محطات تاريخية على طريق نضال السود نحو المساواة في بلد الحريات أمريكا

في أغسطس من عام 1619، سجلت إحدى المذكرات أن 20 أنغولياً "غريباً" اختطفهم البرتغاليون وصلوا إلى مستعمرة فيرجينيا البريطانية قبل أن يشتريهم مستعمرون إنجليز بحسب وثائق تاريخ العبودية في أمريكا.

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/03 الساعة 21:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/04 الساعة 01:21 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية / istock

في أغسطس من عام 1619، سجلت إحدى المذكرات أن 20 أنغولياً "غريباً" اختطفهم البرتغاليون وصلوا إلى مستعمرة فيرجينيا البريطانية قبل أن يشتريهم مستعمرون إنجليز بحسب وثائق تاريخ العبودية في أمريكا.

أصبح هذا التاريخ وقصة الأفارقة المستعبَدين رمزاً لجذور العبودية والفصل الأكثر قتامة، على الرغم من وجود أفارقة مستعبدين على الأرجح بالأمريكتين في القرن الرابع عشر وأوائل عام 1526 في المنطقة التي ستصبح الولايات المتحدة.

لكن مصير المستعبَدين في الولايات المتحدة سيقسم الأمة ويتسبب في حرب أهلية ما زلنا نرى آثارها حتى في يومنا هذا. 

وبعد الحرب التي يُفترض أنها أنصفت العبيد، سيستمر الإرث العنصري للرق، وستظهر حركات مقاومة، من ضمنها "السكك الحديدية تحت الأرض" لإيواء السود الفارين من أسيادهم، وصولاً إلى حركة Black Lives Matter أو "حياة السود مهمة" المعاصرة.

وبالتزامن مع كل تلك المراحل التاريخية، ظهر قادة وفنانون وكُتاب سود لتشكيل شخصية أمريكا وهويتها. ولكن يبدو أن العنصرية تجاه السود ما زالت تلاحق الأمريكيين حتى بعد أكثر من 400 عام، وهذه المرة احتل "جورج فلويد" اسم فصلها الأحدث.

نعود في التاريخ لنلقي نظرة سريعة إلى أهم المحطات في تاريخ العبودية ونضال السود نحو الحرية والمساواة، بحسب ما عددها موقع History.

تاريخ العبودية

تاريخ العبودية
قطف القطن/ istock

1619.. دولة جديدة تبحث عن يد عاملة

لتلبية احتياجات العمالة في مستعمرات أمريكا الشمالية سريعة النمو، تحول المستوطنون الأوروبيون البيض في أوائل القرن السابع عشر من الخدم الأوروبيين الفقراء إلى مصدر عمالة أرخص وأكثر وفرة: الأفارقة المستعبدين.

وبعد عام 1619، عندما أحضرت سفينة هولندية 20 إفريقياً إلى الشاطئ في مستعمرة جيمس تاون البريطانية، انتشر الرق بسرعة عبر المستعمرات الأمريكية.

على الرغم من أنه من المستحيل إعطاء أرقام دقيقة لعددهم آنذاك، فقد قدّر بعض المؤرخين أنه تم إحضار نحو 7 ملايين شخص مستعبَد إلى العالم الجديد خلال القرن الثامن عشر وحده، مما حرم القارة الإفريقية من أثمن مواردها: الرجال والنساء الأكثر صحة.

1765 – 1783.. الثورة الأمريكية ضد الإنجليز

بعد الثورة ضد الإنجليز، ربطت عديد من الولايات الشمالية (التي لم يعتمد اقتصادها على العبودية) بين اضطهاد الإنجليز لها واضطهاد الولايات الجنوبية للسود.

ومع نهاية هذا القرن، أسقطت عدة ولايات شماليةٍ نظام العبودية، لكن الجنوب كان بحاجة لهذه اليد العاملة، حيث كان اقتصاده يعتمد على الأراضي الزراعية والمحاصيل؛ تحديداً التبغ والقطن.

ورغم أن الدستور الجديد منع إحضار العبيد من الخارج في عام 1808، فإن عدد الموجودين على الأراضي الأمريكية تضاعف 3 مرات على مدى السنوات الخمسين المقبلة (4 ملايين نسمة في عام 1860)، وكان معظمهم يعيشون فيبالجنوب.

1831.. ثورة نات تورنر

كان نات تورنر عبداً في مزارع عائلة ترافيس بفيرجينا؛ تعلم القراءة والكتابة والدين، وكان يبشر بأنه "الشخص المختار من الله" لكي يحرر العبيد.

وفي 21 أغسطس/آب من ذلك العام، تمكن بمساعدة 4 أشخاص من قتل العائلة والسيطرة على الأسلحة والخيول، وهو جعل الرعب يدب في الولايات الجنوبية.

بعد 3 أسابيع تم اعتقاله وإعدامه، ليخسر 100 شخصٍ حياتهم في هذه الثورة الدموية، ففرضت عدة ولايات قوانين الطوارئ وقررت منع تعليم العبيد وتقيد حركتهم.

دعم عديد من مناهضي العبودية الشماليين (عبيد محررين) أولئك العالقين في الجنوب، رغم أن القانون كان يحظر مساعدتهم. وظهرت حركة "Underground Railroad" لإيواء الهاربين من الجنوب إلى الشمال.

1857.. قضية دريد سكوت

كان دريك سكوت عبداً لشخص يعيش في ميسوري، لكنه زار مع سيده ولاية إلينوي، حيث كانت العبودية ممنوعة.

عند عودته إلى ميسوري، أقام دعوى ضد مالكه، مفادها أن وجوده في تلك الولاية جعله حراً بحكم القانون المطبق فيها. 

لكن أحداث القضية تطورت حتى وصلت إلى المحكمة العليا، التي رفضت منحه حريته.

وبينما احتفل الأمريكيون في الجنوب، كسرت هذه القضية حاجزاً قانونياً وشكلت حلقة في سلسلة أحداث متتالية ستطيح بنظام العبودية كله وتجعل باحات المحاكم ساحة إضافية للنضال.

1861.. الحرب الأهلية وحلم الحرية

في ربيع ذلك العام، وبعد 4 عقود من الخلافات بين الشمال والجنوب حول العبودية، اندلعت الحرب الأهلية.

قررت 11 ولايةً الانفصال عن الاتحاد لتشكّل كونفدرالية، وذلك في عهد إبراهام لينكولن، الذي كان أول رئيس جمهوري ذا آراء مناهضة للعبودية.

لم تكن الحرب بسبب العبيد، ولكن بسبب النزعات الانفصالية، وفي 1 يناير/كانون الثاني 1863، وبعد أيام من فوزه في معركة محورية، أصدر لينكولن قانوناً يحرر كل العبيد في سائر الولايات.

حرر قراره نحو 3 ملايين عبد في الولايات المتمردة، وحرم تلك الولايات من اليد العاملة؛ لينضم نحو 186 ألف جندي أسود إلى جيش الاتحاد، قُتل منهم 38 ألفاً.

شهدت تلك الحرب الدامية مقتل 620 ألف شخص من أصل عدد السكان البالغ 35 مليوناً، لتشهد أمريكا أكثر فضل دموي في تاريخ تأسيسها.

1865.. الجنوب ما بعد إلغاء العبودية

بعد اغتيال لينكولن، تم انتخاب أندرو جونسون رئيساً، وكان البيض في الجنوب يعيدون تشكيل الصلاحيات المدنية بولاياتهم، ومن ضمنها وضع قوانين تقيّد حركة السود، لتضمن توافرهم كيدٍ عاملة في الأراضي والمزارع.

وفي العام 1876، توسّع الكونغرس الأمريكي في شرح معنى المواطَنة في التعديل الرابع عشر للدستور، ليمنح حماية متساوية للجميع، ومن ضمنهم العبيد السابقون.

في العام 1870، أُقر التعديل الخامس عشر للدستور عبر منح حق الانتخاب للجميع بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين.

وفي تلك الفترة الحافلة بالتعديلات والنهضة المدنية، بدأ السود يربحون في المقاعد الانتخابية محلياً وفيدرالياً، وهو الأمر الذي أغضب من جديدٍ الولايات الجنوبية.

ظهرت في تلك الفترة الحركة الراديكالية العنصرية KKK، التي كانت لا تتوانى عن إرهاب السود وتعذيبهم وقتلهم وحتى التزوير في الأصوات الانتخابية.

مع حلول عام 1885، حرصت تلك الولايات على سن قوانين عنصرية تفصل بين البيض والسود في المدارس والحافلات والمقاهي والمطاعم وغيرها.

لكن المحكمة العليا من خلال قضية رأي عام شهيرة، أقرت المواطَنة المتساوية بين البيض والسود.

أدرك السود في ظل التحديات الاجتماعية أن التعليم هو سبيلهم للارتقاء وتأمين مستقبل الأجيال المستقبلية.

وظهرت عدة أسماء ملهمة مثل الكاتب بوكر واشنطن الذي ألف رواية Up From Slavery (1900)، مشجعاً السود على تعلم المهن الصناعية والزراعية. 

وبرز اسم جورج واشنطن كارفر، وهو عبد تم تحريره، ترأس لاحقاً الدائرة الزراعية بإحدى المدن بعدما ساعد في تحرير الجنوب.

وجّه كارفر المزارعين بالاستعاضة عن التبغ بالفستق والصويا والبطاطا الحلوة؛ لإعادة تأهيل الأرض.

وبحلول العام 1940، كان الفستق ثاني المحاصيل في الجنوب، وقد احتفى عديد من البيض بنجاح كارفر.

1905.. تأسيس المنظمة الوطنية لدعم الملوّنين NAACP

أسس هذه الحركة الأستاذ الأسود W.E.B Du Bois، الذي كان ينادي بضرورة التعليم العالي.

ونتيجة تراجع اليد العاملة في بعض الولايات، ظهرت بعض الأعمال العنيفة العنصرية ضد السود، فكان لا بد من التحرك تجاه تطبيق التعديلات الدستورية التي أقرتها الحكومة الأمريكية في القرن الماضي.

وكان من ضمن أنشطتها الاعتراض الجارف على فيلم "ولادة أمة"، في عام 1915 والذي مجّد دور المؤمنين بسيادة العرق الأبيض ومنظمة KKK.

1941.. الحرب العالمية الثانية

خدم أكثر من 3 ملايين أمريكي أسود في هذه الحرب، لكنّ وحداتهم كانت منفصلة عن البيض، وهو الأمر الذي كان عاملاً محبطاً، فكان عليهم مكافحة العنصرية في الجيش لتأمين نجاح مزدوج سمّوه استراتيجية "Double V" أو "Double Victory".

ومن بطولات السود الشهيرة الجندي الأسود دوري ميلر في أثناء الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربر، حيث حمل زملاءه الجنود إلى بر الأمان وأطلق النيران على الطائرات اليابانية.

1955.. مقاطعة الباصات

في ذلك العام رفضت سيدة سوداء طلب السائق أن تعطي مقعدها لرجل أبيض، فتم اعتقالها قبل أن يحض الخطيب والناشط مارتن لوثر كينغ على مقاطعة الباصات لمدة عام.

كادت حملة المقاطعة تفلس شركة النقل، لكنها ألغت لاحقاً قوانين الفصل على متن حافلاتها بضغط المقاطعة.

وبعدها بعامين، ثم دمج مدارس الثانوية العامة، التي كانت منقسمة بين الطلاب البيض والسود، بعد خلاف متلفز بين طلاب مسالمين سود كانوا يودون دخول المدرسة وعصابات بيض أرادت منعهم، شهده ملايين الأمريكيين.

1963.. لديّ حلم

في 28 أغسطس/آب من عام 1963، سار نحو ربع مليون شخص بواشنطن (بيض وسود) في أكبر تظاهرة بتاريخ العاصمة. خطب عدة قادة مدنيين، وبينهم لوثر كينغ الذي شكّلت كلماته "لديّ حلم" مع خطابه التاريخي، شعاراً أيقونياً لحركة الحقوق المدنية.

1964.. قانون الحقوق المدنية

 بفضل دعوة كينغ إلى الاحتجاج السلمي، اكتسبت الحركة شعبية كبيرة دفعت الرئيس الراحل جون كينيدي إلى إطلاق وعد بإقرار الحريات المدنية في حملته الانتخابية، لكن اغتياله أجّل إقرار القانون للرئيس ليندن جونسون.

منح القانون المواطنين من كافة الأعراق والأديان والأجناس مساواة يضمنها الدستور.

1965.. اغتيال مالكوم إكس

في 21 فبراير/شباط 1965، شكلت حادثة اغتيال مالكوم إكس على يد 3 عناصر من حركة "أمة الإسلام" التي أسلم على يد أحد عناصرها، نقطة انطلاق لأفكاره.

وبعدما كان الرجل الثاني في أمة الإسلام، عارض مالكوم أفكار حركة أمة الإسلام، بسبب خلاف مع قائدها إليجا محمد لعلاقاته النسائية ومنع مالكوم من التعليق على اغتيال كينيدي، وبعد حجه إلى مكة.

كان لرحلة الحج تأثير بالغ على أفكاره المعادية للبيض، حيث شهد بأم عينه المساواة بين كل الاعراق في شعائر العبادة وغيرها حسب التعاليم الإسلامية، فقرر أن يتخلى عن الأفكار العنصرية المناهضة للبيض، بعدما كان يصفهم بالشياطين.

لكن بعدما ترك الحركة عام 1964 قال: "قد قمتُ بالعديد من الأمور التي آسَفُ عليها إلى الآن، لقد كنتُ شخصاً متبلد الإحساس آنذاك، أُوجَّه نحو طريق معين وأسير فيه".

لاحقاً، تحول مالكوم إكس إلى المذهب السني، وابتعد عن العنصرية والتفرقة، وأعرب عن رغبته بالعمل مع دعاة الحقوق المدنية، مع أنه كان لا يزال يُشدد على ضرورة إعطاء السود حق تقرير المصير والدفاع عن النفس، إلى أن اغتالته المنظمة التي انشق عنها بإطلاق 16 رصاصة على صدره في محاضرة بنيويورك.

وفي عام 1965، وبعد أقل من أسبوع على التظاهرة التي قادها لوثر كينغ من سلمى إلى مونتغومري ونحو شهر من اغتيال مالكوم، أقر الرئيس الأمريكي جونسون مرسوماً قانونياً ينص على حقوق التصويت للسود وأنهى الاستخدام الرسمي لكلمة نجرو؛ كلمة إنكليزية تعني الزنجي وتعتبر إهانة في الغالب.

1968.. اغتيال مارتن لوثر كينغ

صُعق العالم في 4 أبريل/نيسان 1986، بنبأ اغتيال القائد والناشط كينغ برصاص في غرفته بفندق في مدينة ممفيس. كان هناك لدعم إضراب عمال النظافة، وهو الأمر الذي أحدث شرخاً من جديد بين البيض والسود.

شهدت أكثر من 100 مدينة أمريكية أعمال شغب وحرق وسرقات، لعدة أيام تلت اغتياله.

حادثتا الاغتيال غذتا مشاعر التعصب لدى بعض الأمريكيين الأفارقة، الذين ساهموا في نمو حركتي "القوة السوداء" وحزب " Black Panther".

1972 و1984.. ترشيحات سياسية

كسرت المرشحة السياسية سيرلس تشيشولم حاجز اختراق الحياة السياسية بأن ترشحت للرئاسة الأمريكية كأول مرشحة سوداء وامرأة عن الحزب الديمقراطي. قالت وقتها إنه لا يمكن أن تحرر نصف عِرق، وإن للمرأة دوراً أساسياً في الحياة السياسية.

أصبحت أول امرأة سوداء في الكونغرس الأمريكي، ورغم إدراكها صعوبة النجاح، فإنها أرادت أن تلقي الضوء على قضايا العنصرية ضد المرأة أيضاً.

وفي عام 1984، برز اسم المرشح جيسي جاكسون الذي كان من مناصري حركة لوثر كينغ.

أسس جمعيات مدنية لدعم السود في مجتمع الأعمال وإدارة المال، وترشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسة وتمكن من حصد 6.6 مليون صوت، وهو الأمر الذي لفت إلى أهمية أصوات الأقليات في الانتخابات لاحقاً.

وفي عام 1995، نجح ابنه بالفعل في أن يمثل ولاية إلينوي بمجلس النواب.

1986.. أوبرا وينفري ومنصات الإعلام

ساعد مسلسل "بيل كوسبي" الكوميدي في إعادة تشكيل الصورة المنمّطة عن الطبقة المتوسطة لمجتمع السود. 

ثم أسس رجل الأعمال روبرت جونسن جميعة الترفية التلفزيوني للسود، ليشهد العالم بعد ذلك ظاهرة المذيعة أوبرا وينفري.

تمكنت وينفري من تحويل قدرتها على التعامل مع المواضيع الاجتماعية والحديث في أي قضية إلى إمبراطورية إعلامية تشمل الإنتاج والنشر والتمثيل وغيرها الكثير.

كما ساهمت في الترويج لكاتبات سود مثل أليس ووكر وتوني موريسون وغيرهما. وقدمت وينفري كثيراً من المال للسود، من خلال جمعياتها الخيرية، لتصبح هي الأخرى رمزاً معاصراً للقضية.

1992… احتجاجات لوس أنجلوس

تسببت مطاردة رجل أسود مخمور ومقاومته للاعتقال بلوس أنجلوس في شجب عالمي بعدما تم تصوير اعتقاله الوحشي بالكاميرا.

وبعد إطلاق سراح الضباط وتبرئتهم من سوء استخدام صلاحياتهم والاعتداء عليه، شهدت لوس أنجلوس احتجاجات استمرت 4 أيام.

توفي وقتها نحو 55 شخصاً، وجرح أكثر من 2300، واحترق أكثر من ألف مبنى، وقدّرت السلطات الخسائر بمليار دولار.

2001.. كولن باول أول وزير أسود

عيَّنه جورج بوش باول وزيراً للخارجية، ليصبح أول أمريكي من أصل إفريقي يمثل أبرز دور دبلوماسي للولايات المتحدة. كان دور باول حشد دعم دولي لحرب أمريكا المثيرة للجدل على العراق، بحجة حصوله على أسلحة دمار شامل، وفق ما صرح به في خطاب بالأمم المتحدة، ليتبين لاحقاً أن المعلومات خاطئة.

وبعد باول، خدمت كوندوليزا رايس أيضاً كأول وزيرة خارجية امرأة من أصول إفريقية.

وفي العام 2008، انشق باول عن الحزب الجمهوري، ليعلن دعمه للمرشح الديمقراطي آنذاك باراك أوباما.

2008.. أوباما أول رئيس أسود

طريق طويل قطعه السود قبل أن يصل أوباما إلى سدة الحكم ليصبح الرئيس الـ44 للدولة.

بعدما تخرج في كلية الحقوق عام 1996، بدأ حياته السياسية بالحكومة المحلية لولاية إلينوي، ثم ترشح عام 2004 لمقعد في مجلس الشيوخ.

وبعد فوزه بـ3 سنوات، ترشح للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي مقابل المنافِسة الشرسة هيلاري كلينتون.

حمل أوباما رسالة "الأمل والتغيير"، وكان شعاره "نعم نستطيع" مصدر إلهام لعديد من الشبان السود، فضلاً عن مساهمات زوجته ميشال أوباما التي عملت بجهد طوال ولايتيه الرئاسيتين حتى عام 2016.

2013.. حياة السود مهمة

أو Black Lives Matter؛ ظهر هذا التعبير أول مرة في عام 2013 من قِبل الناشطة أليساي غارزا في منشور على فيسبوك، رداً على تبرئة رجل من فلوريدا قتل شاباً أسود أعزل، عمره 17 عاماً، اسمه ترايفون مارتن.

أشعلت وفاته مظاهرات احتجاجية في مدة عدة، لتتشكل حركة BLM المطالبة بـ"القضاء على سيادة البيض وبناء السلطة المحلية للتدخل في العنف الذي تمارسه الدولة والحراس على مجتمعات السود".

تكررت حوادث مقتل شبان أمريكيين سود على يد الشرطة منذ ذاك الوقت وصولاً إلى قتل جورج فلويد تحت ركبة شرطي في مينيسوتا.

الاحتجاجات التي اشتعلت في المدن الأمريكية رغم خطر التجول بفضل جائحة كورونا، ما هي إلا غيض من فيض ومحطة إضافية في نضال السود تجاه المعاملة العنصرية التي شكلت هويتهم على مدى قرون، في بلد يتغنى بالحريات المدنية والمساواة بين جميع مواطنيه.

تحميل المزيد