أُعلِنت امرأة من شمال لندن كأول فائزة من جنسية بريطانية بجائزة "أفضل معلّم في العالم" والتي تقدّر قيمتها بمليون دولارٍ أميركي.
وبحسب ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية، الأحد 18 مارس/آذار 2018، حصلت أندريا زافيراكو، معلّمة الفنون والنسيج بمدرسة ألبرتون في بلدة برنت الواقعة شمال غرب العاصمة البريطانية لندن، على جائزة المعلّم العالمي السنوية الرابعة لمؤسسة فاركي التي تتخذ من دبي مقرّاً لها، وقام بتسليمها لها نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد.
وغرد محمد بن راشد على حسابه الرسمي على تويتر قائلاً: "سعدت اليوم بتكريم أفضل معلم في العالم بجائزة فاركي التي تبلغ مليون دولار.. مبروك للمعلمة أندريا زاف فوزها بلقب أفضل معلمة في أعظم مهنة.. كل معلم هو نجم.. نجم في سماء مجتمعنا ونجم تهتدي به الأجيال.. ونجم يعم خيره الجميع".
سعدت اليوم بتكريم أفضل معلم في العالم بجائزة فاركي التي تبلغ مليون دولار .. مبروك للمعلمة أندريا زاف فوزها بلقب أفضل معلمة في أعظم مهنة .. كل معلم هو نجم .. نجم في سماء مجتمعنا ونجم تهتدي به الأجيال .. ونجم يعم خيره الجميع pic.twitter.com/TvcR7suzLN
— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) March 18, 2018
وقد تلقّت أندريا التكريم، يوم الأحد 18 مارس/آذار 2018، في حفل حضره نائب الرئيس الأميركي سابقاً آل جور، ورئيس وزراء المملكة المتحدة سابقاً توني بلير، وبطل سباق سيارات فورميلا وان لويس هاملتون.
وفي رسالة تهنئة مُسجّلة تم تشغيلها خلال الاحتفال، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن الجائزة تعد "تكريماً مناسباً" لكل ما فعلته أندريا.
وستحصل أندريا على مبلغ مليون دولار أميركي وكأس ذهبية، وسيُطلب منها العمل كسفيرة عالمية لمؤسسة فاركي، كما سيُطلب منها البقاء في عملها كمدرّسة لمدى لا تقل عن 5 سنوات، وستحصل على أموال الجائزة على شكل أقساط.
وقالت أندريا، التي أصبحت أول معلّمة بريطانية تفوز بالجائزة، في حديث للصحفيين "لقد صُدِمت، كنت مرتبكة، ولم أكن أعرف أنها لي أنا".
وأضافت أن المدرّسين في المملكة المتحدة يعملون "بجد للغاية"، وقالت إن "هذه الجائزة مُنحت لنا جميعاً".
قوة الفنون
وعندما سُئلت عما ستفعله بأموال الجائزة، قالت "سأتحلّى بالصبر، وسوف أفكّر، ولكن كما تعلمون، أعتقد سيكون أمراً رائعاً إذا فكرت في كيفية الاحتفاء بالفنون أكثر في مدرستنا".
ودعت إلى تقديم المزيد من الدعم لما وصفته بـ"قوّة الفنون"، إذ قالت إن المدارس بإمكانها أن تُحدِث اختلافاً إيجابياً في حياة الأطفال من خلال الموضوعات الإبداعية.
وتابعت قائلة "لقد رأيت كم أن الفن يساعد الطلاب على التواصل، فالفن يُساعد على منح المزيد من الثقة، ويخلق حقّاً شباباً مُدهشين".
وقالت رسالة رئيسة الوزراء "أن تكون معلّماً رائعاً، فالأمر يتطلّب المرونة والإبداع والقلب السخي. فهناك قيم تشاركها مع طلّابك كل يوم. وأنا أشكركم جميعاً على كل ما فعلتموه وتواصلون فعله".
وتقع مدرسة ألبرتون في إحدى أفقر المناطق في البلاد، ويأتي تلاميذها من خلفيات ثقافية متنوّعة، حيث يتم التحدّث بحوالي 130 لغة في حي برنت.
وفي محاولة لبناء روابط مع طلّابها؛ تعلّمت أندريا المصطلحات الأساسية بلغات التلاميذ، بما فيها اللغات الغوجاراتية، والهندية، والتاميلية، كما زارت منازل أهالي الطلاب.
وقالت المعلّمة "من خلال تحدّث التلاميذ بانفتاح بشأن حياتهم المنزلية، اكتشفت أن العديد من الطلاب قد أتوا من منازل مزدحمة، حيث تتشارك العديد من العائلات منزلاً واحداً".
وتابعت "عادة ما تكون هذه المنازل مزدحمة وصاخبة، لدرجة أن بعض الطلاب قالوا لي إنهم يُضطرون لعمل واجباتهم المنزلية في المرحاض، فقط كي يبقوا لبضع دقائق بمفردهم حتى يتمكنوا من التركيز".
واستجابة لذلك، نظّمت أندريا دروساً إضافية خلال اليوم وفي عطلات نهاية الأسبوع، ما يمنح الطلاب مكاناً هادئاً للعمل.
وأعادت أندريا كذلك تصميم المناهج الدراسية مع زملائها المدرسين لجعلها ذات صلة بالطلاب، وساعدت في إعداد أندية رياضية خاصة بالفتيات فحسب من أجل الطالبات من المجتمعات المحافظة.
وتحدّث طُلاب ساهموا في الترشيحات بمدرسة ألبرتون عن تفاني أندريا وقدرتها على إلهام الإمكانات في طلابها وفي مجتمعها المحلّي.
وفي العام الماضي، فازت المعلمة الكندية ماغي ماكدونيل بالجائزة نظير عملها مع طلاب من السكان الأصليين في قرية سالويت النائية والمعزولة والواقعة شمال مقاطعة كيبيك الكندية.
وكان المتسابقون النهائيون بمنافسة هذا العام من أستراليا، وبلجيكا، والبرازيل، وكولومبيا، والنرويج، والفلبين، وجنوب إفريقيا، وتركيا، والولايات المتحدة.