بِيع رأس بُني اللون من حجر الكوارتزيت للملك الشاب توت عنخ آمون الخميس 4 يوليو/تموز 2019، في مزاد بلندن، مقابل ما يربو على 4.7 مليون جنيه إسترليني رغم مطالبات مصرية باستعادتها.
والرأس الذي يرجع تاريخه لأكثر من 3000 عام والذي بِيع بدار كريستيز للمزادات في لندن، هو للملك الشاب بملامح الإله آمون.
وقالت "كريستيز" إن المشتري الذي لم تذكر اسمه، دفع أربعة ملايين و746 ألفاً و250 جنيهاً إسترلينياً (5.97 مليون دولار)، وضمن ذلك العمولة، وهو ما يتماشى مع تقديرات ما قبل المزاد.
احتجاجات على بيع رأس توت عنخ آمون
وخارج دار المزادات تجمَّع نحو 20 محتجاً في وقفة صامتة، وحملوا لافتات مكتوباً عليها "التاريخ المصري ليس للبيع".
وتطالب مصر، منذ وقت طويل، باستعادة القطع الأثرية التي نقلها إلى الخارج علماء آثار ومغامرون، ومن ضمنها حجر رشيد الموجود في المتحف البريطاني، وهي حملات توازيها مطالب اليونان باستعادة تماثيل البارثينون ومطالب نيجيريا باستعادة منحوتات بينين البرونزية وإثيوبيا باستعادة كنوز مجدالا.
وقال إبراهيم راضي (69 عاماً)، وهو مصمم غرافيك مصري كان يحتجُّ أمام دار كريستيز: "نحن ضد بيع تراثنا وآثارنا الثمينة مثل الخضراوات والفاكهة".
والقطعة التي يبلغ طولها 28.5 سنتيمتر في حالة جيدة، وليس بها ضرر سوى في الأنف والأذنين، وقد تم شراؤها من مجموعة ريساندرو الخاصة للفن المصري.
وتقول "كريستيز" إنه تم الحصول على الرأس من تاجر الآثار هاينز هيرزر في ألمانيا عام 1985. وقبل ذلك اشتراها السمسار النمساوي جوزيف ميسينا في 1973-1974. وتقول إنها كانت ضمن مجموعة الأمير فيلهلم فون ثور أوند تاكسي في حقبة الستينيات.
وقال بيان لـ "كريستيز" إن القطعة "نادرة" و "جميلة"، وأقرت بالجدل الدائر بشأن موطنها. وأضاف البيان: "نعترف بأن القطع التاريخية يمكن أن تثير مناقشات معقدة بشأن الماضي، لكن دورنا اليوم هو العمل على مواصلة تقديم سوق شفافة ومشروعة تلتزم أعلى معايير نقل الأشياء".
بعد الاعتراض المصري على المزاد
وقبل المزاد، قال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، لـ "رويترز"، إنه مستاء من استمرار عملية البيع رغم الطلبات التي قُدمت بشأن القطعة واعتراضات المسؤولين الحكوميين والسفارة المصرية في لندن.
وقال: "أعتقد أنها خرجت من مصر بطريقة غير مشروعة… لم يقدموا أي أوراق تثبت العكس". وأضاف: "لن نقف مكتوفي الأيدي، سنلاحق المشاركين في المزاد قضائياً حتى المشتري. سنظل نطالب باستعادتها".
وقال العاملون في "كريستيز" إنهم اتخذوا الخطوات اللازمة لإثبات شرعية حصولهم على القطعة، وإن عملية البيع مشروعة.
وقالت لايتيتيا ديلالوي رئيسة قسم الآثار في "كريستيز"، لـ "رويترز": "إنها قطعة مشهورة جداً… ولم تتم المطالبة بها من قبل". وأضافت أن "كريستيز" كانت على اتصال بالسلطات المصرية بالقاهرة والسفارة المصرية في لندن.