معارك كثيرة دارت رحاها في الثاني من رمضان على مر السنين، منها المعركة التي انتصر فيها المسلمون على الملكة ديهيا، وتلك التي استولى فيها المماليك على جزيرة كريت، بالإضافة إلى معركة شقحب، فضلاً عن دخول الجيوش العثمانية إلى رومانيا.
تعرف على أبرز الأحداث التاريخية التي صادف وقوعها في ثاني أيام شهر رمضان:
الشروع في تخطيط مدينة القيروان سنة 672
تم الشروع في تأسيس مدينة القيروان التي ظلت عاصمة للإسلام بقارة إفريقيا زهاء أربعة قرون في الثاني من رمضان عام 50 هـ.
تعد القيروان من أقدم المدن الإسلامية، ويعتبر إنشاؤها بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي.
أسسها عقبة بن نافع في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان.
واشتهرت بكونها وجهة لطلبة العلم والمعرفة فضلاً عن كونها نقطة انطلاق لحملات الفتح الإسلامي لإسبانيا والمغرب والجزائر، حتى إن اسمها في الفارسية يعني "مكان اجتماع الناس للحرب".
تولي عبد الملك بن مروان الخلافة سنة 685
عبد الملك بن مروان خامس خلفاء بني أمية، كان عابداً زاهداً متنسكاً قبل استلامه الحكم، وكان من أولئك الذين استهجنوا قتال بني أمية للصحابي عبد الله بن الزبير.
تغير ذلك عندما خلف عبد الملك أباه مروان بن الحكم في الثاني من رمضان سنة 65 هـ.
فما إن استولى على الحكم حتى قرب منه الحجاج بن يوسف الثقفي، ووجهه إلى مكة لقتال ابن الزبير، فظفر الثقفي به وقتله.
توحدت الأمة الإسلامية في عهد عبد الملك بن مروان بعدما كانت منقسمة بين من يدين بالولاء للأمويين في الشام، ومن يدين بالولاء لابن الزبير في الحجاز.
الانتصار على الكاهنة الأمازيغية ديهيا سنة 702
كانت الكاهنة ديهيا ملكةً من ملوك الأمازيغ، اشتهرت بجمالها ودهائها ورباطة جأشها في الحروب.
وعندما امتدت الفتوحات الإسلامية في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان إلى شمال إفريقيا، استطاعت جيوش المسلمين إخضاع المنطقة فيما عدا جبال الأوراس التي كانت تحكمها المقاتلة الشرسة ديهيا.
حيث حققت الملكة الأمازيغية التي كانت تلقب بالكاهنة انتصاراً حاسماً على جيش حسان بن النعمان، ما اضطره إلى التراجع إلى برقة الليبية.
واستطاعت ديهيا أن تبقى على عرشها بعد ذلك 5 سنوات إلى أن تمكن ابن النعمان من القضاء عليها في الثاني من رمضان من عام 82 هـ بعد انضمام 12000 من جنودها إلى جيش المسلمين واعتناقهم للدين الجديد.
وفاة أبو الحسن السري السقطي سنة 866
أبو الحسن السري السقطي أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري.
عرف بطبيب الغذاء وتصفية القلوب، وكان معروفاً بتقواه وورعه وإلمامه بفقه السنة وعلوم الدين.
توفي في بغداد في الثاني من رمضان لعام 251هـ.
معركة "شقحب" سنة 1303
تقع قرية "شقحب" بالقرب من دمشق، وتعتبر معركة "شقحب" أو معركة "مرج الصفر" من أشهر المواقع التي انتصر فيها المسلمون على التتار.
آنذاك كانت الخلافة العباسية في أضعف حالاتها بينما كان يحكم المغول قازان حفيد هولاكو، الذي استولى على العديد من المدن الإسلامية ونشر الرعب في قلوب الناس لما فعله وجيوشه من أهوال.
دارت المعركة في الثاني من رمضان من عام 702 هـ بين المماليك بقيادة الناصر محمد بن قلاوون سلطان مصر والشام والمغول بقيادة (قطلوشاه) نائب الزعيم المغولي محمود غازان.
انتهت المعركة بانتصار المسلمين، قاضيةً على طموحات محمود غازان في السيطرة على الشام والتوسع في العالم الإسلامي.
الاستيلاء على جزيرة كريت تحت راية المماليك سنة 1426
لجزيرة كريت اليونانية موقع استراتيجي شديد الأهمية فهي تقع بالقرب من الأناضول وبلاد الشام ومصر، ومن يفرض سيطرته عليها يكون له النصيب الأكبر في فرض سيطرته على شرق البحر المتوسط.
ونظراً لأهميتها الاستراتيجية توجهت نحوها أنظار المحاربين على مر العصور فاحتلها الحيثيون فالفراعنة فالإغريق ثم الفرس والروم والمسلمون.
ومع بداية الحروب الصليبية على العالم الإسلامي في العام 491 هـ، تحولت قبرص إلى قاعدة صليبية، وكذلك باتت سواحل الشام.
لكن، مع مجيء المماليك وسقوط الدولة الأيوبية تغير الوضع السياسي في المنطقة وتمكن سلاطين الممالك من دحر الصليبيين من بلاد الشام، فلم يجد أولئك ملجأً لهم سوى جزيرة كريت.
لكن مكوثهم فيها لم يطل إذ وأثناء الحملة المصرية الثالثة، استهدف السلطان بَرْسْبَاي فتح الجزيرة وإخضاعها لسلطانه، فأعد حملة عظيمة للاستيلاء على كريت في الثاني من رمضان سنة 829 هـ ، وعاد منها منتصراً.
دخول الجيش العثماني إلى رومانيا سنة 1848
دخل الإسلام إلى رومانيا الواقعة في شبه جزيرة البلقان جنوب شرق أوروبا على أيدي القوات العثمانية.
ففي الثاني من رمضان من سنة 1264 هـ، بدأ الأمير عز الدين بفتح إقليم دبروجة، ثم تتابعت حملات الفتح بقيادة الأمير سارو سلطق دادة.
فكانت تلك الجيوش العثمانية الفاتحة هي النواة التي تشكَّل منها المجتمع الإسلامي برومانيا.
وقد ترك العثمانيون الكثير من الآثار في البلاد كالقلاع والحصون، إضافةً إلى المساجد التي من أشهرها مسجد باباداغ الذي بُنِي سنة 1552.
وقد ردَّت روسيا على هذه الخطوة من الدولة العثمانية باحتلال مولدوفا، وذلك في إطار التنافس بين الدولتين في منطقة البلقان.