هل كنت تعلم أن "أديداس" إحدى أعظم إمبراطوريات الأحذية الرياضية في العالم، كانت هي و"بوما" يوماً ما كياناً واحداً؟
"شركة الأخوين داسلر المحدودة".. هذا هو الاسم القديم لهاتين الشركتين قبل انفصالهما عن بعضهما في العام 1948 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
للأخوين داسلر قصة مثيرة فلنتعرف عليها معاً:
بيت ريفي شكل الانطلاقة الأولى لعمالقة الأحذية الرياضية
في بيت ريفي متواضع في منطقة بافاريا بالجنوب الألماني بدأ أدولف داسلر بممارسة مهنة دباغة الجلود وصنع الأحذية التي كانت مهنة متوارثة في العائلة، والتحق به أخوه رودلف بعد أربع سنوات.
تميز أدولف بتصميم الأحذية، بينما لمع نجم رودولف في مجال المبيعات، وحقق الأخوان ثنائياً رائعاً حيث سرعان ما انتشر صيتهما كأبرع مصممي أحذية في المنطقة.
أربع ميداليات ذهبية في الأولمبياد
استغل الأخوان داسلر الأولمبياد الذي استضافته برلين في العام 1936، فصمما أحذية رياضية ذات مسامير في أسفلها خصيصاً للرياضيين المتنافسين في الأولمبياد.
وللترويج لمنتجاتهما أقنعا العداء الأمريكي جيسي أوينز أن ينتعل أحد أحذيتهما في الأولمبياد الذي حقق به أربع ميداليات ذهبية مما شكل دعاية قوية للأخوين داسلر.
وقد كان ذلك بلا شك سبباً كافياً لمضاعفة مبيعات الأخوين داسلر، إذ بدأت سمعتهما تنتشر في أنحاء ألمانيا وتهافت الرياضيون لشراء أحذيتهما ليبلغ الطلب على أحذية داسلر نسباً خيالية.
الحرب العالمية الثانية تشعل نار العداء
بدلاً من أن توطد الشهرة التي حققها الأخوان داسلر شراكتهما، حصل العكس تماماً.
إذ دبت الخلافات بين الأخوين لتتحول فيما بعد إلى عداء سبب انفصالهما عن بعضهما للأبد.
لم يستطع أحد أن يحدد سبب الخلاف بشكل دقيق لكن من المؤكد أن نيران الحرب العالمية الثانية أشعلت العداء في صدور الأخوة.
حيث التحق الأخوان بالحزب النازي خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن رودلف كان أكثر حماساً للحزب من أخيه فبقي متطوعاً للتجنيد في الجيش النازي طوال فترة الحرب فيما تطوع أدولف لسنة واحدة فقط ثم تفرغ للاهتمام بالشركة.
فيما بعد وقع رودلف في أسر الجنود الأمريكيين، حيث وجهت عدة تهم له من بينها الانتماء لوحدات القتال النازية سيئة السمعة الـWaffen SS.
وتقول إحدى الروايات التي تفسر العداء بين الأخوين، أنه لسبب ما، اقتنع رودلف أن أخاه هو من وشى به وتسبب في أسره لينفرد بصناعة الأحذية للاعبي البيسبول والتنس الأمريكيين.
وقد كان ذلك هو السبب الرئيسي للخلاف الذي أدى إلى انفصال الأخوين داسلر عن بعضهما.
ولادة "أديداس" و"بوما"
بعد انقضاء الحرب، أسس كل من الأخوين علامة تجارية خاصة به.
فأسس أدولف شركة سماها "أديداس" وهي جمع اختصارين لاسمه "أدي" مع اسم عائلته "داس".
في حين شكل رودلف شركة أطلق عليها اسم "رودا" في البداية ثم حولها إلى "بوما".
انتشر خبر الخلاف والمنافسة بين الأخوين ليعم أرجاء المدينة التي قطنها الأخوان، حيث بدأ السكان بالتحيز لأحد الطرفين من خلال ارتداء منتجاته.
وأصبح الخلاف أكبر بكثير من مجرد خلاف عائلي، فقد عم المدينة كلها وقسم سكانها إلى أحزاب متناحرة.
وتوفي الأخوان قبل أن تتكلل محاولات المقربين بالإصلاح بينهما بالنجاح.
الشركتان اليوم
بمرور الزمن تحولت الشركتان إلى إمبراطوريتين رياضيتين، حيث تجاوزت أرباح أديداس في العام 2017، 30 مليار دولار، وتملك ما يقارب الـ50 ألف موظف حول العالم.
وفي المقابل حققت شركة بوما أرباحاً تجاوزت الـ4 مليارات دولار في عام 2017 وتملك ما يقارب 11 ألف موظف حول العالم.