في أول أيام شهر أبريل/نيسان من كل عام صار البعض يتخذ حذره بشكل كبير حيال تصديق أي خبر أو معلومة تقال في هذا اليوم، وربما تكون قد صادفت أحدهم يعبّر عن غضبه تجاه هذه العادة، فالعالم طالما شهد العالم أسوأ نتائج سببتها كذبة أبريل.
يُرجع بعض المؤرخين بدايات كذبة أبريل إلى القرن الـ16 ميلادي، عندما تغير العمل بالتقويم الجولياني يبدأ في توقيت 1 أبريل/نيسان إلى التقويم الغريغوري الذي يبدأ في يناير/كانون الثاني؛ إذ يعتاد البعض أو يقبل هذا التغيير وظلوا يحتفلون ببداية العلم في أول أبريل، وهو ما كان محطّاً للسخرية وصار اليوم رمزاً لإطلاق كذبة شهيرة، وفي تقريرنا نتناول بعضاً من أشهر كذبات أبريل التي كان لها أثر سلبي.
مزحة "إسقاط الميكروفون" من جوجل
في أول أبريل عام 2016 كادت مزحة كذبة أبريل التي طرحتها جوجل أن تتسبب في مشاكل كبيرة لا حصر لها، بخلاف موجات غضب كبيرة بين مستخدميها، وتحديداً خدمة البريد الشهيرة Gmail التي يستخدمها ما يقرب من مليار ونصف مستخدم في جميع أنحاء العالم.
المزحة كانت عبارة عن زر رد أوتوماتيكي جاهز يحتوي على شعار الميكروفون ظهر فجأة بجوار زر الإرسال Send بمثابة خيار للرد على رسائلك كلها دفعة واحدة بدون شرح أية تفاصيل حول الزر، وبمجرد أن تختار زر الميكروفون يقوم بريد جوجل مباشرة بإرسال رسالة شبه غاضبة نصها: "أياً كان، أنت الذي بدأت يا فلان".
وبالطبع يستشعر المرسل إليه من هذه الرسالة أن الراسل غاضب من أمر ما، وتنتابه الحيرة أو الضيق، أو الغضب. الأسوأ من هذا هو أن هذه الرسالة الصبيانية سببت للبعض عدة تعقيدات بإرسالها إلى عملاء بعض الشركات، أو المديرين أثناء مراسلة موظفيهم، وأدت إلى فقدان بعض الناس وظائفهم، وهو ما أجبر جوجل على التراجع عنها فوراً بعد عدة ساعات من إطلاقها، والاعتذار رسمياً لمستخدميها.
كائنات فضائية تهبط في الأردن
في أبريل/نيسان عام 2010 استيقظ الأردنيون على خبر نشره موقع صحيفة "الغد" الأردنية يفيد بهبوط أطباق طائرة مجهولة بالقرب من منطقة "الجفر" الصحراوية، ووصفت أيضاً الكائنات الفضائية المخيفة التي يبلغ طولها 3 أمتار، الذين هبطوا من المركبات الفضائية.
الأكثر إثارة للهلع هو أن الصحيفة ذكرت هجوماً عنيفاً من قبل هذه الكائنات على بعض المنشآت الحيوية والمباني.
وما زاد الطين بلة أن الخبر سبب الذعر الحقيقي لسكان المنطقة القليلون ما دفع محافظ الجفر آنذاك، محمد مليحان، لحشد قوات أمنية وإرسالها لتقصي الوضع بعد عدة بلاغات من المواطنين الذين قرأوا الخبر، ورفضوا ذهاب أطفالهم إلى المدارس، بينما لم يقدم أصحاب الأعمال والمتاجر على الذهاب إلى العمل أو فتح متاجرهم خوفاً من الهجوم.
وعندما اكتشف أن الأمر لا يتعدى كونه كذبة أبريل، سارعت الجريدة بحذف الخبر، ولم تعلق سوى بالتفسير ولكن هذا لم يمنع أن يسجل تاريخ الإنترنت هذه الواقعة بمثابة واحدة من أسوأ مزحات كذبة أبريل.
أسوأ نتائج سببتها كذبة أبريل: ألعاب نارية تعلن الطوارئ بقاعدة عسكرية
في صباح الأول من أبريل/نيسان عام 2000 اجتمع بعض الجنود والضباط العاملين بقاعدة Saskatchewan العسكرية الكندية، واتفقوا على القيام بممازحة أحد ضباط القاعدة بإلقاء أنبوب يحتوي ألعاب نارية يُعرف باسم Bear banger يستخدم في الاحتفالات ولإخافة الدببة التي تهاجم باحات المنازل في قلب غرفته لإفزاعه، ولكن عند إلقاء المفرقعات في غرفته اندلعت الشرارات وتسببت في حريق محدود أسفر عن إصابات طفيفة بين نزلاء الغرفة.
الحادث تسبب في إعلان حالة الطوارئ بالقاعدة العسكرية لعدة ساعات وبُلّغت حالة الطوارئ لقيادة الجيش مباشرة بشكل آلي، وعندما حاول القائد العام للقاعدة التستر على الحادث فتح الجيش الكندي تحقيقاً موسعاً عزل قائد القاعدة من منصبه.
كذبة إسرائيل باغتيال نبيه بري
في عام 1986، وفي أول أبريل/نيسان صدر تصريح في إحدى المحطات الإذاعية الإسرائيلية نقله ضابط استخبارات عسكرية لم يُدل باسمه؛ يفيد عن هناك محاولة اغتيال الوزير اللبناني -آنذاك كان وزيراً للموارد المائية والكهربائية- نبيه بري، وهو الأمر الذي أشعل بوادر أزمة دبلوماسية بين لبنان وإسرائيل.
وعندما انتشر الخبر وبدأت بعض الصحف تناقله، غضب وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين وأمر بالتحقيق مع الشخص مُسرب الخبر، وصرح بأن هذه مزحة مريضة، وأن هذا الشخص سيواجه عواقب وخيمة من بينها السجن والفصل من العمل.
الخبر الكاذب انتقل إلى وسائل الإعلام العربية آنذاك، ما اضطر الوزير اللبناني للخروج بتصريح يقول إن مزحات إسرائيل ثقيلة ومريضة، وليس فيها ما يضحك إذا كان هذا ما يضحكهم فهم يتحدثون عن طبيعتهم، بينما لم يصدر أي اعتذار رسمي من إسرائيل حيال الواقعة؛ وإن سبب لها حرجاً كبيراً لم تنسه الصحف العالمية آنذاك وحتى اليوم.
كذبة حادث إطلاق النار العشوائي في إحدى المدارس
أمريكا هي واحدة من أكثر الدول في العالم معاناة من حوادث إطلاق النار في المدارس، ففي خلال 10 سنوات حدث في أمريكا وحدها 12 حادث إطلاق نار في المدارس. ومؤخراً في هذه السنوات الـ10 الأخيرة صار هذا النوع من الحوادث على أولويات الاهتمامات الأمنية الداخلية لها؛ أي أن تلقائياً أية مزحة حيال هذا الأمر قد تثير الاستياء إن لم تسبب الذعر الجماعي.
في أبريل عام 2014 أرسلت إحدى المعلمات بمدرسة فيرجينيا العليا في ولاية كارولينا الشمالية لابنتها عدداً من الرسائل النصية تخبرها فيها بأن هناك حادث إطلاق نار كثيف داخل المدرسة بمثابة مزحة كذبة أبريل، ولكن الابنة المذعورة سارعت بإبلاغ الجهات الأمنية بمن فيها مكتب قائد شرطة ولاية كارولينا الشمالية، فسارعت مجموعات كبيرة من رجال الأمن إلى الموقع لتفادي الكارثة الوهمية.
ولما تبين زيف الواقعة احتجزت الشرطة الأم ووجهت لها عدة تهم، من بينهم مخالفة قواعد العمل وإثارة الفزع.