إذا كنت تعتقد أن الأشخاص الناجحين في الحياة هم الذين نسمع عنهم ونراهم يومياً على شاشات التلفاز، فتأكَّد أنك مخطئ تماماً، لأن الغالبية العظمى من الأشخاص الناجحين هم أشخاص لم تسمع عنهم قط.
لماذا يبقى الأشخاص الناجحون خلف الأضواء؟
وفق موقع Thought Catalog، فإن سبب تخفِّي الأشخاص الناجحين هو ما يسمى "انحياز البقاء"، أي إنهم لا يحبون أن يكونوا مشاهير بسبب ثروتهم فقط.
الناجحون المتخفون كانوا محظوظين عكس صدّام حسين مثلاً!
قد يقال إنَّ الأشخاص الذين لم نسمع عنهم من قبل، كانوا بالفعل محظوظين، إذ لم يكن من الممتع فعلاً أن تكون رئيس دولة، كما لم يكن أمراً ممتعاً أن تكون روكفلر، أو كينيدي، أو لانس أرمسترونغ.
كتب مارك بودين في مقال تعريفي شهير عن حياة صدام حسين، نُشر بمجلة The Atlantic الأمريكية: "قد يظن المرء أنَّ أقوى رجل على الإطلاق لديه أكثر الخيارات، لكنه في الواقع لديه أقل عدد ممكن".
وأضاف أن "هناك أشياء كثيرة تعتمد على كل حركة من تحركاته، هذا صحيح ليس فقط للرؤساء، وإنما لأي شخص في موقع قوة، أو نفوذ، أو مسؤولية، لذلك كان صدام حسين حبيس كونه رئيساً".
الناجحون المشاهير يكتسبون حُب العالم، في حين يعجزون عن تكوين صداقة واحدة!
إن غالبية المشاهير يكتسبون حُب العالم، وفي الجانب الآخر يفقدون القدرة على أن يكونوا في علاقة حُب مع شخص واحد.
ليس من الضروري أن يكون الأمر كذلك، لكننا يمكن أن نستشفَّ شيئاً من حقيقة أنَّ الأمر غالباً ما ينتهي كذلك.
على سبيل المثال، هل برأيكم أن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي كان من الممكن أن يكوِّن صداقات؟ أو مثلاً رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون. إنه أمر جنوني بالفعل.
النجاح المذهل له تكاليف باهظة! اسألوا إسكندر الأكبر
غالباً ما يكون الدافع الذي يسيطر على الإنسان كلياً هو الذي يقوده إلى دائرة الضوء، وبشكل حتمي إلى أماكن مظلمة أيضاً.
الإسكندر الأكبر توفي عن عمر يناهز 32 عاماً، بعد أن قاد نفسه ورجاله إلى أقاصي الأرض.
في حين أجرى جوزيف كينيدي، الذي أنجب إرثاً متعدد الأجيال من الأطفال الأذكياء والأقوياء، عملية بالدماغ لابنته، لأنَّها لم تكن جيدة بما فيه الكفاية.
وماذا عن العدد الذي لا يُحصى من الأشخاص الناجحين الذين فقدوا خصوصيتهم، أو أزواجهم، أو شبابهم؛ سعياً وراء الهيمنة في بعض الألعاب الرياضية، أو في الأعمال التجارية، أو السياسة؟
ماذا عن أولئك الذين استمروا في الصعود والصعود بعد أن نجحوا، ودمروا كل ما بَنَوْهُ عند آخر خطوة؟
الناجحون المشاهير هُم أكثر عرضة للنقد والجوانب السلبية
تخبرك معظم الشخصيات العامة بأنَّ الجوانب السلبية تفوق الجوانب الإيجابية. فهُم هدفٌ دائم للنقاد، ولديهم حرية إبداع أقل.
يشعرون بعدم المسؤولية عندما يرفضون الفرص، لأنَّهم يعرفون أنَّ أشخاصاً آخرين يتمنون مثل هذه الفرصة كثيراً.
ليس كل شيء سيئ بالطبع، لكن هناك مشكلات حقيقية تأتي مع الشهرة والثروة.
وفي الوقت نفسه، أظهرت عدة دراسات أنَّ هناك مردوداً متناقصاً من السعادة، كلما ارتفع دخلك.
بمجرد تلبية احتياجاتك الأساسية قد يجعل المال الأمور أكثر صعوبة في الواقع.
هناك كلمات أغنية تقول: "Mo' money, mo' problems" وتعني "مزيد من المال، يعني مزيداً من المشكلات".
لكن الشيء نفسه ينطبق على أشكال النجاح الأخرى، فالعمدة -على سبيل المثال- يتعرض لضغوط أقل من الرئيس.
والممثل الذي يؤدي شخصيات مختلفة لا يتعرض لنقدٍ بوصفه بأنه يحصر نفسه في الأدوار ذاتها.
في حين قد يكون للمبدع، الذي لا يحقق نجاحاً ساحقاً يحكي عنه الجميع، مهنة ثابتة فترة أطول من الفنانين الذين يصبحون مشاهير على الفور.
كن أنت أيضاً في الخفاء..
ما علاقة هذا بك؟ ألا يوجد شخص تحسده على حالته ونجاحه؟ شخص أصبح معروفاً أكثر، أو حصل على راتب أعلى أو شخص باع كتباً، أو عقارات أكثر، أو شخص فاز بميداليات إضافية، أو سجَّل أرقاماً قياسية أكثر؟
عندما نفكر في هؤلاء الناس، نقول: "يا إلهي، إنَّهم محظوظون! لقد حصلوا على ما كان يجب أن أحصل عليه أنا".
ولكن هل هذا صحيح حقاً؟ ربما المحظوظون هم الشخصيات التي تعيش في الخباء، أولئك الذين لا يعانون أعباء مكتب عام، أو مجموعة من الشماعات، أو قلقاً للحفاظ على سمعةٍ ما، أو قلقاً حيال النقاد، هل هؤلاء هم المحرومون؟ فكِّر مجدداً.
ذلك لا يعني أن تبقى فقيراً..
كما أن ذلك لا يعني أنَّك يجب أن تكون فقيراً أو فاشلاً، لا يزال بإمكانك أن تكون استثنائياً. ولكن يجب ألا تكون الأكثر استثنائية.
ليس عليك أن تكافح من أجل التغلب على جميع الأشخاص المكسورين الآخرين، لتكون الأكثر شهرة، من بين كل الناس الذين أرادوا أن يكونوا مشهورين على الإطلاق.
فماذا ستستفيد على المدى الطويل؟ هل تعتقد أنَّك ستُكنُّ التقدير لشهرتك ومالك بعد وفاتك؟ هل تعتقد أنَّ الإسكندر الأكبر يعلم أنَّ الإسكندرية ما زالت قائمة؟
في المرة المقبلة التي تشعر فيها بأنَّك فاشل لأنَّك لم تحصل على فرصتك الكبيرة، أو أنَّك واقف دون حراك وأنت تشاهد بعض الفرص التي كان من الممكن أن تغيّر حياتك للأفضل تنساب من قبضتك، اسأل نفسك: هل هذا هو الحال بالفعل؟ هل هو سوء حظ حقاً أم أن القدر كان لطيفاً معك؟