لكونها امرأة، مثَّل الملكة كليوباترا وحكمها لدولة شديدة الثراء مثل مصر، لعنةً بالنسبة لروما، فضلاً عن أنها أُشيع عنها غواية اثنين من كبار قادتها: يوليوس قيصر وماركوس أنطونيوس.
لكن يأتي ذكرها خارج أوروبا، في إفريقيا والتراث الإسلامي، بشكلٍ مختلف، فقد أشار إليها الكُتاب العرب باعتبارها باحثةً، وكرَّموا تمثالها المتعَبَّد في معبد فيلة، والذي جذب الحجاج من الجنوب أيضاً، من خارج مصر، بعد 400 عام من وفاتها، وفق موقع History Extra البريطاني.
ولكن، هل تعلم أن:
1- كليوباترا تحالفت مع يوليوس قيصر، الذي ساعدها على التربُّع على العرش
ثم دعته بعد ذلك للانضمام إليها في رحلة إلى النيل، وعندما أنجبت ولداً بعد ذلك، سمَّته "قيصريون"، ومعناه "قيصر الصغير".
أثارت تلك الواقعة فضيحةً في روما، فلم يكن لقيصر أولادٌ آخرون، وهو ما يعني أن قيصريون "المصري" حين يكبر كان سيحكم روما، وريثاً شرعياً لقيصر.
2- التصورات بشأن جمال كليوباترا ليست كما نظن
ادَّعى بلوتارخ (فلوطرخس)، كاتب سيرة ماركوس أنطونيوس، أن شكلها لم يكن جذاباً للغاية كما أُشيع عنها، لكنها كنت ذكية وجذابة.
كانت كليوباترا تختار طريقتها في الظهور بناء على المواقف التي توضع بها، ووفقاً للحاجة السياسية، كانت تظهر في الاحتفالات الرسمية بمظهر الإلهة إيزيس؛ إذ كان شائعاً عن الحكام المصريين أن يُعرِّفوا أنفسهم بإلهٍ مُعتَرَف به.
وفي أحيان أخرى كانت تختار أن تظهر بذقن أبيها القوي، على عملاتها التي سُكَّت في مصر، لكي تعضِّد من حقها الموروث في حكم البلاد.
وقد اختلف شكلها وتباينت تفاصيل ملامحها بين التماثيل التي نُحتت لها، بين مظهر كلاسيكي، ومظهر مصري أصيل.
3- كليوباترا كانت تعيش في روما عشيقةً ليوليوس قيصر وقت اغتياله
كان اغتيال يوليوس قيصر، عام 44 قبل الميلاد، يعني أن كليوباترا نفسها كانت في خطر. لذلك، غادرت روما فوراً، فقد كانت تعيش بصحبة صغيرها قيصريون في قصرٍ خاص على الجانب الآخر من نهر التيبر من منزل قيصر، ومن المرجح أنها لم تكن تقيم بشكل دائم هناك، بل كانت تأتي في زياراتٍ منتظمة من مصر.
ورغم أن كليوباترا لم تكن محبوبةً في روما، فإنها أصرت على أن تُعامَل باعتبارها "ملكة"، حاول قيصر أن يعزز من احترامها فوضع تمثالاً لها مغطّىً بالذهب في معبد فينوس جينيتريكس "إلهة الحياة"، لكن ذلك لم يكسر الحاجز بينها وبين الرومانيين.
4- كليوباترا كانت أماً وحاكمة لمصر
رُسِمَت كليوباترا على جدران معبد دندرة، بصحبة ابنها الأكبر، قيصريون، الذي شاركها الحكم. وبعد موتها، أغراه الإمبراطور الروماني أغسطس بالعودة إلى بلد والده، مع وعود بالنفوذ، ليقتله بعد ذلك،.
كان ماركوس أنطونيوس أباً لبقية أبناء كليوباترا، بطليموس فيلادلفوس والتوأمين كليوباترا سيليني وألكسندر هيليوس. كان التوأمان في العاشرة من عمرهما، وكان بطليموس في السادسة. عندما ماتت أمهم، أُخِذَ الأطفال إلى روما، وعومِلوا بشكلٍ جيد في منزل أرملة ماركوس أنطونيوس، أوكتافيا، حيث تلقوا تعليمهم.
تزوَّجت كليوباترا سيليني بيوبا الثاني، وكان ملكاً، وقد أرسلت لتشاركه الحكم في موريتانيا.
أنجبت كليوباترا سيليني "بطليموس" (آخر!)، الحفيد الوحيد المعروف لكليوباترا ومات في شبابه بأمر من ابن عمه، كاليغولا، لذلك لم يعش أحدٌ من نسل كليوباترا ليرث حكم مصر.
5- عند إشارتنا إلى الشهر الثامن بـ "أغسطس"، فإننا نحتفل بهزيمة وموت كليوباترا
أسَّس أغسطس مُلكه بهزيمة كليوباترا. وعندما أتته الفرصة ليسمي شهراً باسمه على شرفه، فبدلاً من أن يختار سبتمبر –الشهر الذي وُلِدَ فيه- اختار الشهر الثامن، الذي ماتت فيه كليوباترا، ليصبح تذكرة سنوية بهزيمتها.
كان يودُّ أغسطس لو قاد كليوباترا أسيرةً في شوارع روما، كما فعل القادة الآخرون مع أسراهم، في المسيرات الرسمية التي احتفلت بانتصاراتهم. ولكنها قتلت نفسها لتحول دون ذلك.
لم تمت كليوباترا باسم الحب. فمثل ماركوس أنطونيوس، الذي انتحر حين شعر بأنه لم يعد يلقى التقدير الذي يريده، اختارت كليوباترا أن تموت أيضاً، لتتجنب قسوة أن تكون عرضة للاستهزاء والسخرية، واضطر أغسطس إلى أن يهينها في مسيرات، حاملاً صورةً لها في شوارع روما.
6- اسم كليوباترا يوناني، لكن ذلك لا يعني أنها كانت يونانية
انحدرت عائلة كليوباترا من نسل القائد المقدوني، بطليموس، الذي اختار مصر حصةً له ليحكمها بعد وفاة الإسكندر الأكبر.
لكنه أُشيع عن هذه الحقبة أنها امتلأت باختلاط الأنساب، وعلى مدار 250 عاماً أي 12 جيلاً، كان طفل واحد على الأقل بين 10 أطفال لا يُنسب إلى أبيه الحقيقي، أو كما كان يقال: "ابن أمه بالتأكيد، لكن ليس من المؤكَّد أنه ابن أبيه".
وليس مستبعداً تماماً أنه قبل ميلاد كليوباترا بوقتٍ بعيد، قد اختلط تراثها اليوناني بسلالاتٍ أخرى. لا سيما أن هوية جدها غير معروفة.