اكتشف فريق من الأثريين، بقيادة أستاذة جامعية إيطالية، بقايا مومياوات محنطة لعشرات المصريين القدماء في مقبرة جنوب مدينة أسوان المصرية.
وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 24 أبريل/نيسان 2019، إن المقبرة تعود إلى الفترة اليونانية الرومانية بين عامي 332 قبل الميلاد و395 ميلايّاً، وتضم مومياوات نحو 35 رجلاً وامرأةً وطفلاً.
وقد اكتشف الأثريون حجرة صغيرة بداخلها أربع مومياوات، قبيل العثور على 31 مومياء في حجرة أخرى، إلى جانب أدوات كانت تُستخدم في الأعمال الجنائزية، بما فيها مزهريات تحوي مادة القار، بالإضافة إلى نقالة سليمة مصنوعة من خشب النخيل والكتان.
مومياوات محنطة لأطفال وقطع أثرية
وُجدث بقايا مومياوات أطفال المصريين القدماء مخبأة في تجويف جداري بأحد جوانب الحجرة. وكان هناك مومياوتان يعتقد أنهما لأم وطفلها محفوظتين جيداً، على عكس المومياوات الأخرى التي كانت متضررة إلى حدٍّ كبير.
هذا، وتوضح النقوش الهيروغليفية الموجودة على بقايا التابوت اسم صاحب المقبرة، تجيت.
أيضاً، عُثر على قطع أثرية أخرى مثل الأقنعة المزخرفة، والتماثيل، وكاتروناج ملون، والكاتروناج هو غطاء للمومياوات كان يصنع من ورق البردي.
وقد كانت بعثة التنقيب الأثري التي رسمت خطة بمواقع 300 مقبرة قرب أحد معالم مدينة أسوان الأساسية، وهو ضريح الأغاخان، بعثة مشتركة بين وزارة الآثار المصرية وجامعة ميلان.
قالت باتريشيا بياسينتيني، أستاذ المصريات في الجامعة التي قادت عملية البحث: "إنه كشف مهم للغاية لأنه أضاف جزءاً كان مفقوداً قبل ذلك عن تاريخ أسوان".
وأضافت: "نحن كنَّا نعرف عن مقابر المصريين القدماء والمقبرة الكبيرة التي تعود إلى الألفيتين الثانية والثالثة، ولكننا لم نكن نعرف مكان وجود الأشخاص الذين عاشوا في الجزء الأخير من زمن الفراعنة. أيضاً، كانت مدينة أسوان الواقعة على الحدود الجنوبية لمصر مدينة تجارية مهمة للغاية".
في انتظار اكتشاف المزيد من آثار المصريين القدماء
نُهبت مقبرة المصريين القدماء التي عُثر عليها في منطقة مغطاة بالرمال في العصور القديمة.
هذا، وسيجري دراسة المومياوات أولاً بمعرفة علماء التشريح قبل إعادتها مرة أخرى إلى المقبرة التي أصبح يحيط بها ثلاثة أبواب حديدية ويحرسها ثلاثة حراس.
يأتي هذا فيما وصلت البعثات الاستكشافية الأثرية في مناطق أخرى حول مصر إلى نتائج مشابهة، مع تزايد اهتمام الحكومة بالإعلان عن أخبار اكتشافات المصريين القدماء في إطار جهودها لإعادة تنشيط السياحة التي عانت بعد ثورة 2011، التي أفضت إلى تنحي الرئيس حسني مبارك من منصبه وما تلاها من فوضى.
فقد عُثر على مقبرة فرعونية تضم 50 مومياء في مدينة المنيا جنوب القاهرة في شهر فبراير/شباط. كذلك، في بداية أبريل/نيسان، عُثر على عشرات الفئران المحنطة بين حيوانات أخرى في قبر قديم في مدينة سوهاج جنوب القاهرة أيضاً.
قالت بياسينتيني: "إن المصريين ينقبون حتى في الأماكن التي لم يتم التنقيب فيها في الماضي، ويكتشفون المزيد والمزيد. وأعتقد أنه سيكون هناك مزيد من الاكتشافات في المستقبل".