تضع العائلة المالكة معايير الأزياء منذ فترة طويلة، قبل أن تصبح كيت ميدلتون وميغان ماركل اسمين تجاريين. منذ أكثر من 175 عاماً، أحدث فستان الزفاف الذي ارتدته الملكة فيكتوريا عندما تزوجت بالأمير ألبرت في عام 1840 ضجة كبيرة. كان ثوباً من الساتان مُغطى بدانتيل رقيق، لكن الأكثر إثارة للإعجاب هو أنه كان أبيض اللون.
بالطبع، لقد تغيرت أنماط فساتين الزفاف بشكل كبير منذ العصر الفيكتوري، ولكن الألوان الفاتحة ظلت ثابتة إلى حد ما، فقبل ذلك لم يكن الأبيض الاختيار الصحيح. ولنتعرف الآن على تاريخ فستان الزفاف وتغير ألوانه.
الفستان الأسود علامة مميزة للفئات الدنيا
حتى أوائل القرن التاسع عشر، لم تكن العرائس ترتدي اللون الأبيض، فقد كان اللون الأحمر وغيره من الألوان الزاهية هي الألوان المناسبة للعرائس المحتملات. لم يكن الفستان الأبيض يُنظر إليه على أنه غير عملي فحسب، فلم يكن من الحكمة من الناحية المالية أن تشتري العرائس فستاناً لارتدائه مرة واحدة فقط.
لذلك، ارتدت معظم العرائس أجمل ما في خزاناتهن في يوم زفافهن. بالنسبة للعرائس في الطبقات الدنيا، فغالباً كن يرتدين فستاناً أسود. أما العرائس الأكثر ثراءً، فكن يرتدين الملابس المبهرجة، التي تتميز بتطريز ذهبي وفضي، بالإضافة إلى الفراء، لكن هذه الفساتين يمكن ارتداؤها مرة أخرى.
ارتداؤها اللون الأسود مدة تقترب من 40 عاماً لم يغير كونها أيقونة فستان الزفاف الأبيض
رغم أن الملكة فيكتوريا عُرفت بملابسها السوداء التي ظلت ترتديها منذ وفاة زوجها الأمير ألبرت في عام 1861، وحتى وفاتها في عام 1901، فإن هذا لا يمنع أنها أيقونة ظهور فستان الزفاف باللون الأبيض.
في حين أن الملكة فيكتوريا تُعزى، لحد كبير، إلى كونها أيقونة ظهور تقليد فستان الزفاف الأبيض كما نعرفه اليوم، لم تكن أول امرأة ترتدي اللون الأبيض في يوم زفافها، أو حتى أول عروس ملكية تلبس الأبيض، فقد اختارت ماري، ملكة أسكتلندا، اللون الأبيض عندما تزوجت فرانسوا الثاني في 1558. ولكنه تحول إلى سمة لفساتين الزفاف بعد أن ارتدته الملكة فيكتوريا.
لم يتم التقاط الصور الفوتوغرافية في حفل الزفاف، فقد كان قبل نحو 10 سنوات من تطوير تقنيات التصوير الفوتوغرافي بما يكفي للمناسبات. ولكن بعد مرور 14 عاماً على حفل الزفاف، نظمت الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت حفلاً جديداً من أجل التصوير.
لم يكن سر الأبيض حينها أنه رمز النقاء
بينما أشارت بعض الروايات إلى أن الملكة فيكتوريا كانت ترتدي اللون الأبيض باعتباره رمزاً لنقائها الجنسي، إلا أن المؤرخين أشاروا إلى أن ارتداء اللون الأبيض كان أكثر من رمز.
فحسبما قالت كاتبة السير الذاتية جوليا بيرد، فقد اختارت الملكة فيكتوريا اللون الأبيض في الغالب، لأنه اللون المثالي لإظهار الدانتيل الرقيق على الثوب، وأن الملكة أرادت ألا يرتدي أي شخص آخَر اللون الأبيض في الحفل.
كما أوضحت أن معظم النساء قبل تلك الليلة كن يرتدين الثياب زاهية الألوان في يوم زفافهن، كما يرتدينه مرة أخرى بمناسبات مختلفة. وكان ارتداء اللون الأبيض من قبلُ مؤشراً على الثروة.
فقد ارتدت العرائس الثريات الأبيض، للتباهى بحقيقة أنهن يمكن أن يتحملن تنظيف الفستان، وهي مهمة كانت معروفة بصعوبتها في تلك الأيام، فكان ذلك قبل إتقان تقنيات التبييض.
ولم تكن الملكة فيكتوريا أول مَن لابساته، لكنها جعلته موضة شائعة، حتى إن صانعي الدانتيل بجميع أنحاء إنجلترا قد لاحظوا ارتفاعاً مفاجئاً في شعبية أعمالهم اليدوية.
تسببت الحرب العالمية الثانية في اختفاء فستان الزفاف الأبيض
خلال فترة الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية، كان من الصعب الحصول على الأقمشة الفاخرة، لذلك تم استبدال فساتين الزفاف البيضاء الفاخرة بملابس بسيطة بألوان غير بيضاء.
بعد الحرب، أصبحت فساتين الزفاف البيضاء متاحة بشكل أكبر، مع مظهر طويل.
العرائس في الثقافات الشرقية لا يرتدين اللون الأبيض
تعتبر عديد من الثقافات الشرقية أن اللون الأبيض يجلب الحظ السيئ، لذلك ترتدي العرائس ملابس بألوان أخرى.
اللون الأحمر هو اللون الأكثر شعبية للعرائس في الهند والصين وباكستان وفيتنام. وترتدي العرائس بعدد من البلدان الأفريقية في كثير من الأحيان، الألوان الزاهية يوم الزفاف.
الفساتين غير البيضاء لا تزال متاحة
ترتدي العرائس اللون الأبيض في عديد من البلدان، خاصةً الدول الغربية، ولكن هذا لا يمنع وجود بعض الألوان الأخرى كالأسود، والوردي، والرمادي، والأزرق، والذهبي.
تعد تلك الألوان مثالية للعروس التي تبحث عن شيء مختلف، ولجأت إليها بعض المشاهير مثل الممثلة الأمريكية سارة جيسيكا باركر التي ارتدت فستاناً أسود اللون حين زواجها بالممثل ماثيو بروديريك.
كما ارتدت الممثلة الأمريكية ريس ويذرسبون فستان زفاف باللون الوردي الفاتح، أما الممثلة جيسيكا بيل فكان فستان زفافها باللون الوردي.