بخلاف ما قد يظنه البعض بأن أول رئيسة وزراء أو رئيسة منتخبة كانت في دولة غربية، فإن الواقع مخالف تماماً، وكان الشرق سباقاً في كسر هذا الحاجز الذي ما زالت المرأة تكافح من أجله حتى اليوم.
إذ تظهر التقديرات الأخيرة أن حوالي 35% فقط من البلدان لديها نساء كرئيسات لحكوماتها، على الرغم من أنهن يشكلن ما يقرب من 50% من سكان العالم.
فيما يلي النساء المميزات اللواتي تم انتخابهن لأول مرة كرئيسات لبلدانهن، حسب ما أوضح موقع World Atlas.
من رئيسة إلى رئيسة وزراء أو حتى مستشارة، مهَّدت هؤلاء السيدات الرائدات الطريق للفتيات في كل مكان. والحرب ضد التمييز الجنسي وغيره من أشكال التمييز بين الجنسين ما زالت مستمرة، تنتصر فيها المرأة معركة تلو الأخرى.
قيادات نسائية هي الأولى في العالم
1 – سريلانكا – سيريمافو باندارانايكي (1960-1965، 1970-1977)
أصبحت سيريمافو باندارانايكي أول رئيسة وزراء في العالم في عام 1960.
بدأت حياتها المهنية السياسية في العام السابق بعد اغتيال زوجها الذي كان رئيس الوزراء في ذلك الوقت.
تم انتخاب سيريمافو رئيسةً لدولة سيلان، سريلانكا الحديثة، من عام 1960 حتى عام 1965، ومرة أخرى من عام 1970 إلى عام 1977.
كانت حكومتها مشهورة بتقدمها الاجتماعي والاقتصادي، عبر إنشاء نظام تديره الدولة وتأميم العديد من الشركات.
واصلت ابنتها، شاندريكا كوماراتونغا، إرث والدتها كرئيسة للوزراء ولاحقاً كأول رئيسة لسريلانكا.
2 – الهند – أنديرا غاندي (1966-1977، 1980-1984)
وُلدت أنديرا غاندي في عائلة سياسية، وكانت الطفلة الوحيدة لأول رئيس وزراء منتخب في الهند.
التحقت بمدرسة داخلية سويسرية، ولاحقاً في جامعة أكسفورد، قبل أن تبدأ حياتها المهنية السياسية.
صعدت إلى الصدارة بسرعة، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في الهند في عام 1966 وتخدم ثلاث فترات متتالية.
كانت مؤيدة بصوت عالٍ لاستقلال شرق باكستان (بنغلاديش الحالية) وأصبحت أول زعيم يعترف بها كدولة.
أعادت تنشيط الصناعة الزراعية وتأميم البنوك في البلاد، وقادت الهند إلى العصر النووي.
عندما عادت كرئيسة للوزراء عام 1980، اغتيلت بعد أربع سنوات على يد اثنين من حراسها الشخصيين.
3 – الأرجنتين – إيزابيل مارتينيز دي بيرون (1974-1976)
كانت إيزابيل مارتينيز دي بيرون أول رئيسة في العالم وشغلت منصب رئيس الأرجنتين من عام 1974 إلى عام 1976. لكن سنوات حكمها لم تنقذ البلد من الوضع الاقتصادي المتردي.
استمرت الأوضاع الاقتصادية والسياسية الفوضوية بالفعل في التدهور، واحتجزتها القوات الجوية ووُضعت قيد الإقامة الجبرية لمدة خمس سنوات.
4 – جمهورية إفريقيا الوسطى – إليزابيث دوميتيان (1975-1976)
وُلدت إليزابيث دوميتيان عام 1925، وكانت ناشطة سياسية منذ سن مبكرة.
في عام 1972 عينها الرئيس السابق بوكاسا رئيسة لوزراء جمهورية إفريقيا الوسطى. وبعد عام، تم فصلها من منصبها بسبب معارضتها للنظام الملكي المقترح.
في عام 1979 نفذت انقلاباً ضده وسُجنت لفترة وجيزة.
5. البرتغال – ماريا دا لورديس بينتاسيلغو (1979-1980)
تولت ماريا دا لورديس بينتاسيلغو، رئيسة وزراء البرتغال الأولى والوحيدة، منصبها لمدة ثلاثة أشهر فقط.
خلال هذه الفترة القصيرة، كانت لا تزال قادرة على إصلاح الضمان الاجتماعي وتحسين أنظمة الرعاية الصحية والتعليم.
6- بوليفيا – ليديا غوليير تيادا (1979-1980)
كانت ليديا تيادا أول رئيسة لبوليفيا. أدت اليمين الدستورية عام 1979 كرئيسة مؤقتة وعملت لمدة ثمانية أشهر.
بعد الانقلاب، واصلت العمل في السياسة كسفيرة في كولومبيا وفنزويلا.
7. دومينيكا – يوجينيا تشارلز (1980-1995)
لم تكن يوجينيا تشارلز فقط أول رئيسة وزراء لدومينيكا، ولكنها كانت أيضاً أول محامية في البلاد وأول امرأة يتم انتخابها كرئيسة للدولة في منطقة البحر الكاريبي بأكملها.
تُعرف باسم "سيدة البحر الكاريبي الحديدية" علماً أنها كانت حفيدة لعبيد، إلا أنها كافحت بلا كلل الفساد الحكومي مرة أخرى. وفي عام 1991 حصلت على لقب سيدة قائد الإمبراطورية البريطانية.
8- المملكة المتحدة – مارغريت تاتشر (1979-1990).
جاءت مارغريت تاتشر من خلفية متواضعة وعملت ككيميائية صناعية قبل الانطلاق في السياسة.
انضمت إلى حزب المحافظين وأصبحت زعيمة له في عام 1975. وبحلول عام 1979، كانت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة.
كانت تاتشر أيضاً أول امرأة يتم انتخابها لقيادة دولة غربية كبرى.
تُلقب بـ "السيدة الحديدية" بسبب موقفها المتشدد ضد الشيوعية، شغلت منصبها لمدة 11 عاماً، مما جعلها رئيسة وزراء بريطانيا لأطول فترة في القرن العشرين.
خلال مسيرتها، روجت تاتشر لسياسات السوق الحرة وخصخصة الشركات المملوكة للدولة، وساعدت في قيادة بريطانيا نحو مستقبل اقتصادي أفضل.
9- آيسلندا – فيغديس فينبوغادوتير (1980-1996)
أصبحت فيغديس فينبوغادوتير أول امرأة تتولى رئاسة دولة أوروبية في عام 1980.
وعلى الرغم من كونها مطلقة وأماً عزباء، فقد أصبحت شخصية سياسية بارزة وأول امرأة تنتخب رئيسة للدولة في انتخابات وطنية. كانت فينبوغادوتير مدافعة قوية عن التراث الثقافي لآيسلندا، وكانت تتمتع بشعبية كبيرة وأعيد انتخابها ثلاث مرات؛ حتى تقاعدت أخيراً في عام 1996، بعد فترة مدهشة استمرت 16 عاماً.
وأخيراً، من المناصرين لحق المرأة في الاقتراع في مطلع القرن الفائت وصولاً إلى حركة #MeToo، قادت النساء معارك جمة بما يكفي للوقوف في وجه قطع الطريق أمام حقوقها، ولكن رغم كل هذه الإنجازات، لا يزال هناك الكثير مما يحتاج إليه العالم حتى يرى مساواة حقيقية بين الجنسين وليس فقط قيادات نسائية.