يد مقطوعة مقابل كل رصاصة في الكونغو وحفلة “خازوق” دراكولا رومانيا ..قائمة بفظائع تكتم عليها التاريخ

لا يخلو تاريخ الإنسانية من قصص جرائم في منتهى القسوة والبشاعة غابت، في أغلب الأحيان، عن كتب المؤرخين منها ما وقع لشعوب رزحت تحت الاستعمار ومنها قام به حكّام دمويون بدافع الانتقام، ومنها ما نفذه إنسان عاش لسنواتٍ طويلة دون أن يؤذي أحداً ليرتكب بعدها مجزرة بدم بارد في لحظة جنون.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/02 الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/02 الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش

لا يخلو تاريخ الإنسانية من قصص جرائم في منتهى القسوة والبشاعة غابت، في أغلب الأحيان، عن كتب المؤرخين منها ما وقع لشعوب رزحت تحت الاستعمار ومنها قام به حكّام دمويون بدافع الانتقام، ومنها ما نفذه إنسان عاش لسنواتٍ طويلة دون أن يؤذي أحداً ليرتكب بعدها مجزرة بدم بارد في لحظة جنون.

موقع Hitek الفرنسي نشر تقريراً ألقى الضوء على أفظع الجرائم التي ارتكبها الإنسان في حق أخيه، والتي لم نسمع عنها قبل الآن.

مجزرة مدرسة "باث في الولايات المتحدة



"لا يولد المرء مجرماً؛ بل يصبح كذلك فيما بعد"

عبارة وصف بها نفسه منفذ ثالث أسوأ جريمة في تاريخ الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول وتفجيرات أوكلاهوما.

في صبيحة يوم ربيعي من شهر مايو/آيار من عام 1927 أقدم مزارع أميركي يبلغ من العمر 55 عاماً ويدعى "أندرو كيهو"، على تفجير مدرسة معظم طلابها من فقراء ولاية ميتشغان كانت قد بنيت بأمر من السلطات بالقرب من مزرعته.

تفجيرها أودى بحياة 45 شخصاً، من بينهم 38 طفلاً تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة، استمرت مراسم دفنهم أسبوعاً.

وُجدت لافتة في مكان المجزرة، كتب عليها الجاني: "لا يولد المرء مجرماً؛ بل يصبح كذلك فيما بعد" وسرعان ما اكتشف المحققون أن كيهو استهدف هذه المدرسة؛ نظراً إلى أنها ترمز إلى فشل السياسة المُتبعَة في إدارة المدينة.

فضلاً عن ذلك، اعتبر كيهو المدرسة السبب الرئيسي لغرقه في الديون، كما أنه كان قد سئم من دفع أموال الضرائب التي تسمح بتمويل المدارس العمومية وهو الأمر الذي أصابه بالجنون .

وفي إطار تنفيذ خطته، قام كيهو بوضع نحو 200 كيلوغرام من الديناميت في الطابق الأرضي للمدرسة، وكان الوحيد الذي يملك مفاتيحها باعتباره وصياً على ممتلكاتها، وفي أعقاب الانفجار، أقدم الرجل على الانتحار بالقرب منها حين قام بتفجير نفسه داخل شاحنته. وقُبيل وضع حدّ لحياته، فجّر كيهو مزرعته باستخدام مئات الكيلوغرامات من المتفجرات.

كما أن جثة زوجته المُحترقة، نيللي، وُجدت داخل عربة بالقرب من المنزل، حيث سحق جمجمتها وقطع ساقها.

قطع الأيدي في الكونغو البلجيكية


في إطار بسط سيطرته على أنشطة وثروات الكونغو، قام الملك "ليوبولد الثاني" الذي تولى حكم بلجيكا ما بين 1865 حتى 1909 بوضع نظام، كان الهولنديون يفرضونه آنذاك على سكان جزيرة جاوة الإندونيسية.

وتجدر الإشارة إلى أن جزءاً من ثروات الكونغو قد تم تخصيصها للملك، وذلك في أعقاب مؤتمر عقد في برلين سنة 1885.

تحت حكم البلجيكيين كان الكونغوليون مجبَرين على جمع مادتي المطاط والعاج، فضلاً عن توفير الغذاء للمستوطنين.

وتدريجياً، انتقل البلجيكيون إلى استخدام القوة لإحكام قبضتهم على شعب الكونغو، وذلك حين قام الملك بإنشاء جيش يتكون من السكان المحليين ويشرف عليه ضباط بلجيكيون.

لم يعتبر ليوبولد الثاني الأفارقة متساوون في الحقوق مع كل من كان أبيض البشرة، فكانوا لا يمثلون شيئًا إليه سوى عبيد له أن يستغلهم في تحصيل المطاط، سواء كانوا أطفالاً أو شيوخًا أو نساءً أو شبابًا، الكل سيعمل من أجل تجميع المطاط، والكل سينال العقاب ذاته إن لم يستطع تجميع حصته اليومية كاملة، فقطع الأيدي ينتظره، إن لم يكن الموت.

وعلى الرغم من تنديد المبشرين المسيحيين المعارضين بالأساليب المستخدمة من قِبل المحتل البلجيكي، والتي وصفوها بالوحشية والبربرية، فإن أصواتهم تم تجاهلها.
في الأثناء، أصدر "روجر كيسمانت"، القنصل البريطاني لدى دولة الكونغو الحرة، "تقرير كيسمانت"، الذي كشف من خلاله للعالم أجمع عن الفظائع التي تم ارتكابها في حق الرجال، والنساء، والأطفال، والعجزة الكونغوليين. وفي هذا الإطار، مثّلت سياسة "اليد المقطوعة" إحدى الممارسات الشنيعة التي قام بها البلجيكيون في ذلك الوقت.

كما تم تكليف بعض ذوي الشان من الكونغوليين، من قِبل مسؤوليهم البيض، بتحصيل حصص المطاط التي جمعها المحليون.

فضلاً عن ذلك، تلقوا أوامر بجلب يد مبتورة مقابل كل رصاصة قُتل بها مواطن محلي ، وذلك بهدف إثبات أن الرصاصة المستخدمة قد استُعملت للقتل وليس لأغراض أخرى مثل الصيد غير المشروع أو إعادة بيعها.

وعلى أثر صدور "تقرير كيسمانت"، شهد العالم حراكاً واسعاً من أجل وقف هذه الممارسة؛ ما دفع الملك إلى إرسال لجنة تحقيق مستقلة في المنطقة؛ لمواجهة موجة الغضب العارمة، التي أثبتت صحة ما جاء في التقرير. ونظراً لهذا الاستنتاج، وجد ليوبولد الثاني نفسه أمام خيار وحيد وهو تسريع عملية بيع الكونغو لبلجيكا، الأمر الذي كان من المقرر أن يتم عند وفاته.

في سنة 1908، أي بعد 4 سنوات من صدور التقرير، صوّتت بلجيكا لضم دولة الكونغو الحرة لتصبح بذلك مسؤولة عن إدارتها. والجدير بالذكر أن عدد الضحايا في تلك الفترة قُدّر بـ10 ملايين شخص.

أندرو جاكسون.. جامع أنوف الهنود



أندرو جاكسون، هو سابع رئيس للولايات المتحدة، وكان يحمل كرهاً لا يوصف تجاه الهنود السكان الأصليين للولايات المتحدة الأميركية، ويذكر عنه أنه لم يكن يتردد في مهاجمة معسكراتهم وتقتيل جميع الرجال، والنساء، والأطفال، وحتّى الرضع، وذلك بصفة ممنهجة ودون وازع أخلاقي.

لم يتوقف جاكسون عند ذلك الحد، حيث إنه أمر جنوده بانتزاع فروات رؤوس الهنود والاحتفاظ بها.

علاوة على ذلك، وبهدف عدّ ضحاياه، اعتاد أندرو جاكسون نزع أنوفهم، كما وُجدت أدلة على هذه الممارسة، حيث إن مجموعة من الجنود اكتشفت في أحد الأيام كومة مُؤلفة من 557 أنفاً.

الغزاة الإسبان واستخدام كلاب الصيد



خلال غزو القارة الأميركية، استخدم الإسبان كلاب الصيد المخيفة من أجل مطاردة الهنود، التي كان أشهرها كلب يُدعى "برثريلو" أو "العجل الصغير".

وقد تم تدريب هذه الحيوانات للهجوم على الهنود وتقتيلهم، وكان المستكشف "فرانثيسكو بيثارو" كان المسؤول عن هذا الأمر.

في الحقيقة، كان برثريلو الشهير يقوم بالهجوم على الهنود في منطقة الذراع، وفي حال مقاومتهم، يقوم الكلب بعض رقابهم إلى أن يقضي عليهم. وقد تم قتل هذا الكلب بواسطة سهم مسموم خلال إحدى المعارك.

فلاد الثالث " صاحب التعذيب بالخازوق "



قد يكون الأمير "فلاد الثالث" أمير "ولاكيا" المعروفة في التاريخ الحديث باسم رومانيا، والذي عرف أيضاً بلقب دراكيولا لبطشه، أحد أسوأ الرجال الذين عرفتهم البشرية على الإطلاق.

ذلك أنه قد توّلى العرش بعد 10 سنوات من اغتيال والده وشقيقه، وقد كان هدفه الوحيد آنذاك، يتمثل في الانتقام ممن تسببوا في اغتيالهما.

وفي عيد الفصح سنة 1457، قام فلاد الثالث بدعوة النبلاء، والأرستقراطيين الأرثدوكس، الذين شاركوا في المؤامرة، إلى قلعة "ترجوفيشت"، بهدف الاحتفال "بقيامة المسيح".

وعلى الرغم من أن الحدث سار على أكمل وجه، حيث إن جميع المدعوين انغمسوا في الأكل والرقص، فإن فلاد الثالث التزم الصمت بشكل مثير للريبة، إلى أن أمر العشرات من حراسه، في حركة سريّة، بتطويق القاعة.

حينها، أعلن فلاد الثالث عن مغزى الاحتفال، في إشارة منه إلى أن زعيم كل أسرة سيدفع ثمن خيانته التي ارتكبها قبل 10 سنوات، وذلك من خلال التعرض للتعذيب عن طريق الخازوق.

التعذيب بالخازوق يتمثل في طرح الشخص أرضاً، ومن ثم يبدأ الجلاد في إدخال الوتد عبر فتحة الشرج ببطء شديد، مستخدماً في ذلك مطرقة خشبية. فضلاً عن ذلك، يحرص الجلاد على عدم استخدام الشدّة خلال هذه العملية؛ لتجنّب قتل الضحية مباشرة.

ومن ثم، يقع إدخال الوتد شيئاً فشيئاً، إلى أن يتم إخراجه من جهة الصدر، أو الكتف، أو الحلق. وما إن يخرج الوتد بشكل تام، حتّى يتم غرسه بشكل عمودي في الأرض.

وفي أعقاب عرض جميع زعماء الأسر على أسوار المدينة، بعد تعرّضهم للخازوق، لم يترك الأمير بقية أفراد العائلات، إذ قادهم جنوده في مسيرة على امتداد مئات الكيلومترات عبر ممرات وعرة.

ونتيجة لذلك، مات الأطفال والنسوة والعجزة بسبب الإرهاق، أما الناجون الذين نجحوا في الوصول إلى نقطة النهاية، فقد أُجبروا على بناء قلعة استمر إنشائها سنوات عديدة.

علامات: