ستتم دعوة آلاف التلاميذ ليكونوا من بين أول مَن يشاهدون فيلماً تاريخياً ثلاثي الأبعاد وملوناً لإحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى، حسب صحيفة The Telegraph البريطانية.
سيُعرض الفيلم الذي أخرجه بيتر جاكسون الحائز على جائزة أوسكار، لمجموعات من طلاب المدارس في نفس الوقت الذي سيعرض فيه في العرض الافتتاحي لمهرجان لندن للأفلام في 16 أكتوبر/تشرين الأول. ويتألف فيلم They Shall Not Grow Old من لقطات أرشيفية مرممة ومُجددة وملونة من متحف الحرب الإمبراطوري (IWM).
في ذكرى الهدنة بين الحلفاء وألمانيا
كما سيتم عرضه للآلاف من أطفال المدارس الثانوية في جميع أنحاء بريطانيا كجزء من مهرجان Into Film المجاني في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك قبل بثه على قناة BBC One في ذكرى يوم الهدنة التي وقعت بين الحلفاء والإمبراطورية الألمانية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1918.
وقد حددت تفاصيل العرض عندما حث اللورد دانات، القائد السابق للجيش البريطاني، المدارس في جميع أنحاء البلاد على دعم هذا المشروع، حسب الصحيفة البريطانية.
حتى يفهم الشباب بشاعة الحرب التي لم يعيشوها
وقال لصحيفة التلغراف: "أنا متحمِّس لإنتاج مواد تعليمية جديدة وإيصال أفلام كهذه إلى الأطفال وجيل الشباب حتى يفهموا بشاعة الحرب، ونحرص على ألا نضطر أبداً إلى القيام بهذا النوع من الأمور مرة أخرى".
وأضاف: "بالنظر إلى جودة واتساع نطاق محفوظات متحف الحرب الإمبراطوري، يبدو أن هذا هو بالضبط ما يجب القيام به بهذه المحفوظات، كما أتطلع بشدة إلى مشاهدة الفيلم".
وأضاف اللورد ويست، القائد السابق للبحرية الملكية، أن المشروع سيواجه "نقصاً حقيقياً في الوعي والدراية لدى جيل الشباب" حول الحرب العالمية الأولى.
مخرج الثلاثية الأشهر
أخرج جاكسون، المخرج الحائز على جائزة الأوسكار والمعروف بإخراج ثلاثية Lord of the Rings، الفيلم بتقنية الأبعاد الثلاثية، من خلال توثيق لقطات عمرها 100 عام لاستحضار لقطات أصلية من الصراع وإعادتها إلى الحياة. بالنسبة لفيلم صُمم من أجل الوصول إلى جيل شاب فإن الفيلم يتماشى مع أسلوب ملاحم جاكسون الخيالية أكثر من نمط أفلام التاريخ العسكري البريطاني.
قال جاكسون: "أردت أن أزيح الضباب عن هذه الحقبة من الزمن وأحضر هؤلاء الرجال إلى العالم الحديث، حتى يتمكنوا من استعادة إنسانيتهم مرة أخرى؛ بدلاً من أن ينظر إليهم فقط بطريقة نمطية باعتبارهم مثل شخصيات تشارلي شابلن في فيلم أرشيفي كلاسيكي".
وتابع: "صنعنا فيلماً لإظهار تجربة الحرب العالمية الأولى؛ ليس الاستراتيجيات أو التكتيكات أو المعارك، وإنما التجربة الإنسانية لأشخاصٍ خاضوا الحرب… آمل أن يمنح الفيلم الطلاب في جميع أنحاء المملكة المتحدة إحساساً حقيقياً بما كانت عليه الحرب".
إحياء ذكرى الصراع والمحاربين القدامى
يمثل الفيلم ثمرة برنامج للفنون مستمرٌ منذ 5 سنوات، معروف باسم 14-18 NOW، لإحياء ذكرى الصراع. تصاحب اللقطات أصوات لقدامى المحاربين، بعضها مسجل منذ نصف قرن لسلسلة "الحرب العظمى" الشهيرة الخاصة بشبكة BBC في عام 1964.
وقالت سارة جودفيلو، وهي منتجة برنامج 14-18 NOW، لصحيفة Telegraph إن جاكسون قد مُنح إمكانية الوصول دون عوائق إلى أرشيف متحف الحرب الإمبراطوري لإنتاج الفيلم. وأضافت: "لم نفتح الأرشيف بهذا التوسع من قبل، والنتيجة مميزة للغاية".
ستحصل كل مدرسة في البلاد أيضاً على نسخة رقمية من الفيلم، ويقوم برنامج 14-18 NOW بإنشاء مخططات للدروس، وإرشادات توجيهية خاصة بالمناقشات، ومجموعات تثقيفية لمعلمي التاريخ.وقال تيم بليك، مساعد مدير مدرسة بيدفورد الحرة، حيث من المزمع تنظيم عرض في ذكرى يوم الهدنة، لصحيفة Telegraph إنه يتطلع إلى المشروع.
وأضاف: "هذه الروايات المباشرة ستثري معرفة التلاميذ الواسعة بالفعل حول الحرب العالمية الأولى وستمنحهم إحساساً حقيقياً بما كان عليه القتال والحياة على الجبهة الغربية. كما سيسمح للتلاميذ بالتأمل في كيفية استمرار رؤية وتفسير المؤرخين لواحد من أهم الأحداث في التاريخ الحديث".
واقرأ أيضاً..
موجة حر تكشف عن طائرةٍ من الحرب العالمية الثانية مختفية تحت نهر متجمد منذ 72 عاماً