لا شكَّ أن كل دولة تمتلك ترسانتها الخاصة من القطع الحربية تتكون من قطع برية كالدبابات والمدرعات، وجوية من الطائرات الحربية والمسيرة، وبحرية تتكون من قطع عديدة غالبيتنا لا يستطيع تمييز الفرق بينها.
في هذا التقرير سنلقي الضوء على الأنواع المختلفة للقطع البحرية، والدور الذي تؤديه كل واحدة منها، بحسب ما ذكره موقع Migflug السويسري المتخصص بالأسلحة الحربيّة.
الفرقاطة
يطلق اسم فرقاطة "Frigate"، على السفن الحربية السريعة ذات الحجم المتوسط وتستخدم لحماية السفن البحرية الأكبر حجماً منها مثل المدمرات، والاشتباك المباشر مع السفن الأخرى والتصدي للغواصات المعادية، ومساعدة القوات البرمائية قرب السواحل.
إضافة إلى أنه يمكن تجهيزها للمشاركة في المعارك الجوية عبر تزويدها بصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، كما تتميز الفرقاطة بأنها سريعة عند المناورة ووزنها يبلغ حسب نوعها من 3000 إلى 7000 طن، إضافة لأن بعض الفرقاطات يمكن تجهيزها لاستقبال طائرة مروحية أو أكثر على متنها.
تكلفتها الاقتصادية المنخفضة مقارنة مع المدمرات تدفع الدول لشرائها كأول الخيارات لتسليح قواتها البحرية، وغالبية دول العالم التي تمتلك حدوداً بحرية تمتلك عدداً منها.
وللفرقاطة نوعان: خفيفة وثقيلة.
الفرقاطة الخفيفة تتميز بأنها تكون مخصصة لأداء عمل واحد فقط أو اثنين على أكثر تقدير، مثل تجهيزها بصواريخ دفاع جوي، وطوربيدات للتصدي للغواصات، أو أن تكون مخصصة فقط للاشتباك مع السفن الأخرى ووزنها لا يتجاوز 5 آلاف طن.
أما الفرقاطة الثقيلة فتكون متعددة المهام وقادرة على تنفيذ كل شيء، من القتال البحري المباشر إلى حماية السفن والتصدي للغواصات والطائرات، ووزنها يبلغ نحو 7 آلاف طن.
البارجة الحربية
تعدٌّ البارجة من أضخم القطع البحرية الحربية بعد حاملات الطائرات والطرادات، إذا يمكن تزويدها بأسلحة مختلفة مثل المدافع والصواريخ بعيدة المدى التي تستخدم في قصف المدن، كما بقيت فترة طويلة قائدة للأساطيل البحرية.
الشيء المميز في البارجة أنه يمكنها حمل طاقم مكوّن من 2000 إلى 6000 شخص إضافة إلى حمل من 8 إلى 12 مدفعاً كبيراً من عيار 405 مم على أبراج ثابتة ودوارة، ونحو 40 مدفعاً صغيراً من عيار 105 مم تستخدم في رمي الأهداف القريبة.
لكن في الوقت الحالي وبعد أن تم تطوير المدمرات التي تمتلك ميزات أكبر وحجماً أصغر، قلّ الاعتماد على البارجات حتى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية أخرجت جميع بارجات أسطولها عن الخدمة.
المدمرة
رغم أن ليست كل الدولة تمتلكها منها فإن المدمرة تعتبر من أهم القطع البحرية في الأسطول البحري لأي دولة، إذ يمكن تزويدها بصواريخ بحر-جو ضد الطائرات، وبحر-بحر ضد السفن المعادية وطوربيدات الغواصات.
كما أنها سريعة في المناورة وتمتلك أنظمة رادار حديثة قادرة على تشويش الصواريخ الموجهة إليها وسونارات قادرة على كشف الغواصات المتواجدة في المنطقة، وقد يصل وزنها إلى نحو 11 ألف طن، إذ يستخدم الصلب في بنائها، لذلك تعتبر المدمرة من أهم القطع البحرية في أساطيل الدول القادرة على تحمل تكاليف تشغيلها.
حاملة الطائرات
تعتبر حاملة الطائرات أكبر قطعة بحرية موجودة العالم، فهي عبارة عن قاعدة جوية متنقلة تعوم فوق الماء، إذ بإمكان الواحدة منها حمل ما يزيد على 100 طائرة حربية وعمودية ونفاثة وأيضاً الهليكوبتر.
تتميز حاملة الطائرات بأنها ذات قاعدة كبيرة مستوية على شكل مدرج، تمكّن الطائرات من الإقلاع منها عن طريق آلة تسمى "المنجقة" وأيضاً استقبال الطائرات عن طريق شدها بأسلاك تسمى "كبح السرعة".
وتم تصميمها في الأساس من أجل تنفيذ العمليات الجوية في مناطق لا يمكن للطائرات الوصول إليها، وبذلك تستطيع هذه القاعدة إيصال الطائرات إلى أقرب نقطة يمكن للطائرات منها الإنطلاق نحو الهدف، إضافة لأن تشكل تلك الطائرات غطاءً جوياً للقطع البحرية الأخرى مثل الفرقاطات والمدمرات.
يبلغ وزن الواحدة منها نحو 100 ألف طن، ويمكنها حمل ما يزيد على 6000 شخص.
الطراد
تعد الطرادات ذات أهمية عسكرية لما تمتلكه من أنظمة رصد وتتبع قريب وبعيد المدى لقوات العدو، علاوةً على أنها مجهزة بأسلحة ثقيلة قادرة على استهداف الطائرات في الجو، وقتال السفن، وقصف أهداف برية.
لكنها في الوقت الحالي تستخدم لحماية حاملات الطائرات فقط لعدة أسباب، أهمها أن تكلفتها باهظة جداً وحجمها كبير جداً، إذ يصل وزنها إلى 28 ألف طن ما يزيد من فرصة رصدها واستهدافها من قبل العدو، كما أنها غير قادرة على المناورة ولا تعمل إلا في المياه العميقة.
ولذلك لا يوجد سوى دولتين في العالم يملكان منها، الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك 22 طراداً، في حين تمتلك روسيا اثنان، واحداً منهما لا يزال قيد التطوير والتجديد.
الكورفيت
الكورفيت أو كما تسمى أيضاً الفرقيطة وهي تختلف عن الفرقاطة، إذ أنها صغيرة الحجم يبلغ طولها 55 إلى 100 متر، وتعدُّ واحدة من أسرع السفن الحربية.
يتميز الكورفيت بأنه سريع جداً في المياه ومناورته أسرع بمرات من القطع الأخرى، لذلك تولى إليه المهمات الدفاعية مثل حماية السفن والمركبات المدنية أو السفن العسكرية.
كما يمكن تجهيز الكورفيت بمنصات إطلاق صواريخ مضادة للسفن وصواريخ متوسطة المدى، وبعض الكورفيتات الحديثة جُهزت لاستقبال طائرات مروحية على متنها.
السفن الهجومية البرمائية
تقتصر أعمال السفن الهجومية البرمائية على دعم القوات البرية، عبر نقلهم إلى أراضي المنطقة الهدف، ودعمهم بالذخيرة والوقود وحمايتهم من رصد الطائرات.
من ناحية الشكل تشبه كثيرة حمالة الطائرات كونها تملك مكاناً لهبوط طائرة هليكوبتر لكنها أصغر حجماً بكثير، ويمكن تطوير السفن الهجومية البرمائية لتتمكن من استقبال طائرة حربية.
الغواصات
تستخدم كثير من الدول الغواصات كونها قادرة على التخفي تحت الماء وإطلاق الصواريخ على الأهداف التي تكون فوق سطح الماء أو حتى استهداف الطائرات والأهداف البرية.
وللغواصة عدّة أنواع منها، (غواصة هجومية، غواصة صواريخ كروز، غواصة صواريخ باليستية).
غواصة هجومية: مصممة لحماية السفن المتمركزة فوق سطح الماء، وجمع المعلومات حول أهداف العدو.
غواصة صواريخ كروز: من اسمها نستنتج أنّ بإمكان هذه الغواصة إطلاق صواريخ كروز لمهاجمة أهداف أرضية بعيدة المدى.
غواصة صواريخ باليستية: يمكن لهذه الغواصة في الخروج من الماء والاختباء وإطلاق صواريخ باليستية على أهداف العدو، وأيضاً يمكنها إطلاق صواريخ تحمل رؤوساً نووية مسافة آلاف الكيلومترات، كما تتميز بأنها تحوي مفاعلاً نووياً داخلها كمصدر للطاقة.