجاج بجلدها الأشبه بالزجاج والذي يكشف أعضاءها الداخلية.
وهكذا إذا نظرتَ إلى ضفدع الزجاج من أسفل، فسترى بوضوح رئتيه وأمعاءه ويمكن في بعض الأنواع أن ترى قلبه الصغير ينبض.
ينحدر هذا الحيوان الغريب من عائلة برمائية تُسمى Centrolenidae ويوجد حتى الآن 150 نوعاً من ضفدع الزجاج.
ويمكن العثور عليها غالباً في الغابات الاستوائية في أمريكا الجنوبية والوسطى، وتحديداً في كولومبيا والإكوادور وكوستاريكا وبنما.
تبلغ تلك المخلوقات الفريدة ذروة نشاطها في الليل، وتتغذى على الحشرات المختلفة وأنواع العناكب.
وفي مواسم التكاثر، تضع الإناث بيضها على ورقة شجر في مادة هلامية تنتجها.
ولا تقتصر فائدة تلك المادة الهلامية على إبقاء البيض آمناً فوق الورقة، ولكنها تحميه كذلك من الحيوانات المفترسة.
متماثلات الأرجل العملاقة: حيوان بحري غريب
قد تبدو متماثلات الأرجل (الآيزوبود) العملاقة، أو Bathynomus giganteus، أشبه بصراصير متضخمة، لكنها في الواقع تنتمي إلى عائلة القشريات.
ينتمي هذا الحيوان إلى نوع القشريات، الذي يشمل الأرماديلا وقمل الخشب البريين، ويوجد منه ما يزيد عن 10 آلاف نوع في أنحاء العالم، منها 4,500 نوع في البيئات البحرية.
غير أنه ليس معروفاً من فصيلة Bathynomus إلا 20 فقط حتى الآن.
وعلى غرار أغلب الحيوانات التي تعيش في عمق البحر، لا تتسم متماثلات الأرجل العملاقة بالعنف، ونظراً للبيئة شحيحة الأكسجين التي تعيش فيها، فهي نادراً ما تبذل مجهوداً، حتى عند الصيد.
وتُمكّنها عملية التمثيل الغذائي الخاصة بها من البقاء في حالة شبه سبات، لذا فهي نادراً ما تحتاج إلى الغذاء.
وقد وصلت بعض متماثلات الأرجل العملاقة المُقيدة إلى البقاء 5 أعوام دون تذوق وجبة واحدة.
وفي حين يمكن أن تتشابه هذه الحيوانات مع صرصار تتخيله في أسوأ كوابيسك، إلا أن عمرها يفوق كثيراً العديد من المخلوقات الأخرى التي قد تُعتبر نوعاً من الحفريات الحية.
في الواقع، يُعتقد أن تاريخ متماثلات الأرجل العملاقة يعود لما لا يقل عن 160 مليون سنة.
أيل الماء الصيني الذي يُشبه مصاص الدماء
يمكن تمييز أيل الماء الصيني (Hydropotes inermis) بسهولة من خلال نابيه البارزين المتدليين من جانبي فمه، كما أنه يتمير بأذنين طويلتين تُشبهان أذني الأرنب.
ولأن الذكور والإناث على السواء لا تنمو أكثر من حوالي 55 سم من الكتف، يُعد هذا الحيوان واحداً من أصغر أنواع الغزلان في العالم.
وكما يوحي اسمه، يعيش هذا الأيل مصاص الدماء في الصين، وخاصة في محافظة جيانغسو وتحديداً في الأراضي الرطبة الساحلية في مدينة يانتشنغ. ويعيش بكثرة أيضاً على جزر جيجيانغ ومحافظات شانغهاي وخنان وخوبي وفوجيان وغوانغدونغ.
يمكن رؤية هذا الحيوان أيضاً في أوروبا وبعض أنحاء أمريكا الجنوبية والشمالية.
ويعود السبب في هذا إلى أن أيل الماء الصيني جذب انتباه التجار الغربيين في القرن التاسع عشر، فأتوا به إلى حدائق الحيوان في المملكة المتحدة.
أبومركوب أو حذاء النيل الأبيض
لو كان ثمة طائر تبدو عليه العلاقة الجينية بين الطيور والديناصورات، فهو طائر أبومركوب، الذي يُشبه وحشاً قديماً قبل التاريخ ويميل لتناول التماسيح.
يمكن رؤية أبومركوب (Balaeniceps rex) في مستنقعات إفريقيا، ويصل متوسط طوله إلى 1.37 سم، وله منقار هائل طوله حوالي 18 سم، قوي بما يكفي لتمزيق تمساح صغير.
يبدو أبومركوب وكأنه مخلوق من العصر الثلاثي تماماً، لهذا يُقارن عادة بالديناصورات.
وفي حين أن بعض الطيور تطورت فعلاً من مجموعة من الديناصورات آكلة اللحوم تُدعى وحشيات الأرجل، انحدرت الطيور الأخرى أيضاً من فصيلة أصغر كثيراً من وحشيات الأرجل.
لكن بدلاً من الأنوف الكبيرة التي تميز بها أبناء عمومتها البعيدون، تطورت الطيور الحديثة لتملك مناقير.
للأسف، انخفضت أعداد هذا الحيوان الفريد بدرجة كبيرة بسبب الإفراط في صيده وتضاؤل مساحة الأراضي الرطبة التي يعيش فيها.
ووفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، لم يتبق في العالم إلا 3,300 إلى 5,300 منه فقط.
السحلية المُدرعة: تنانين حقيقية أشبه بالخيال
السحلية المُدرعة (Ouroborus cataphractus ) هي أحد أغرب الحيوانات التي تعيش في السهول الصخرية لجنوب إفريقيا.
وتُعتبر تلك المخلوقات العجيبة من الزواحف صغيرة الحجم، وتتميز بمجموعة من الألوان تتراوح بين البني والبني المصفر الفاتح إلا أن أغرب سماتها هو جلدها المُدبب فهي مغطاة به بالكامل عدا منطقة البطن.
ما يجعل الجزء السفلي لها عُرضة لهجمات الحيوانات المفترسة، لهذا طور ذلك الحيوان الغريب دفاعاً متميزاً مثله: فهو يلف نفسه في شكل كروي عندما يشعر بالتهديد، ما يترك الجزء الخارجي المُدرع فقط ظاهراً.
تنثني السحلية المُدرعة عند تعرضها للهجوم من أعدائها الطبيعيين مثل الطيور والأفاعي والسموريات، وقد تظل السحلية المُدرعة في وضعية التكور هذه مدة تصل إلى ساعة كاملة إذا لزم الأمر.
لكن أخطر تهديد تتعرض له السحلية المُدرعة للأسف، هم البشر.
إذ إن حجمها الصغير وشكلها المميز وسلوكها الرقيق، جعلها سلعة رائجة في السوق السوداء للحيوانات الأليفة، حتى بعد أن صارت تجارتها غير قانونية.
خنزير البحر
يعيش خنزير البحر على عمق 1,219 إلى 4876 متراً تحت السطح، ولديه "قرون استشعار" في أقدامه.
لكن إلى جانب شكله الغريب، فإن جهازه التنفسي مذهل بدوره إذ يستطيع ذلك المخلوق الغريب مد جسمه وتقليصه بإيقاع، لضخ الماء إلى الشرج، ثم يُرشحه بعد ذلك من خلال هيكل شبيه بالرئة يُدعى الشجرة التنفسية، ما يُمكنه من تنفس الأكسجين.
ويحتوي جلد خنزير البحر على مادة كيميائية سامة تُسمى هولوثريان، وهي عالية السُمية لدرجة جعلت بعض الصيادين في المحيط الهادئ الهندي يستخدمونها لقتل الأسماك في الشعاب المرجانية المحلية.
عفريت الماء
يعيش عفريت الماء في قنوات المكسيك، وهو نوع نادر من السلمندر البرمائي يملك خياشيم مزخرفة على جانبي رأسه. وهذا المخلوق بلا شك هو الأغرب على الإطلاق في العالم.
وبعد أن كان عفريت الماء (Ambystoma mexicanum) يتواجد بكثرة في جبال وسط المكسيك، لم يعد يمكن العثور عليه الآن إلا في قنوات مدينة مكسيكو.
وتُعد هذه المنطقة موطنه الأصلي، وربما هذا ما جعله يصير رمزاً وطنياً في المكسيك.
تتنوع ألوان هذا الحيوان، فأحياناً ما يكون وردياً وأحياناً ما يكون رمادياً داكناً وله وجه مدور ومظهر ظريف، يجعله شبيهاً بدمية فاخرة وليس حيواناً برمائياً.
ويعتبر عفريت الماء من الحيوانات اليرقية، بمعنى أنه بعد البلوغ يحافظ على سماته التي كانت قبل ذلك، مثل قدرته على تجديد أطرافه وأعضائه المبتورة ويشتهر كذلك بقدرته على إخراج أعضاء إضافية.
إلا أنه مُعرض للخطر إذ إن دراسة مستفيضة لأعداد عفريت الماء قدرت وجود 6,000 منه من قبل في كل كيلومتر مربع في حي سوتشيميلكو، أما الآن فقد تضاءل هذا العدد إلى أقل من 35 عفريت ماء فقط في نفس القطر.
مولا مولا
هل رأيت من قبل سمكة كبير الحجم بحيث تنافس حجم الثدييات البرية؟
يمكن العثور على سمكة مولا مولا، وهو اسمها العلمي، في المياه الدافئة في المحيطات الاستوائية حول العالم.
عادة ما تتواجد هذه السمكة العملاقة طافية على جنبها فوق سطح المحيط.
وبفضل اتخاذها وضع "التشمس" دائماً، صار يُطلق عليها سمكة الشمس.
تتميز مولا مولا بشكل غريب ويبرزه وزنها المفرط، وقد يصل طول السمكة الواحدة إلى 4 أمتار ووزنها إلى 2267 كيلوغراماً، ما يفوق قليلاً وزن سيارتك.
وفي الحقيقة، تأتي هذه السمكة في المراتب الأولى بين أثقل أسماك العالم، إذ لا يفوقها وزناً إلا بضعة أسماك قرش وأسماك شيطان البحر العملاقة.
سمك التمساح
يعيش هذا الحيوان الغريب متخفياً في الأنهار والبحيرات وعلى شواطئ ولاية تكساس الأمريكية.
وتُعد تلك الأسماك العملاقة في الواقع أكثر الحيوانات المائية وفرة في الولاية، إذ هناك ما لا يقل عن 4 أنواع مختلفة منها في تكساس: الغار المرقطة، والرمح طويل الأنف، وقصير الأنف، والتمساح.
وهي منتشرة في وادي نهر المسيسيبي السفلي، ومن أوكلاهوما إلى الغرب وأجزاء من ولايات أركنساس وتكساس وفلوريدا ويمكن أيضاً رؤية أسماك التمساح في أمريكا الوسطى وبالقرب من حدود المسكيك.
يبلغ وزنها 159 كيلوغراماً وطولها 3 أمتار لكن على الرغم من اسمها، فلا علاقة لهذه السمكة بالتماسيح، وتعود التسمية إلى فكها المرعب المليء بالأسنان الحادة في خطمه الطويل.
لكن المظاهر يمكن أن تكون خداعة أحياناً فهذه السمكة لا تُعتبر عنيفة، خاصة تجاه البشر.
الخلد نجمي الأنف أحد أقبح الحيوانات
يُعرف هذا الحيوان باسمه العلمي (Condylura cristata)، وهو نوع غريب الشكل من حيوانات الخلد، وهو كذلك من الثدييات البرية التي تعيش تحت الأرض ويتميز بضعف بصره.
ويعوض هذا الحيوان ضعف بصره بحاسة شم حادة إذ يمتلك أنفاً نجمي الشكل وهو أحد أكثر الحيوانات امتلاكاً لحاسة شم قوية في العالم.
اكتشف العلماء القدرات الحقيقية لحاسة الشم لدى الخلد بعد أن خلصت دراسة أجريت عام 2017 إلى أن أنفه العجيب يحتوي أكثر من 100 ألف من الألياف العصبية، أي 5 أضعاف ألياف "اللمس" في يد الإنسان.
المدال الحزامي
ولا يعرف العلماء الكثير عن هذا المخلوق الذي يعود لما قبل التاريخ، لكنهم يعرفون أنه نجح في التأقلم مع مناخ جنوب شرق إفريقيا وازدهر فيها.
تطور هذا الحيوان الثديي الصغير بعدها إلى أنواع مختلفة من الحيوانات، منها الفيل وخنزير الأرض وخروف البحر.ويوجد حوالي 37 نوعاً معروفاً من المدال، 10 منها لا تعيش إلا في مدغشقر، منها هذا النوع الحزامي الذي يعيش في الأراضي المنخفضة.