أكثر من 7 آلاف لغة يتحدث بها البشر حول العالم، بعضها يرجع عمره لآلاف السنين. ولكن من أين تطورت؟ وما هي أقدم لغة في العالم؟
واجه الخبراء والباحثون صعوبةً في تحديد اللغة الأقدم، إلّا أنّهم قالوا بأنّ أقدم اللغات المكتوبة والمسجلة هي الكتابة المسمارية، التي تمّ اكتشافها في بلاد ما بين النهرين في الألفية الثامنة قبل الميلاد.
أمّا من ناحية اللغة الأقدم التي تمتلك أكبر تاريخ مكتوب فهي اللغة المصرية القديمة، واللغة الأقدم التي ما زال بعض الأشخاص يتحدثون بها حتّى الآن فهي اللغة التاميلية.
في تقريرنا، نوضح أقدم اللغات المحكية والمكتوبة وأكثر اللغات تحدُّثاً حول العالم.
أقدم اللغات المكتوبة في العالم
اللغة السومرية: ظهرت عام 3500 قبل الميلاد، ولا أحد يتحدث بها حالياً.
اللغة المصرية: ظهرت عام 3300 قبل الميلاد، ولا أحد يتحدث بها حالياً.
اللغة الميسينية اليونانية: ظهرت عام 1600 قبل الميلاد ولا أحد يتحدث بها حالياً.
اللغة الصينية القديمة: ظهرت عام 1250 قبل الميلاد ولا أحد يتحدث بها حالياً.
اللغة الآرامية: ظهرت عام 900 قبل الميلاد ويتحدث بها 450 ألف شخص.
اللغة اللاتينية: ظهرت عام 700 قبل الميلاد، وغير معروف عدد المتحدثين بها.
اللغة التاميلية: ظهرت عام 500 قبل الميلاد أو قبل، وعدد المتحدثين بها 70 مليون شخص.
اللغة السنسكريتية: ظهرت عام 100 بعد الميلاد، وعدد المتحدثين بها 14000 شخص.
لغة المايا: ظهرت عام 292 بعد الميلاد، وعدد المتحدثين بها 6 ملايين.
اللغة العربية: ظهرت عام 328 بعد الميلاد، ويتحدث بها أكثر من 420 مليون شخص، وفق ما جاء في موقع Oldest.org.
أقدم اللغات المحكية في العالم
اللغة الباسكية: تعد من الألغاز اللغوية التي لم تحلّ حتى يومنا هذا.
يتحدث بهذه اللغة بعض من شعب إقليم الباسك الذين يعيشون في إسبانيا وفرنسا، ولكن الغريب في الموضوع أنه ليس لهذه اللغة أي علاقة بأي من اللغتين الفرنسية والإسبانية (والتي يطلق عليها اللغات الرومانسية) أو بالأحرى ليس لهذه اللغة أي علاقة بأي لغة أخرى في كل العالم.
افترض علماء اللغة على مدى عقود نظريات كثيرة حول أصل هذه اللغة، ولكن لم يجدوا الجواب حتى الآن.
الشيء الوحيد المعروف هو أن اللغة الباسكية كانت موجودة في منطقة إقليم الباسك قبل وصول اللغات الرومانسية، أي قبل وصول الرومان مع اللغة اللاتينية التي تطورت فيما بعد إلى الفرنسية والإسبانية.
ويبلغ عدد مستخدميها اليوم 900 ألف.
اللغة الفارسية: هي اللغة المحكية في العصر الحديث في إيران وأفغانستان وطاجيكستان وبعض الأماكن الأخرى.
الفارسية الحديثة تنحدر مباشرة من الفارسية القديمة (لغة الإمبراطورية الفارسية).
تشكلت تقريباً في العام 800 ميلادي، وأهم ما يميزها عن العديد من اللغات الحديثة الأخرى هو أنها لم تتغير بشكل كبير منذ ذلك الحين.
على سبيل المثال يمكن للناطق بالفارسية اليوم أن يلتقط جملة كتبت في عام 900 ميلادي ويقرأها بصعوبة، لكن أفضل بكثير من متحدث بالإنجليزية وهو يقرأ أحد أقوال شكسبير.
اللغة التاميلية: هي لغة يتحدث بها حوالي 78 مليون نسمة ومعترف بها كلغة رسمية في الهند وسريلانكا، وسنغافورة، وهي اللغة الكلاسيكية الوحيدة التي صمدت على مر التاريخ حتى وصلت إلى العالم الحديث.
اللغة التاميلية عضو في عائلة اللغات "الدرافيدية" التي تضم عدداً من اللغات المحلية، ويتواجد معظمها في جنوب وشرق الهند.
وجد الباحثون نقوشاً مكتوبة باللغة التاميلية تعود في تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، واستخدمت التاميلية بشكل متواصل منذ ذلك الحين.
على عكس السنسكريتية، وهي لغة هندية قديمة أخرى سقطت من الاستعمال الشائع تقريباً في العام 600 قبل الميلاد وأصبحت لغة تستخدم في الطقوس الدينية، واصلت التاميلية التطور وهي الآن واحدة من أكثر 20 لغة شيوعاً في العالم.
اللغة الليتوانية: معظم اللغات الأوروبية تنتمي لعائلة اللغات الهندو-أوروبية، ولكن هذه العائلة بدأت بالانقسام تقريباً في العام 3500 قبل الميلاد.
وتطورت هذه العائلة لعدة لغات أخرى مثل الألمانية والإيطالية والإنجليزية، وبدأت تدريجياً تفقد الميزات التي كانت تجمعها.
لكن لغة واحدة فقط تنتمي لفرع من لغات البلطيق ومن العائلة الهندو-أوروبية استطاعت الاحتفاظ بأكثر من سمة من سمات اللغة الهندو-أوروبية البدائية وهي اللغة التي كانت موجودة تقريباً في العام 3500 قبل الميلاد.
لا يدري العلماء ما هو السبب، ولكن أبقت الليتوانية على الأصوات والقواعد النحوية من اللغة الهندو-أوروبية البدائية أكثر من أي لغة من أبناء عمومتها (الألمانية والإيطالية والإنجليزية)، وبالتالي يمكن أن نقول إنها واحدة من أقدم اللغات في العالم.
اللغة الآيسلندية: هي لغة أخرى من عائلة اللغات الهندو-أوروبية، ولكن من فرع "الجرمانية الشمالية".
تبسطت العديد من اللغات الجرمانية وفقدت بعض من الميزات التي تملكها اللغات الهندو-أوروبية، لكن الآيسلندية تطورت بشكل أكثر تحفظاً، وأبقت على الكثير من هذه الميزات.
بالرغم من الحكم الدنماركي في البلاد من القرن الرابع عشر حتى القرن العشرين إلا أن ذلك لم يؤثر على اللغة إلا بشكل ضئيل جداً.
أكبر دليل على عدم وجود تغير كبير في اللغة الآيسلندية هو أن المتحدثين بهذه اللغة يمكنهم بسهولة قراءة الملاحم المكتوبة منذ قرون.
اللغة المقدونية: واحدة من اللغات السلافية، وتضم عائلة اللغات السلافية أيضاً كلاً من الروسية والبولندية والتشيكية والكرواتية وغيرها.
تفرعت هذه اللغات جميعها من سلف مشترك واحد وهو اللغة السلافية العامية (أو البروتو السلافية)، وعندما قام الأخوان كيرلس وميثوديوس (وهما أخوان يونانيان كان كلاهما أكاديمياً ولاهوتياً ولغوياً) بتنظيم اللغة العامية السلافية، أنتجا ما يمكن تسميته لغة الكنيسة السلافية القديمة، ووضعا أبجدية لهذه اللغة.
ثم أخذا اللغة معهما شمالاً في القرن التاسع عشر أثناء محاولتهما نشر الديانة المسيحية بين شعوب السلاف.
جاء هذان الأخوان من منطقة ما في شمال اليونان، وربما تكون هذه المنطقة هي مقدونيا الحالية.
اللغة المقدونية (جنباً إلى جنب مع اللغة البلغارية التي تشبهها كثيراً) هي أكثر اللغات ارتباطاً بلغة الكنيسة السلافية القديمة، وبالتالي يمكن اعتبارها من أقدم اللغات الموجودة حالياً.
وعن أكثر اللغات تحدثاً حول العالم
اللغة الإنجليزية، عدد متحدثيها يبلغ 1.39 مليار شخص.
اللغة المندرينية الصينية، عدد متحدثيها يبلغ 1.15 مليار شخص.
اللغة الإسبانية، عدد متحدثيها يبلغ 661 مليون شخص.
اللغة الهندستانية، عدد متحدثيها يبلغ 544 مليون شخص.
اللغة العربية، عدد متحدثيها يبلغ 422 مليون شخص.
اللغة الملايوية، عدد متحدثيها يبلغ 281 مليون شخص.
اللغة الروسية، عدد متحدثيها يبلغ 267 مليون شخص.
اللغة البنغالية، عدد متحدثيها يبلغ 261 مليون شخص.
اللغة البرتغالية، عدد متحدثيها يبلغ 229 مليون شخص.
اللغة الفرنسية، عدد متحدثيها يبلغ 229 مليون شخص.
أكثر من 7 آلاف لغة، تنقرض منها واحدة كل أسبوعين
إن كنت تتساءل: كم عدد اللغات في العالم؟ فوفقاً لموقع Ethnologue المهتم باللغات الأقل شهرة، يبلغ عدد لغات العالم في الوقت الحالي 7097 لغة، في حين يبلغ عدد عائلات اللغات 152 عائلة لغوية، وذلك وفق إصدار الموقع الحادي والعشرين.
وحسب الخبراء، تنقرض لغةٌ كل أسبوعين، وانقراض اللغة يكون بموت آخر متحدثيها، لأنه لا قاموس لها، ولا أدب، ولا نص من أي نوع.
ففقدان اللغات يعني فقدان المعرفة، حسبما قال ديفيد ديفيدسون، الأستاذ المساعد في اللسانيات.
وقال ديفيدسون: "عندما نفقد لغة، نخسر قروناً من التفكير البشري عن الزمن، والمخلوقات البحرية، والزهور الصالحة للأكل، والرياضيات، والأساطير، والموسيقى".