يحتفي اليوم محرك البحث العالمي "جوجل" بالذكرى الـ86 لميلاد الكاتبة المصرية الراحلة "نتيلة راشد" بوضع صورة كرتونية لها أعلى محرك البحث وبجانبها رابط لبعض المقالات التي تبرز دورها وتاريخها.. فمن هي نتيلة راشد أو ماما لبنى كما لقُبت؟
من هي نتيلة راشد أو ماما لبنى
وُلدت راشد في 19 أيلول/سبتمبر 1934 لأسرة ميسورة الحال، وعُرفت بميولها اليسارية الاشتراكية، بدأت بالكتابة منذ أن كانت طالبة بجامعة القاهرة، وفي 1953 أذيعت لها أول مجموعة قصص قصيرة في الراديو.
أسست مع ناديا نشأت مجلة "سمير" للأطفال عام 1956، وفي نفس العام تزوجت من الكاتب والأديب والمترجم عبدالتواب يوسف، الحاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة ورئيس قسم الصحافة والإذاعة والتلفزيون بوزارة التربية إلى أن تفرغ للكتابة للأطفال عام 1975، وهو صاحب فكرة إصدار أول مجلة إسلامية للأطفال تحت اسم "الفردوس" عام 1969، أنجبا ثلاثة أبناء: "لبنى" وهي أستاذ بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة ووكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا، و"هشام" وهو دبلوماسي ومتحدث رسمي سابق ورئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية، و"عصام" وهو عضو منتدب سابق للشركة المصرية الدولية لحماية البيئة ويعمل حالياً كمدير عام شركة مونتانا ستوديوز للإنتاج السينمائي.
ماما لبنى وتأسيس مجلة سمير
ترأست نتيلة تحرير مجلة سمير منذ 1966 بعد سفر ناديا نشأت إلى لبنان حتى عام 2002، تقدم المجلة نفسها على أنها للأعمار من 8 إلى 88، واعتُبرت مجلة سمير رائدة فن المجلات المصورة في العالم العربي رغم أنه قد سبقها في الإصدار بعض المجلات الأخرى، ولكن كان لهذه المجلة وقع خاص على جميع الاطفال من معاصرى ذلك العصر، حيث تشتهر المجلة بأنها من قدمت بعض سلاسل الكوميكس لأول مرة للغة العربية مثل "تان تان" و"نادية" (عن الكوميكس البريطاني ڤيكي Vicky) و"جلال" (Tarna) وبوباي وباگز باني، وشخصيات ديزني التي ظهرت في 1958 في أعداد خاصة قبيل تأسيس مجلة ميكي لدار الهلال أيضاً، كما أنها تميزت بالقصص المصورة محلية الإنتاج مثل "سمير وتهته" و"باسل الكشاف الشجاع" و"بوبي" و"بسبس" و"الأسطى فالح".
وحشدت نتيلة للعمل بالمجلة كبار الكتاب والرسامين، ففي البداية كان تصميم شخصية (سمير) بريشة الفرنسي (برنىي) ثم انضم للمجلة رسامون محليون عديدون وأجانب مثل هرانت "هارون" من أرمينيا، وكتاب بوزن نجيب محفوظ، أحمد رجب، سيد حجاب، يوسف السباعي، توفيق الحكيم.
عمود "أولادي حبايب قلبي" وباب "مراسل سمير الصحفي الناشئ"
اهتمت "ماما لبنى" بالأطفال وبنائهم والتواصل معهم فدأبت على كتابة مقال أسبوعي بعنوان "أولادي حبايب قلبي" كما ابتكرت باب "مراسل سمير الصحفي الناشئ" لرعاية أجيال من الأطفال وتعليمهم الصحافة وقواعدها، وأكثر من التحقوا بالباب كانت تنشر موضوعاتهم الصحفية وحواراتهم في مجلة سمير مع صورهم وهم لم يتعدوا الرابعة عشر من عمرهم، ما شجع جيل من الأطفال على القراءة والكتابة والتنافس على النشر بالمجلة ومراسلتها.
قصص وحكايات ماما لبنى
اتسمت قصصها بطابع خاص فحرصت على أن تقدم فيها نماذج حياتية واقعية، فلم يكن هناك من يحمل فيها لواء المساواة، لكن المساواة هي أصل الحكاية وليس هناك من يتغنى بالخير ولكن الشر مهزوم بشكل أو بآخر وليس هناك من هو كامل ومثالي، ولكن هناك دوماً من يسعى لأن يكون أفضل وألطف وأكثر قدرة على التكيف مع الحياة. الحياة في قصص ماما لبنى ليست حلماً وردياً، بل هي تجربة حياتية كاملة بما فيها من اختبارات، يتم اجتياز بعضها والإخفاق في البعض الآخر دون أن فقد الرغبة في المضي قدماً.
تُرجمت بعض أعمالها إلى اللغة الإنجليزية وترجمت هي نفسها بعض الأعمال عن الإنجليزية، لتصدر هذه وتلك عن دار الهلال التي ارتبط اسمها فيها باسم "ماما لبنى".
مناصب وجوائز أخرى حصلت عليها نتيلة راشد
شغلت منصب أمينة لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، وشاركت كعضو باللجنة العليا لمهرجان القاهرة الدولي لسينما الطفل، وأيضاً كعضو باللجنة العليا للطفولة والنشء بمكتبة الإسكندرية.
حصلت نتيلة راشد على جائزة الدولة في أدب الأطفال عام 1978 وعلى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
وتوفيت ماما لبنى عام 2012 عن عمر يناهز الـ77 عاماً بعد صراع مع المرض. وودعها العديد من الشباب والشابات الذين ترّبوا علي قصصها وكلماتها في مجلة سمير.