اكتشف علماء الآثار مقبرة عمرها 3400 سنة، تحوي رفات أكثر من 12 مومياء محتملة في جزيرة ساي، على ضفاف نهر النيل شمالي السودان في العام 2015.
لكن فريق مشروع AcrossBorders للبحوث الأثرية لم ينته من كامل الحفر بالموقع حتى عام 2017.
ويقع الموقع في جزء من أرض النوبة، إذ كان المصريون القدماء يبنون المستوطنات والتحصينات في جميع أنحاء النوبة، بما في ذلك في جزيرة ساي، التي كانت بها مستوطنة ومنجم للذهب.
ويبدو أن المقبرة، التي تحتوي على عدة غرف، تحمل بقايا المصريين الذين عاشوا في تلك المستوطنة أو بالقرب منها وعملوا في إنتاج الذهب.
إذ تشمل القطع الأثرية الموجودة في المقبرة جعارين (كان الجعران يستخدم كتميمة على نطاق واسع في مصر)، وأوعية من الفخار، وخاتماً من الذهب، وبقايا الأقنعة الجنائزية الذهبية التي يرتديها المتوفى.
وكذلك منحوتة صغيرة من الحجر تعرف باسم شابتي، إذ كان الفراعنة يعتقدون أن تماثيل الشابتي يمكن أن تقوم بعمل المتوفى بدلاً منهم في الآخرة.
فيما حملت بعض القطع الأثرية نقوشاً بالهيروغليفية المصرية، التي تكشف أن المقبرة كانت معدة أصلاً من أجل رجل يُدعى خنوموس، الذي كان "عامل الذهب الرئيسي"، وقد تم العثور على رفاته المحنطة إلى جانب رفات امرأة قد تكون زوجته.
أما باقي الأشخاص الذين عُثر عليهم في المقبرة، فيعتقد الباحثون أنهم من أقارب خنوموس.
ويعتزم الباحثون إجراء تحاليل الحمض النووي للرفات، فيما أكدت جوليا بودكا، أستاذة الآثار المصرية وتاريخ الفن، في جامعة لودفيغ-ماكسيميليانز بميونيخ، وجود عينات بالفعل في قسم علم الوراثة الأثرية في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في جينا بألمانيا، بحسب ما نقله موقع Live Science العلمي.
لكنهم غير متأكدين من عدد الجثث المحنطة، إذ إن العديد من التوابيت غير محفوظة بشكل جيد، بالإضافة إلى أن بعض الجثث لم تحفظ في توابيت، وتقول بودكا: "يظهر من الوضع وأيضا من آثار القار أن ثمّة نوع من التحنيط قد تم لجميع الأشخاص في المقبرة الذين وُضعوا في توابيت خشبية". والقار هو نوع من النفط الذي استخدمه المصريون القدماء في بعض الأحيان في عملية التحنيط.
وكانت وزارة الآثار المصرية قد أعلنت، أواخر مايو/أيار الماضي، عن العثور على 17 مومياء غير ملكية في سراديب مقبرة في محافظة المنيا، إلى الجنوب من القاهرة.
فيما أكد وزير الآثار المصري، خالد العناني، في مؤتمر صحفي عُقد في موقع الاكتشافات الأثرية، حينها أنهم اكتشفوا أول جبانة آدمية في مصر الوسطى، تضم هذا العدد الكبير من المومياوات، ولفت إلى عثورهم على عدد من الاكتشافات الأثرية في الشهور الثلاثة الأولى من عام 2017، من بينها تمثالَا المطرية، و20 مقبرة في مناطق أثرية مختلفة.
إذ أعلنت وزارة الآثار في وقتٍ سابق، في منتصف أبريل/نيسان، عن اكتشاف مقبرة تعود لعصر الأسرة الـ18 في مقابر النبلاء بمنطقة ذراع أبو النجا غربي الأقصر، فيما عُثر بداخلها على 1050 تمثالاً، بالإضافة إلى توابيت وماسكات بألوان زاهية، وفي حالة جيدة.