صائب عريقات
وُلد السياسي الفلسطيني الراحل صائب عريقات في 28 أبريل/نيسان عام 1955 في بلدة أبوديس، شرقي القدس المحتلة، وسافر إلى أمريكا، وهو بعمر الـ 17.
حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة سان فرانسيسكو وشهادة الدكتوراه في دراسات السلام من جامعة برادفورد البريطانية، قبل أن يحصل على الجنسية الأمريكية.
وقبل دخوله عالم السياسة، عمل كصحفي في جريدة "القدس" قبل أن يصبح عضواً لوفد المفاوضات الفلسطيني في مؤتمر مدريد للسلام، عام 1991، ويشارك في مباحثات واشنطن خلال عامي 1992 و1993، ثم يصبح رئيساً للوفد الفلسطيني المفاوض عام 1994.
وكان عريقات أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس ياسر عرفات.
وخلال حياته لطالما اتهم عريقات الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب إصراره على أن الحل هو بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
توفي في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بعد إصابته بفيروس كورونا.
ورغم نجاح العمليّة فإن القيادي الفلسطيني عاش خلالها لحظات حرجة تسببت بتوقف قلبه، وبالتالي موته لعدة دقائق، قبل تدخل الأطباء وإجراء عملية قلب مفتوح له وإعادته للحياة.
إصابة صائب عريقات بالتليف الرئوي
التليف الرئوي
هو مرض تنفسي تتشكل فيه ندبات في أنسجة الرئتين مما يؤدي لمشاكل تنفسية خطيرة على الإنسان، وهذه الندبات التي تتشكل عن طريق تراكم النسيج الضام الليفي الزائد تؤدي لزيادة سماكة جدران الرئتين وانخفاض كمية الأكسجين في الدم.
ولذلك فإن المصاب بمرض التليف الرئوي يشعر طيلة الوقت بضيق التنفس ويتركه في حاجة لاستخدام أنبوب الأكسجين.
بشكل عام من الصعوبة معرفة سبب هذا المرض، ولذلك يسمى بالتليف الرئوي مجهول السبب، كما أنّه من الصعب إصلاح تلف الرئة الناجم عن التليف لذلك فإن الأدوية والعلاجات تساعد فقط في تخفيف الأعراض بينما يحتاج المريض لزراعة رئة مناسبة ليواصل حياته الطبيعية.
فأجرى عمليته في مستشفى إينوفا فيرفاكس بولاية فيرجينيا الأمريكية واستمرت عدّة ساعات قبل أن تتكلل بالنجاح.
مِتّ لمدة 3 دقائق و20 ثانية
في لقاء تلفزيوني على قناة الأردن اليوم التي أجراه صائب عريقات بعد فترة من خروجه من العملية سُئل عن تفاصيل العملية والأشياء التي رآها خلال موته القصير، فقال:
"قبل دخولي إلى العملية أجروا لي فحوصات شاملة للتأكد من أنني جاهز، حتى أنهم قاموا بفتح 4 قسطرات ليتأكدوا من مدى تحمل قلبي، لكن بعد مرور 3 ساعات و5 دقائق من العملية توقف قلبي بشكل مفاجئ ما اضطرهم لإحضار طبيب آخر لإجراء عملية قلب مفتوح، وبعد أن استيقظت أخبروني بأنني مِتّ لمدة 3 دقائق و20 ثانية قبل أن يعود قلبي إلى النبض".
وأضاف أنّ كل من يسأل إن كان هناك شيء بعد الموت فأجابه بنعم، هناك شيء بعد الموت، لن أقول بأنني خرجت من جسمي في تلك اللحظات لأنه ببساطة لم يكن هناك جسم، بل كنت أشعر بأنني أتحرك بسرعة الريح في مكان من فراغ لا يشبه أي شيء موجود في حياتنا.
وأوضح أنه خلال تلك اللحظات نسي كل شيء موجود في الحياة الحالية فلم يتذكر أي أحد من أفراد عائلته، لكنة كان يرى وجوهاً لأشخاص لا يعرف أسماءهم، ولكنه يعرف أنه ساعدهم يوماً ما وكانوا يشيرون إليه بأصابعهم، ثم فجأة تغير مسار حركته واستيقظ ليرى نفسه بعد 20 ساعة من انتهاء العملية.
وبيّن عريقات أن هناك تفاصيل أخرى شاهدها لكنه لن يذكرها، مشيراً إلى أنّه خلال تلك اللحظات لم يكن يفكر سوى بأشياء متعلقه به وهي أين هو وإلى أين هو ذاهب بأنه كان يشعر بخوف شديد جداً.
تجربة الاقتراب من الموت
علمياً فإن هناك حالة تسمى "تجربة الاقتراب من الموت" وهي ظاهرة غير طبيعية ونادرة الحدوث، إذ تحدث فقط عندما يصبح الشخص على حافة الموت مثل أشخاص تعرضوا لحوادث مميتة أو حالات اختناق أو أشخاص توقف قلبهم عن النبض أثناء العمليات مثلما حصل مع القيادي الفلسطيني صائب عريقات.
ويختلف وصف الأشخاص الذين يعيشون هذه الحالة التي تسمى "الموت المؤقت"، إذ يقول البعض إنهم شاهدوا أشياء جيدة وطيبة والبعض الآخر شاهد أشياء شريرة ومخيفة، وذلك وفقاً لما ذكره موقع Scientific American.
ومن الأشياء الأخرى المتشابهة التي وصفها من عاش هذه الحالة هو أنهم شعروا بأنهم أرواحهم تخرج من أجسادهم وتذهب للمرور بنفق أبيض أو أسود مظلم حتى الوصول إلى نور يشع من آخره.
وقال بعض الأشخاص أيضاً إنهم عند وصولهم إلى نهاية النفق شاهدوا بعض أحبائهم الموتى، لكنهم سمعوا صوتاً ما من خلفهم أو يخبرهم أحد أحبائه الموتى بضرورة العودة وبأن ساعته لم تحِن بعد أو أنه لا يزال هناك الكثير من الأمور التي عليه فعلها في الحياة.
ورغم أنه ليس هناك تفسير علمي للظاهرة، فإن العلماء يعتقدون أن العقل الباطن هو من يفتعل تلك الأحداث لتسهيل عملية الموت.
وفاة صائب عريقات في 2020
في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 توفي القائد الفلسطيني صائب عريقات عن عمر تجاوز 65 عاماً جراء إصابته بفيروس كورونا.
وقبل وفاته بأسابيع عانى العريقات من أعراض مؤلمة لا سيما ضيق التنفس بسبب ضعف مناعته الناجم عن عملية زراعة الرئتين، وعلى إثر إصابته تم نقله إلى أحد مستشفيات تل أبيب حيث توفي هناك.