على مر التاريخ، تنقّلت الكثير من الآثار التاريخيّة الهامة حول العالم، منها ما سُرق أثناء احتلال الدول ومنها ما بيع عن طريق مهربي الآثار، ولكنها في النهاية وجدت طريقها إلى المتاحف بعد بيعها من مالك لآخر.
وعلى الرغم من وصول هذه الآثار المسروقة بطرق مشكوك بأمرها إلا أنها لاتزال حتى يومنا هذا معروضة في متاحف الدول الغربيّة رغم طلب الكثير من الدول استرداد هذه الآثار.
الآثار المهربة حول العالم
إليكم أهم 10 أثار هامة مسروقة ومعروضة في بعض المتاحف بحسب ما ذكره موقع List Verse.
منحوتات إلجين.. من اليونان إلى بريطانيا!
تعد رخامات إلجين أو كما تسمى بالبارثينون مجموعة من المنحوتات اليونانيّة التي تعود إلى معبد بارثينون الإغريقي الذي بني في القرن الخامس قبل الميلاد في أثينا.
ويمتلك هذا المعبد أهمية كبيرة، ليس فقط بكونه واحداً من أقدم المعابد المتبقية المبنية على النمط اليوناني الكلاسيكي، وإنما لكونه رمزاً للحضارة اليونانية القديمة.
في الفترة الممتدة من 1801 إلى 1812، عندما كانت اليونان تحت سيطرة العثمانيين نقل وكيل بريطانيا لدى العثمانيين إيرل إلجين السابع مايقرب من نصف المنحوتات الموجودة في معبد بارثينون إلى بريطانيا بحجة حمايتها، رغم احتجاج سكان أثينا.
وأثناء نقلها عبر البحر تعرضت السفينة للغرق، ولكن في نهاية الأمر تم انتشال هذه المنحوتات بأمان باتجاه نحو المتحف البريطاني في لندن.
وبعد اعتراف الدولة العثمانية باليونان كدولة مستقلة، طالب اليونانيون بريطانيا بإعادة هذه الكنوز الأثرية، لكن بريطانيا رفضت مدعية أنّ إلجين السابع حصل في العام 1801 على فرمان من الباب العالي العثماني يسمح له بنقل المنحوتات، ولكن العثمانيين نفوا الأمر كون الفرمان غير موجود في الأرشيف العثماني.
ومؤخراً عرض المتحف البريطاني إعارة الرخام إلى متحف الأكروبوليس اليوناني بشرط الاعتراف بملكيته للقطع الأثرية، لكن اليونانيين رفضوا هذا الاقتراح، وبقيت معروضة في المتحف البريطاني في لندن.
كنز بريام.. من الدولة العثمانية إلى روسيا!
في العام 1870 حصل رجل ألماني يُدعى هاينريش شليمان على إذن من الحكومة العثمانية للحفر من أجل البحث عن مدينة طروادة المفقودة، كونه كان مهووساً بالبحث عن الأشياء المذكورة في القصائد الملحمية القديمة التي كتبها هوميروس في "الألياذة" و"الأوديسا"".
بعد عام من الحفر تمكن شليمان رفقة زوجته اليونانيّة من العثور على أنقاض المدينة المنسية، كما عثر على كنز بريام المكون من مجوهرات ثمينة وأغطية رأس ذهبية وأقنعة وغيرها من القطع الأثرية، فقام بتخبئته وتهريبه إلى لندن.
وبعد سنوات من عرضها في لندن، نُقلت كنوز بريام إلى برلين قبل أن تختفي من المتحف مع نهاية الحرب العالمية الثانية والتي انتهت بهزيمة ألمانيا.
وفي العام 1993، أعلنت روسيا أنها وجدت الكنوز الثمينة التي وقعت بيد إحدى كتائب الجيش الأحمر التابع للسوفيتيين، الذين أخدوا هذه الكنوز من المتحف كغنائم حرب، ولاتزال هذه الكنوز معروضة حتى الآن في متحف بوشكين بموسكو.
بوابة عشتار.. من العراق إلى ألمانيا!
كانت بوابة عشتار في يوم من الأيام إحدى مداخل مدينة بابل الداخلية في العراق، كان قد شيدها الملك نبوخذ نصر الثاني عام 575 قبل الميلاد، وخصصها لعشتار إلهة الحب والحرب في بلاد ما بين النهرين.
تم صنع البوابة من المرمر الأزرق عليه الكثير من نقوش الحيوانات مثل الأسد والتنين والثور والحيوان الخرافي المسمى مشخشو الذي يمثل رمز الآلهة مردوك.
بين عامي 1899 و1917 تم حفر الهيكل ونُقل إلى متحف بيرغامون في برلين ولايزال إلى يومنا هذا معروضاً هناك رغم أنّ الحكومة العراقية قدمت الكثير من الطلبات لاستعادته، لكنها لم تفلح بذلك.
حجر رشيد.. من مصر إلى بريطانيا!
يعدُ حجر رشيد أحد أهم الآثار المصرية المسروقة، فهو مصنوع من حجر الجرانودايورايت وتم صنعه في العام 196 قبل الميلاد.
ويحوي الحجر على نقش لمرسوم صدر في عام إنشائه في مدينة ممفيس مكتوب بثلاث لغات هي "الهيروغليفية المصرية التي يستخدمها الكهنة بشكل أساسي، والديموطيقية المصرية التي تستخدم في الحياة اليومية، إضافة لليونانية القديمة" ويتحدث هذا النقش المرسوم عن تتويج الملك بطليموس الخامس.
في العام 1799 تم اكتشاف حجر رشيد من قبل جندي يدعى بيير فرانسوا بوشار أثناء حملة نابليون بونابرت على مصر، ولكن بعد هزيمة نابليون في مصر وهربه، تمكنت بريطانيا من الحصول على الحجر ونقله إلى المتحف البريطاني.
وحاول المسؤولون المصريون وعلماء الآثار إقناع المتحف البريطاني في لندن بإعادة الحجر الأثري ولكن دون جدوى، حيث لا يزال معروضاً هناك حتى يومنا هذا.
تمثال مواي.. من تشيلي إلى بريطانيا!
تشتهر جزيرة رابا نوي أو كما تسمى بجزيرة القيامة في تشيلي بوجود العديد من التماثيل الصخرية الفريدة التي تسمى مواي والتي لم يعرف سبب صنعها، ولكنها تعود إلى الفترة الممتدة من 1100 حتى 1600 ميلادية.
أحد تماثيل مواي يدعى هوا هاكننايا، سرقه الجيش البريطاني من جزيرة رابا نوي في العام 1869، وقدموه كهدية إلى الملكة البريطانية فيكتوريا.
ويعتقد سكان رابا نوي أن تماثيل مواي تحتوي على أرواح أسلافهم، لذلك زار حاكم رابا نوي بريطانيا في العام 2018، من أجل التفاوض لإعادة هوا هاكننايا لكنه طلبه قُوبل بالرفض، ولايزال إلى الآن التمثال معروضاً في المتحف البريطاني بلندن.
درع جويجال.. من أستراليا إلى بريطانيا!
عندما وصل المستكشف البريطاني جيمس كوك إلى أستراليا في 1970، قابله رجلان محليان من الأبورجيين وهم سكان أستراليا الأصليون وهم يحملون دروعاً ورماحاً.
وذكر كوك في مذكراته أنّ هذان الرجلين كانا من قبيلة تدعى جويغال وقاما بمهاجمته بالحجارة والرماح ما اضطر رجاله إلى إطلاق النار عليهم وجرحهم، فلاذوا بالفرار تاركين وراءهم بعض معداتهم بينها درع سمي لاحقاً بدرع جويغال.
فقام كوك بنقل الدرع إلى المتحف البريطاني بلندن إضافة إلى الكثير من القطع الأخرى.
وفي العام 2016، قام شخص يدعى رودني كيلي والذي يدعي بأنه من سلالة الشخص الذي فقد درعه خلال إطلاق رجال كوك النار عليه عند وصولهم بالمطالبة بإعادة الدرع، لكنّ مطالباته لاقت آذاناً صمّاء.
ألماسة كوهي نور.. من الهند إلى بريطانيا!
تعدُّ ألماسة كوهي نور (جبل النور) واحدة من أندر الأحجار الكريمة في العالم ويبلغ حجمها 105 قيراط، وقد بقيت لفترة طويلة أكبر قطعة ألماس في العالم إلى حين اكتشاف حجر ألماس أكبر منها يبلغ حجمه 3106 في جنوب إفريقيا.
ورغم شهرة ألماسة كوهي نور فإن الغموض حول مصدرها لايزال غامضاً؛ إذ تدعي الأساطير الهندية أنّ آلهة الشمس قدمت هذه الألماسة هدية للأرض، فيما تقول رواية أخرى أنه جرى اكتشافها في حوض نهر جودافيري في العام 3200 قبل الميلاد، فيما تقول رواية أخرى أنّ كوهي نور ليست إلا قطعة مجتزأة من ألماسة أسطورية أكبر حجماً تدعى "المغول الأكبر".
وتنقلت هذه الألماسة بين العديد من الحكام الهندوس والمغول والفرس والسيخ حتى استحوذت عليها شركة الهند الشرقية في العام 1665 فبدأت بعدها تتنقل بين ملوك الهند حتى العام 1849، عندما وقعت بريطانيا معاهدة مع ملك هندي يبلغ من العمر 10 أعوام نصت على تنازله عن الحكم وأيضاً أن تصبح ألماسة كوهي نور ملكاً لبريطانيا.
ومن هناك استحوذت الملكة فيكتوريا على الألماسة وتم نقلها إلى المتحف البريطاني في لندن حيث لاتزال حتى يومنا هذا.
تمثال نفرتيتي.. من مصر إلى ألمانيا!
يعتبر تمثال نفرتيتي أحد أقدم وأشهر الآثار المصرية الفرعونية، إذ نحته النحات المصري تحتمس في العام 1345 قبل الميلاد تقريباً لنفرتيتي زوجة الفرعون المصري أخناتون.
في العام 1912 عثر فريق تنقيب ألماني على التمثال النصفي في منطقة تل العمارنة وقاموا بتهريبه في العام التالي إلى ألمانيا، حيث تم نقله بين العديد من المتاحف، لكنه استقر مؤخراً في 2009، في متحف برلين الجديد.
كنز كوملوكا.. من تركيا إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة!
يتكون كنز سيون أو كما يسمى كنز كوملوكا نسبة إلى القرية التي وجد فيها من أكثر من 50 قطعة يعتقد أنها من أصل بيزنطي مكونة من أطباق ذهبية وفضية وشمعدانات وصلبان ذهبية، يعتقد أنها جميعاً كانت تابعة لكنيسة واحدة كانت في المنطقة.
وتقع قرية كومولكا قرب مدينة أنطاليا، كان سكانها خليطاً من اليونانيين المسيحيين والأتراك المسلمين قبل أن يترك اليونانيون القرية بموجب اتفاق مبادلة السكان بين تركيا واليونان.
اكتشف السكان المحليون في القرية هذه الآثار في العام 1963، وباعوها لتجار الآثار، حتى وصلت إلى تاجر يدعى جورج زاكوس قام بتهريبها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعرض هذه الآثار الذهبية في عدة متاحف أمريكية منها متحف كليفلاند للفنون ومتروبوليان ومكتبة دومبارتون بجامعة هافارد.
صياد قديم من أفروديسياس.. من تركيا إلى ألمانيا!
يعود تاريخ صنع هذا التمثال الرخامي الذي يظهر صياد عجوز إلى العام 200 قبل الميلاد في مدينة أفروديسياس إحدى مدن اليونانيين القدماء، والتي تعد حالياً إحدى المدن التركية التي تطل على بحر إيجة، في قضاء قراجة صو بولاية أيدين غربي تركيا.
المميز في هذا التمثال أنّ جسده في بلد ورأسه في بلد آخر، إذ عثرَ مهندس فرنسي وعالم آثار هاوٍ يدعى بول غودين في العام 1904 ميلادية على التمثال دون رأس أثناء عمليات تنقيب في الحمامات الهلنستية لمدينة أفروديسياس، فقام بتهريبه إلى فرنسا، قبل أن يقوم أبناؤه ببيعه في وقت لاحق إلى متحف بيرغامون في العاصمة الألمانية برلين ولايزال معروضاً هناك حتى الآن.
بينما استطاع الأتراك إيجاد الرأس الناقص في عمليات بحث لاحقة جرت في العام 1989.