في 23 رمضان، هُدم صنم اللات عام 9هـ، بعد أن عبده العرب طويلاً قبل الإسلام، وقُتل يزدجرد آخر ملوك الإمبراطورية الساسانية عام 31هـ، وتُوفي أسامة بن منقذ الشاعر والمؤرخ والدبلوماسي والقائد العسكري البارز في بلاط صلاح الدين الأيوبي، وتنازلت الدولة العثمانية عن بناء الحصون والقلاع في الجبل الأسود 1280هـ.
هدم صنم اللات
في 23 رمضان 9هـ، هدم المسلمون صنم اللات بقيادة أبو سفيان والمغيرة بن شعبة، لِتُزال بذلك آثار عبادة تلك الآلهة القديمة.
كانت اللات أحد أشهر 3 أصنام عبدها العرب قبل الإسلام، وشكَّلت مع مناة والعزى ثالوثاً أنثوياً عبده العرب قبل الإسلام، وخاصة في مكة والحجاز، والأنباط.
وقيل أيضاً إنها صخرة نزلت من السماء كنيزك، ورُوي عن آخرين كونها لرجل يبيع السمن واللبن للحجاج في مكة، وقال بعض العرب قديماً إنهن بنات الإله.
وكانت اللات معروفة عند شعوب شمال الجزيرة العربية في بلاد الأنباط والأردن وسوريا الحالية قبل أن تنتقل إلى مكة والحجاز؛ بسبب رحلات التجارة الموسمية بالشتاء والصيف.
وبنى أهل الطائف بيت عبادة لـ"اللات" سُمي "بيت الربَّة"، وكانت تشرف عليه قبيلة ثقيف بالطائف، ويقدِّم الحجاج له القرابين والنذور من الحلي والنفائس الذهب، بالإضافة لبيوت عبادة أخرى في الحجاز وعكاظ وتدمر السورية.
ولما فتح النبي محمد والمسلمون مكة، أُرسل المغيرة بن شعبة وأبو سفيان لهدم بيت اللات في الطائف، وقاما بهدمه بعد إسلامهما، وانتهت بعدها عبادة اللات إلا من مجموعات قليلة محدودة.
مقتل يزدجرد ونهاية الدولة الساسانية
في 23 رمضان 31هـ، انهارت الإمبراطورية الساسانية تماماً في خلافة عثمان بن عفان، بعد مقتل يزدجرد بن شهريار آخر شواهين الفرس، وكانت أغلب بلاده قد افتُتحت على يد المسلمين قبل ذلك.
ويزدجرد بن شهريار هو آخر ملوك الدولة الساسانية وحفيد كسرى الثاني مؤسس الدولة وملكها الأول، ونجا يزدجرد في طفولته من سيف عمه الذي قتل إخوته وأبناءهم، وتولى العرش وهو صغير فتأثر بأوصياء العرش من حوله.
لكنه حكم قرابة 20 عاماً، وشهد عصره خروجه من عاصمته "المدائن" إلى مناطق أخرى من بلاد إيران حتى نهايته في خراسان عام 33هـ زمن خلافة عثمان بن عفان.
انتصر يزدجرد وجيشه الساساني على المسلمين في معركة الجسر عام 634م، لكن القائد المسلم سعد بن أبي وقاص أعاد ترتيب جيشه وانتصر انتصاراً هائلاً في معركة القادسية سنة 637م، وبعد ذلك حاصر المدائن حتى سقطت.
وهرب يزدجرد شرقاً تاركاً عاصمته وخزائنه التي دعمت التمدد الإسلامي شرقاً، خاصة في معركة نهاوند سنة 21هـ (642م)، التي اتخذها يزدجرد عاصمة جديدة بعد هروبه من المدائن.
ولاحقاً، هرب يزدجرد إلى المحافظة الشمالية خوزستان، وبعد ذلك بسنوات تم اغتيال الملك يزدجرد الثالث على يد طحان في مَرو عام 651م، وبذلك انتهت الإمبراطورية الساسانية التي استمرت أكثر من 4 قرون في بلاد فارس وما حولها.
يحكي ابن كثير الأيام الأخيرة ليزدجرد، فيقول:
"قال ابن إسحاق: هرب يزدجرد من كرمان في جماعة يسيرة إلى مَرو، فسأل من بعض أهلها مالاً فمنعوه وخافوه على أنفسهم، فبعثوا إلى الترك يستفزونهم عليه، فأتوه فقتلوا أصحابه وهرب هو حتى أتى منزل رجلٍ ينقر الأرحية على شط، فأوى إليه ليلاً، فلما نام قتله.
وقال المدائني: لما هرب بعد قتل أصحابه انطلق ماشياً عليه تاجه ومنطقته وسيفه، فانتهى إلى منزل هذا الرجل الذي ينقر على الأرحية، فجلس عنده فاستغفله وقتله وأخذ ما كان عليه، وجاءت الترك في طلبه فوجدوه وقد قتله، وأخذ حاصله فقتلوا ذلك الرجل وأهل بيته وأخذوا ما كان مع كسرى، ووضعوا كسرى في تابوت وحملوه إلى اصطخر.
وفاة أسامة بن منقذ، العسكري والدبلوماسي والشاعر
تُوفي في 23 رمضان أسامة بن منقذ، الملقب بـ"مؤيد الدولة"، (488–584هـ) فارس وشاعر.
وكان ابن منقذ أحد قادة صلاح الدين الأيوبي، وقام ببناء قلعة عجلون على جبل عوف في عام (580هـ-1184م)، بأمر من صلاح الدين الأيوبي. لتكون نقطة ارتكاز لحماية المنطقة والحفاظ على خطوط المواصلات وطرق الحج بين بلاد الشام والحجاز لإشرافها على وادي الأردن وتحكُّمها بالمنطقة الممتدة بين بحيرة طبريا والبحر.
وُلد في شيزر، وهي بلدة سورية تتبع ناحية مركز محردة بمنطقة محردة في محافظة حماة، لبني منقذ أمراء شيزر.
وبخلاف عبقريته العسكرية ومشاركته في الحملات على الصليبيين في فلسطين، وأدواره الدبلوماسية، ألَّف ابن منقذ آخر حياته العديد من المصنفات، منها: كتاب البديع في البديع، وكتاب نقد للشعر، وتاريخ القلاع والحصون، وديوان أسامة بن منقذ الذي جمع فيه قصائده.
وأهم كتابات أسامة بن منقذ هو كتاب "الاعتبار"، وهو عبارة عن مذكرات شخصية كتبها ابن منقذ بعد أن تجاوز الثمانين من عمره، وتعد من أهم مصادر التأريخ للحملة الصليبية كما عاشها عن قرب.
وعُرف ابن منقذ بشعره العذب، يقول في إحدى قصائده:
صاحبهمُ بترفّقٍ ما أصبحوا
وتَجافَ عن تَعِنيفهم إن أذَنبوا
ودع العتابَ إذا بدت لك زلَّة ٌ
إنّ الهوى متجرِّمٌ لا يعتبُ
واحمل لهم جورَ الملالٍ، وحمله
صعبٌ، ولكن القطيعةَ أصعبُ
العثمانيون يتنازلون عن قلاع الجبل الأسود
في 23 رمضان 1280هـ، أقرت الدولة العثمانية بأنها ستتنازل عن بناء القلاع بأراضي إمارة الجبل الأسود، الواقعة شمال ألبانيا.
وكانت إمارة الجبل الأسود خاضعة للحكم العثماني على البلاد منذ القرن الـ16، وتطورت إلى دويلة ذات حكم ذاتي داخل الإمبراطورية العثمانية. وأصبحت في عام 1878 إمارة شبه مستقلة يحكمها الأمير نيكولاس الأول.
وأراد أميرها الاستقلال بحكمها، كما قام بمساعدة ثوار إقليم الهرسك ضد الدولة العثمانية، لكن التمرد فشل وشرعت الدولة العثمانية في بناء عدة قلاع وحصون داخل الجبل الأسود، فتدخلت الدول الأوروبية؛ لإثناء الدولة العثمانية عن هذا الأمر، واضطر السلطان العثماني إزاء ذلك إلى التخلي عن بناء هذه القلاع والحصون.