أعلن متحف ميتروبوليتان للفنون ومتحف بروكلين الأميركيان، رفض التمويل السعودي لبرامجهما لفنون الشرق الأوسط، والتي سبق أن موّلتها مجموعاتٍ مرتبطةٍ بالحكومة السعودية.
وتُشكِّل البرامج جزءاً من "مبادرة التعليم والفن العربي" التي تستمر لعامٍ كاملٍ، وهي عبارة عن معرضٍ عن اللاجئين السوريين يستمر لمدة 3 أشهر في متحف بروكلين في نيويورك، وندوة نقاشية تُعقَد الأسبوع المقبل في متحف ميتروبوليتان في نيويورك أيضاً حول تنظيم الفنون في الشرق الأوسط.
المتحفان الأميركيان اتخذا قرار رفض التمويل السعودي بعد اتهام عملاء تابعين للرياض بقتل الصحافي جمال خاشقجي خلال مراجعته للقنصلية السعودية بإسطنبول، وهو اعتقادٌ يتبناه الآن مسؤولو الاستخبارات الأميركية حسبما ذكرت صحيفة The New York Times الأميركية.
الرئيس التنفيذي لمتحف ميتروبوليتان دانيال ويس أرسل الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018، مذكرةً إلى المشاركين في الندوة العلمية المخصصة للمدعوين فقط، كَتَبَ فيها "رغم أن هذه الندوة والندوة العامة اللاحقة كانتا مدعومتين بأموالٍ خارجيةٍ، فقد قرَّرَنا في ضوء التطورات الراهنة أن المتحف سوف يُموِّل هذا الحدث بنفسه".
وقال المتحف إنه قَبِلَ أقل من 20 ألف دولار لهذا الحدث الذي سيُعقَد الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018. ولا يزال المال موجوداً لدى المتحف، ويُقرِّر الآن ماذا سيفعل به لأنه لن يستخدمه لإقامة الندوة.
أما متحف بروكلين، فقال مسؤوله في بيان إنهم "يؤمنون بقيمة الثقافة لخلق الجسور وبناء مجتمع عالمي أكثر ترابطاً ومدنيةً وتعاطفاً".
لكنهم أضافوا أن المتحف، "في ضوء الأحداث الأخيرة وتماشياً مع مخاوف المجتمع الدولي (مقتل الصحافي خاشقجي)، لن يستخدم المال السعودي في المعرض الذي يحمل عنوان (سوريا بين الماضي والحاضر: قصصٌ من حياة اللاجئين بعد مضي قرن)"، والذي بدأ السبت 13 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال ستيفن ستابلتون، وهو فنانٌ مقيمٌ في لندن ويدير مبادرة Edge of Arabia وتدعمه جزئياً الحكومة السعودية وشركة "آرامكو" للنفط، "نتفهَّم تماماً وندعم المنظمات الشريكة لنا في مبادرة التعليم والفن العربي عندما يتعلق الأمر بقراراتٍ تخص التمويل، ويسرنا أن يستمر التزامنا مع شركائنا بتقديم برامج تبادل ثقافي مفتوحة ومجانية، كجزءٍ من المبادرة، هنا في مدينة نيويورك".
وكان معهد الشرق الأوسط – وهو مركز أبحاث مقره واشنطن ساعد في تنظيم المبادرة -، قال قبل أيام إنه سينسحب من المشاركة على خلفية قضية خاشقجي. وقالت جامعة كولومبيا إنها كانت تؤجِّل الجزء الخاص بها من المبادرة، وهو حديثٌ مع الفنان السعودي أحمد مطر كان من المُقرَّر إجراؤه الاثنين 22 أكتوبر/تشرين الأول.
ووفقاً لستابلتون، لن يتضمَّن هذا الحدث المال السعودي في تمويله.
وواصلت مؤسساتٌ أخرى مشاركتها، بما في ذلك متحف الفن الحديث، الذي استضاف محادثةً مع الفنانة الكويتية منيرة القديري الاثنين الماضي 16 أكتوبر/تشرين الأول. وقد موَّلَ متحف الفن الحديث هذا الحدث ولم يتضمَّن التبرُّعات السعودية.
ولم يستجب ممثلو مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية – الشريكة في الحدث -، على طلبات The New York Times للتعليق على قرار المتحفين رفض التمويل السعودي بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي.