في اليوم الـ14 من رمضان، دخل العباسيون دمشق عاصمة الأمويين عام 132هـ، وقُتل محمد النفس الزكية عام 145هـ، وتولى السلطان حسن بن قلاوون مصر والشام، هيا بنا نعرف أكثر عن هذه الأحداث التاريخية.
العباسيون يدخلون عاصمة الأمويين دمشق
في 14 رمضان 132هـ/750م، اجتاح العباسيون دمشق عاصمة الدولة الأموية وقلعتها الأخيرة، بعد حصار دامَ شهراً ونصف الشهر على مدينة دمشق بعد انتصار العباسيين على الأمويين في معركة الزاب.
قبلها بشهور، هُزم مروان بن محمد في معركة الزاب على يد العباسيين الذين صعد نجمهم سريعاً، وبعد انتصار جيش العباسيين أكمل العباسيون سيرهم من شمال العراق إلى دمشق، التي لم يجد آخر الخلفاء الأمويين فيها مناصرةً وتأييداً له، فانتقل إلى "حرّان" جنوب تركيا الحالية.
وبعد صمودٍ دامَ شهراً ونصف الشهر، استطاعت القوات المحاصِرة إحادث ثغرة دخلت منها إلى المدينة، وقتلت كثيراً من قادة الأمويين ونهبت قصورهم وبيوتهم، وهرب منهم صقر قريش عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي، الذي أسس الدولة الأموية في الأندلس بعد سقوطها في بالمشرق العربي.
مقتل النفس الزكية بأيدي العباسيين
بعد دخول العباسيين دمشق بأكثر من 10 سنوات، وبالتحديد في 145هـ، قتل محمد النفس الزكية على يد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور.
والنفس الزكية هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، كان معروفاً بالعلم والزهد والعبادة.
ولما قويت شوكة العباسيين اختفى محمد وأخوه إبراهيم زمن خلافة أبي العباس السفاح، وبعد تولي أبو جعفر المنصور هرب إلى اليمن ثم للهند، ثم لجأ بالمدينة واحتمى بأهلها، الذين قاتل بعضهم معه حتى قُتل بأيدي جيش الخليفة العباسي المنصور ودفن في البقيع وكان عمره 45 عاماً يوم قُتل في 14 رمضان 145هـ.
السلطان حسن يتولى مصر والشام
في 14 رمضان 748هـ، تولى السلطان المملوكي الصغير حسن بن الناصر محمد قلاوون كلاً من مصر والشام والحجاز وأجزاء من العراق واليمن، وكان صغيراً في العمر فحجر عليه الأمير سيف الدين منجك وأخوه.
وشهد عصره ظهور وباء كبير في مصر، وفرض الأميران اللذان يحكمان باسم السلطان حسن ضرائب وجبايات كبيرة.
لكن، لما أعلن القضاة بعد 3 سنوات -أي في 751هـ- أن السلطان قد بلغ سن الرشد ويمكنه تولي الحكم دون وصاية الأمراء، سرعان ما بسط السلطان حسن سلطته وقبض على الأميرين اللذين حكما باسمه، لكن بقية الأمراء خشوا من مصير الأميرين فسارعوا بالتخلص منه وخلعوه من العرش وبايعوا أخاه صلاح الدين وهو في الرابعة عشرة من عمره كذلك.
وبنى السلطان حسن المسجد والمدرسة المعروفين باسمه في القاهرة واللذين يعدان تحفة معمارية تاريخية ويمثلان مرحلة نضوج العمارة المملوكية التي لا يوجد لها مثيل في المدينة القديمة، لكنه لم يدفن فيهما بعد مقتله.