مبنى مذهل لا يضاهيه أيٌ من المتاحف المعاصرة، هذه الوصف كان بعض ما انتقاد النقاد لوصف متحف قطر الوطني الجديد الذي افتتح أمام الجمهور الخميس 28 مارس/آذار 2019.
قال نقاد آخرون إنه كان "استثنائياً من الداخل والخارج" وفق مجلة Artnet، أو بكل بساطة "مدهشاً" وفق صحيفة Guardian.
ما بين تصميمه وتنفيذه 16 عاماً من التحضير، تكلف ما لا يقل عن 400 مليون دولار، لتقديم مبنى "للقرن الواحد والعشرين".
متحف قطر الوطني مذهل من الخارج، وماذا عن الداخل؟
يروي المتحف حكاية قطر، بدءاً من أزمنة ما قبل التاريخ حتى يومنا هذا، بما فيها الأحداث السياسية المستمرة التى على شاكلة الحصار الذي تفرضه السعودية ودول أخرى مجاورة على دولة قطر.
لكن عمارة المتحف هي أكثر ما يلفت الانتباه فيه.
صمم المبنى المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، الذي تولى أيضاً تصميم متحف اللوفر أبوظبي وفاز بجائزة بريتزكر في 2008.
ويتكون من 539 قرصاً مزخرفاً يتداخل كل واحد منها مع الآخر عند زوايا مدهشة. يمكن مشاهدة التحف والمنحوتات في معارض المتحف، بما فيها خيمة مُجددة استخدمها في الماضي أهل البادية في قطر.
لكن جدران المتحف المائلة لا تحمل أي قطع فنية، بل تُعرض عليها الأفلام من خلال أجهزة العرض الضوئية.
تصميم مستوحى من وردة الصحراء
في مقابلة عبر الهاتف مع صحيفة The New York Times، قال نوفيل إن مصدر الإلهام وراء تصميمه هي وردة الصحراء، التي تكونت من خلال تشكُّل مجموعة من المعادن ويمكن العثور عليها في قطر ومناطق أخرى.
وتشبه تلك الوردة "تقاطعات عشوائية من البتلات، لذا يكون الشكل الهندسي غير قابل للتوقع على الإطلاق".
ولما أُلهم المعماري الشهير بهذه الوردة، أنشأ بناية وصفها بأنها "أشبه بلعبة هندسية".
وأضاف أنها "متناغمة للغاية" من الداخل والخارج؛ فالمساحات تنساب كل واحدة منها نحو الأخرى.
تصميمه استغرق 16 عاماً
أوضح نوفيل أنه بدأ التصميم عام 2003، وأن الإتيان بثمار هذا التصميم تطلب تدخلاً من شركة Arub الهندسية، إضافة إلى "حاسوب فائق للغاية"، مضيفاً: "قبل أعوام قليلة من تشييده، لم يكن من الممكن تصميمه".
في مكالمة تليفونية مع الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، شقيقة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، قالت رئيسة هيئة متاحف قطر إن نوفيل أنشأ متحفاً من أجل القرن الحادي والعشرين، مضيفة أن عدم وجود أسطح مستوية أجبر القائمين عليه على استخدام تقنية عروض الفيديو.
لكن المتحف كان أولاً وقبل كل شيء متحفاً محلياً، حسبما أوضحت الشيخة المياسة. وأردفت قائلة: "جميع مشاريعنا تركز على الجانب المحلي أولاً. يجب أن يكون أي متحف وطني متعلقاً بهويتنا الوطنية".
و"لولا النفط" لما وصلت قطر إلى حالها الآن
وقالت إن أحد أهم المعارض بالنسبة إليها عرض أشعاراً نظمها مؤسس قطر جاسم بن محمد آل ثاني، واستخدمت فيه التركيبات الصوتية، مضيفة: "الآن يمكن للجميع التعرف إليها وتقديم آرائهم عنها".
يحتوي المتحف أيضاً على معارض تتناول إمدادات النفط والغاز في قطر. ويعرض في أحد صالاته فيلماً للفنان الأمريكي دوغ أيتكين.
وأوضحت الشيخة المياسة أن المتحف لا يمكنه تجاهل الدور الذي تؤديه هذه الموارد من أجل تنمية قطر، بالرغم من التغير المناخي. وقالت: "لولا النفط، ما كنا في المكان الذي نحن فيه الآن".
وأضافت: "كثير من شبابنا اليوم يطلبون منا البحث عن طرق تكون أكثر مراعاة للبيئة. نحب أن نُنتقَد، إذا كان النقد بناءً".