هل تابعت من قبل الفيلم الذي يتحدث عن قصة الملك آرثر وفرسان الطاولة المستديرة وما جاء من احداث مشوقة؟ رغم ذلك الفيلم فإن العلما لا يزالون يشككون حتى الآن بحقيقة وجود الملك آرثر ويظنون بأنه كان شخص وهمي.
وأكّد أستاذ جامعي متقاعد من بريطانيا أنّه ربما حدد موقع قلعة الملك أرثر "كاميلوت" التي عاش فيها قبل حوالي 1400 عام.
قصة الملك آرثر وفرسان الطاولة المستديرة
حسب موقع Science Alert، أوضح بيتر فيلد، وهو خبير أدبِ مآثرِ وحكاياتِ الملك آرثر، أن قلعة كاميلوت كانت قائمة في موقع حصنٍ روماني قديم يسمى "كامولودونوم" في قرية سلاك بمقاطعة ويست يوركشاير.
والتي كانت لتصبح موقعاً مثالياً في عام 500 م، وهي الفترة الزمنية التي يُقال إنَّ الملك آرثر عاش خلالها وكان خبيراً عسكرياً حقيقياً اضطلع بمهمة الدفاع عن البريطانيين من الغزاة.
وفي مقابلة مع موقع BBC قال فيلد، الذي كان يلقي محاضراته في جامعة بانجور بالمملكة المتحدة بين عامي 1964 و2004: "كان الأمر محض صدفة، كنتُ أنظر في بعض الخرائط وفجأة ترتَّبت كل الأمور واتضحت".
وأضاف: "أعتقد أنَّي حللتُ لغز مكان القلعة الذي يبلغ عمره 1400 عام".
لا يوجد تأكيد على أن الملك آرثر وقلعته حقيقيان!
عرض فيلد النتائج التي توصل إليها خلال الافتتاح الرسمي لمركز ستيفن كولكلوف لتاريخ وثقافة الكتاب التابع لجامعة بانجور.
كما أن فرضيته لم تخضع لمراجعة خبيرة، لذا سيتطلَّب استيضاح الأمر مزيداً من البحث قبل أن نقرأ المزيد عن الموضوع.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أنَّه برغم أكثر من ألف عام من البحث، لم يتمكن المؤرخون وعلماء الآثار من التأكيد على أنَّ الملك آرثر وقلعة كامليوت حقيقيان، وليسا محض أساطير تُسرَد في الروايات.
وتفسر لنا المحررة العلمية بيك كرو هذا الأمر: "بالرغم من حقيقة إنَّ الشخصية الأسطورية كانت مشهورة جداً لقرون من الزمان، لم يستطع أي شخص في الحقيقة إثبات وجوده".
لكن ما يجعل آرثر مثيراً للاهتمام هي الطريقة التي نستطيع من خلالها ربطه بأماكن وأحداث تاريخية محددة.
لكن إذا تجاوزنا كل ذلك وافترضنا أنَّ قلعة كاميلوت كانت موجودة حقاً من قبل، فأين كان مكانها؟
وأشارت أبحاث سابقة إلى أنَّها ربما كانت موجودة في مواقع مثل قرية كارليون جنوب ويلز أو قلعة كادبوري.
لكن حتى الآن، ليس هناك أدلة أثرية كافية للربط بين أي موقع حقيقي وبين الأسطورة.
قرية سلاك
أجرى فيلد أبحاثاً إضافية استناداً إلى الحصون التاريخية التي تعود إلى هذا الوقت وقارنها بأسطورة الملك آرثر.
وقال فيلد إنَّ أفضل موقع يناسب قلعة كاميلوت هو القرية التي تُعرَف الآن بـ"سلاك".
بينما إذا نظرنا إلى قرية سلاك اليوم، سنجد صعوبة في التوصل إلى سبب يجعل شخصاً ما يرغب في بناء قلعة في مكانٍ ليس إلا منطقةً أُزيلت منها الأشجار، لكنَّ فيلد أكد أنَّ الموقع كان من قبل ذا أهمية عسكرية كبيرة.
سلاك كانت في موقع منعزل عن العالم
في عام 500 م، أوقف البريطانيون المتحدثون باللغات الكلتية الغزاةَ الأنغلوساكسونيين الذين اجتاحوا البلاد من الساحلين الشرقي والشمالي للبلاد.
ويتضح أنَّ سلاك، التي تبدو كما لو أنَّها موجودة في مكان منعزل عن العالم.
وربما كانت تمثل موقعاً مثالياً لتأسيس معسكر لإرسال القوات بسرعة إلى كلا الساحلين والدفاع عن البلاد.
ويتضح أنَّ وجودها في وسط هذا المكان المنعزل كان مهماً.
وما يضيف مزيداً من التأكيد إلى فرضية فيلد أنَّ ذلك الحصن في قريةسلاك يُعتَقد أنَّ اسمه في العصور الرومانية كان كامولودونوم، والذي يعتقد الباحثون أنَّه ربما حُرِّف لغوياً بمرور السنوات ليصير كاميلوت.
ويمكن أن يُفسِّر ذلك أيضاً السبب الذي جعل أول ذِكر لقلعة كاميلوت في الأدب لم يظهر إلا بعد سنوات كثيرة من حكم الملك آرثر المشكوك في أنَّه كان حقيقة.
كان يعيش في العام 500 م
الأستاذ الجامعي فيلد قال إنه لو كان الملك آرثر حقيقياً، كان ليعيش في زمنٍ قريب من (عام 500 م) بالرغم من أنَّ أول ذكر له في قلعة كاميلوت ورد في شعرٍ فرنسي من مقاطعة الشمبانيا في فرنسا عام 1180 م.
وأضاف: "لا يوجد ذكر لكاميلوت في الفترة الواقعة بين هذين التاريخين، التي تُعرَف بالعصور المظلمة، عندما كانت البلاد في حالة حرب، ولم يُدوَّن إلا القليل جداً.
وفي هذه الفجوة، نقل الناس المعلومات، وفُقِد كثيرٌ منها خلال عملية النقل، وربما اختلق الناس الحقائق أو قد يكونون عبثوا بالحقائق المعروفة".
ودون وجود دليل مادي ما في هيئة بقايا أثرية، لن نستطع التأكيد على أنَّ فيلد وصل إلى شيءٍ حقيقي هنا. لكنَّه ليس الباحث الوحيد الذي يسعى وراء الآثار الأسطورية.
هل الملك آرثر مجموعة من الملوك؟
في وقتٍ سابق هذا العام، اكتشف فريقٌ من علماء الآثار البريطانيين سلسلة من الجدران الضخمة التي تعود على ما يبدو إلى العصور المظلمة في موقع يُعتَقَد أنَّه مرتبط بأسطورة آرثر.
أشار الباحثون إلى أنَّ هذه الجدران كانت جزءاً من القصر الذي وُلِد فيه الملك آرثر، ويُنقِّب الفريق الآن بالموقع لكشف مزيد من التفاصيل.
لكن في حين أنَّه من المرح الاعتقاد بأنَّ الملك آرثر الذي تتحدث عنه الأسطورة -الذي كان يجتمع الفرسان حول مائدته المستديرة وكان يتجول مع ساحر يُدعى ميرلين- كان شخصية حقيقية.
ويزعم بعض الخبراء أنَّ أسطورة أرثر قد تكون في واقع الأمر مزجاً لحكام بريطانيين مختلفين جُمِعَت قصصهم في قصة واحدة.
وحتى هذا اللحظة، لم يَذكر فيلد -الذي يجري أبحاثه على قرية سلاك منذ 18 شهراً- أنَّه سيمضي بفكرته إلى أبعد من ذلك من خلال إجراء تنقيبٍ فعلي في الموقع.
فيلم الملك آرثر
ويعد الملك آرثر أحد أهم الرموز الميثولوجية في بريطانيا العظمى حيث يمثل الملكية العادلة في الحرب والسلم.
ويشكل الشخصية المحورية في دائرة الأساطير المعروفة باسم الحالة البريطانية، وهناك خلاف بشأن وجود آرثر من عدمه.
وفي العام 2004 دفعت قصة الملك المثيرة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا لتصوير فيلم الملك آرثر وفرسان الطاولة المستديرة من إخراج أنطوني فوكوا وكتابة ديفيد فرانزوني.
وبلغت تكلفة إنتاجه حوالي 120 مليون دولار، بينما حقق ربحاً مضاعفاً وصل إلى نحو 204 ملايين دولار.