ريتشارد قلب الأسد.. اسم خلده التاريخ، إذ كان أشهر فرسان العصور الوسطى، واقترن اسمه باسم صلاح الدين الأيوبي، فأخذ شهرة أكبر. لكن.. هل خطب بالفعل في سن التاسعة كما أشيع عنه؟ وهل قضى معظم وقته محارباً في الحملات الصليبية؟ في هذا التقرير نعرض لك 8 حقائق ربما لم تسمع عنها من قبل عن ريتشارد قلب الأسد، وفق ما ذكره موقع History Extra
رغم ولادته في إنجلترا، لم يتحدث ريتشارد باللغة الإنجليزية
وُلد ريتشارد في سبتمبر/أيلول عام 1157، في ما كان يعرف آنذاك بـ "منازل الملك"، وهو قصر شيده جده الأكبر هنري الأول خارج البوابة الشمالية لمدينة أكسفورد، إذ كان عاشقاً للصيد، و كانت الرحلة من هناك إلى برج الصيد في وودستوك مريحة، لكنَّ ريتشارد لم يقضِ وقتاً طويلاً في إنجلترا، لكنه لم يتعلم اللغة الإنجليزية.
ففي هذا الوقت كانت إنجلترا مملوكة لشبكة من أقارب 200 عائلة، وانقسم الحكم بين بريطانيا ومستعمرات فرنسا فتكونت أرستقراطية إنجليزية تتحدث الفرنسية.
خطب وعمره 9 سنوات
في سن التاسعة، خُطب الأمير ريتشارد للأميرة آلايس البالغة من العمر 9 سنوات، ابنة الملك الفرنسي لويس السابع.
كانت الزيجة بمثابة تقوية علاقات بين أسرة بلانتاجانت التي حكمت إنجلترا وأجزاء كبيرة من فرنسا، وملوك أسرة الكابيتيون الفرنسيين في باريس.
كان والد ريتشارد هنري الثاني ملك إنجلترا، ودوق نورماندي، وهي ألقاب كان سيرثها ريتشارد. وكانت والدة ريتشارد إليانور دوقة آكيتين. فكان كلاهما تابعين للويس السابع بسبب ممتلكاتهما الفرنسية.
فلجأ هنري الثاني لهذه الزيجة، ليعرض على لويس خطبة ابنته لريتشارد ووعد بأنَّها ستتزوج عندما تبلغ سن الرشد، ويُقال إن هذه الزيجة لم تتم رغم بقاء ألايس في قصر هنري لمدة 25 عاماً واستغلال هنري والد ريتشارد لها إذ عاملها كعشيقة له.
حاصر والده وانتزع منه الحكم
ويقول المؤرخون إن هنري مات كمداً بعد هزيمته من أبنائه الشرعيين، وإن خروج الأبناء على والدهم جاء بتحريض من والدتهم، عام 1173.
لم يرغب في الزواج
خلف ريتشارد والده على العرش في العام 1189م، حين بلغ 31 عاماً، وكان عليه أن ينجب وريثاً للمملكة، لتجنب الفوضى، لكنه مات دون وريث وخلفه أخوه جون على العرش.
لكنَّ عدم اهتمام ريتشارد بالنساء، وعزوفه عن الزواج أجبر والدته إليانور آكيتين على أداء الأدوار التي كان من المفترض أن تؤديها الملكة.
هل قابل ريتشارد الأسطورة روبن هود؟
هل التقى ريتشارد بروبن؟ اشتهر روبن هود بكونه واحداً من أشهر الفرسان الذين عاشوا في القرون الوسطى، لكنه كان خارجاً على القانون، صورت السينما البريطانية ريتشارد في كل أفلام روبن هود على أنه الملك الصليبي المنتصر، لكن هل قابل ريتشارد هود بالفعل؟!
الحقيقة هي أنَّه بعدما أقصى ريتشارد كل حلفائه خلال حملته الصليبية ضد صلاح الدين، لم يتمكن ريتشارد من العودة إلى مملكته إلا عن طريق التسلل متخفياً عبر أراضي دوق النمسا.
وحين قبض عليه، سُلِّم إلى إمبراطور ألمانيا هنري السادس، الذي طالب بفدية ضخمة قدرت بـ 100 إلى 150 ألف مارك لتحريره، لذا فإنَّ أسطورة "الملك الصالح ريتشارد" نشأت من حملة دعاية قادتها والدته الملكة إليانور لإقناع مواطني الناس بجمع الفدية التعجيزية لتحريره من الأسر، وبالفعل دفعت له الفدية، وأُطلق سراح ريتشارد في فبراير/شباط 1194.
منح طباخه لقب فارس
في حكم ريتشارد كانت النظافة قليلة، لذا كان الطاهي عضواً مهماً في الأسر النبيلة، لأنَّ أخطاءه قد تقتل الحاكم، وبعد وليمةٍ ضخمة أعدها طاهي ريتشارد، جعلته سعيداً جداً، تحمس ريتشارد وأطلق على طباخه لقب الفارس، وعينه "لورد إقطاعية المطبخ في بواتو".
نهاية قلب الأسد جاءت على يد "نملة"
أشيع أن ريتشارد قُتل على يد نملة، لكن هذا التعبير كان مجازياً بامتياز، إذ إن نهايته كانت على يد فتى صغير، وبينما كان ريتشارد يُحاصر قلعة شالوس وسط فرنسا في العام 1199، أخذ يدور حولها مخططاً لاقتحامها والاستيلاء عليها، و متجاهلاً سهام الرماة من سطح القلعة.
وفجأة أصيب ريتشارد بسهم في ذراعه، تورمت ذراعه وأصابته الغرغرينا التي تفشت في جسده، حتى مات ، في 6 أبريل/نيسان عام 1199.
تبين لاحقاً أن رامي السهم لم يكن إلا فتى صغيراً قال إن ريتشارد قتل أباه وأخويه، وإنه أراد أن يثأر لهم، فقالت العرب عن ريتشارد "الأسد الذي قتلته نملة".