نجا الصندوق الذهبي النادر من عمليات الصهر أثناء الثورة الفرنسية، لكنه لم ينجُ من السرقة قبل أيام.
ففي هدوء الليل وفي أثناء عطلة الأسبوع، اقتحم اللصوص متحف توماس دوبريه في مدينة نانت من النافذة. ورغم أن جرس الإنذار انطلق، فإن اللصوص تمكنوا من الظفر بالصندوق البيضاوي الثمين ذي الـ 15 سنتيمتر وفروا به.
الصندوق يحوي قلباً ذهبياً من مأثورات المرأة الوحيدة التي توجت مرتين ملكة على عرش فرنسا في القرن الـسادس عشر، الملكة آن دوقة بريتاني. وأثارت هذه السرقة غضباً فرنسيا عارماً لضياع هذا الكنز الذهبي ذو القيمة التاريخية الكبيرة.
هذا الصندوق كان هنا لأكثر من 130 عاما
ونقلت تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية عن رئيس إقليم لوار الأطلسي فيليب غروسفاليه الذي يملك المتحف، قوله إن "سطا اللصوص على إرثنا وسرقوا شيئاً ذا قيمة لا تقدر بثمن. إنه أكثر من مجرد رمز، فالصندوق الذي يحوي قلب آن دوقة بريتاني جزء من تاريخنا".
وقال غروسفاليه إن فداحة السرقة تكمن في أن هذا الصندوق نجا من عملية الصهر إبان الفوضى التي أعقبت الثورة الفرنسية في العام 1789.
ويعد هذا الصندوق الثمين تحفة فنية، إذ يعلوه تاج ذهبي مرصع بـ 9 زنبقات هي الشعار الملكي، وقد ظل يعرض في ذاك المتحف طيلة أكثر من 130 عاماً.
وناشدت المستشارة الإقليمية كاترين توشفو اللصوص إعادة الصندوق "فإن كان دافع اللصوص إلى سرقته هو لمعانه وكونه من الذهب، فعليهم أن يفهموا أنه تاريخي وذو قيمة تاريخية أكبر من الـ 100 غرام من الذهب التي به".
القلب الذهبي ينتقل إلى ضريح الوالدين
وكانت آن دوقة مقاطعة بريتاني الفرنسية دفنت إثر موتها في العام 1514 في كاتدرائية سان دوني الواقعة على أطراف باريس مع أفراد العائلة الملكية الفرنسية هناك. ولكن نزولا عند رغبتها ولأن قلبها ينتمي إلى بريتاني – فهي الملكة التي دافعت عن استقلال المقاطعة، ثم غدت إمارة تربطها بفرنسا معاهدة وصارت تعرف بـ "بريطانيا الصغيرة" -، فقد وضع القلب في ضريح والديها بكنيسة الرهبان الكرمليين بنانت.
ملكة فرنسا لمرتين على التوالي
اشتهرت آن بأنها المرأة الأغنى في أوروبا، ولذا تهافت مختلف الملوك لطلب يدها للزواج، وفي العام 1483 رتب والدها لتزويجها بأمير ويلز إدوارد، بيد أن الأمير الشاب اختفى، وساد اعتقاد بأن عمه ريتشارد الثالث كان وراء مقتله.
ثم تزوجت بشارل الثامن ملك فرنسا في العام 1491، لتعتلي بذلك العرش ملكة بعمر الـ 12، لكن الملك توفي دون وريث في العام 1498، فتزوجت من لويس الثاني عشر بعد عام واحد، لتصبح بذلك المرأة الوحيدة التي توجت ملكة على عرش فرنسا مرتين.
توفيت الملكة في العام 1514 عن عمر يناهز 36 عاماً فقط، فحزن الملك لويس عليها حزنا شديدا ويقال أنه ظل ينتحب ويبكيها 8 أيام، وأمر أن يبنى لها ضريح كبير يتسع لشخصين.