لا تزال أعمال الكاتب الإنكليزي الراحل "تشارلز ديكنز"، تتمتع بشعبية كبيرة وسط القراء، رغم السنوات الكثيرة التي مرت على وفاته؛ نظراً لما تتميز به من أسلوب مشوق مليء بالإنسانية، وحس الدعابة.
وعلى الرغم من هذه الشعبية الجارفة التي يتمتع بها "ديكنز" حتى الآن، فإننا ما زلنا نكتشف بعض الحقائق الخفية التي لم نكن نعرفها عنه من قبل، والتي تصف لنا حياته السرية الغائبة عن قرَّائه.
فيما يلي نتعرف على بعض هذه الأسرار:
1- دعا إلى إبادة الهنود
بدأ الهنود أولى انتفاضتهم لمناهضة الاحتلال البريطاني عام 1857، وفي هذه الأثناء كانت الصحف الانكليزية تُظهر الهنود على أنهم مجموعة من المتمردين الغوغاء، عن طريق نشر قصص عن مقتل مواطنين أبرياء إنكليز على أيدي المتمردين.
ويبدو أن ذلك قد أثّر على وجهة نظر الكاتب الإنكليزي، ففي هذا التوقيت وُجد في أحد خطاباته التي كتبها لصديقته "أنجيلا بوردت كوتس"، عبارة يقول فيها: "أتمنى لو أنني قائد في الجيش الإنكليزي بالهند، كنت سأقوم فوراً بإبادة هؤلاء الغوغاء".
2- كان يعتقد بدور التنويم المغناطيسي في شفاء البشر
كان "تشارلز ديكنز"، يقوم بتجارب التنويم المغناطيسي على المقربين له؛ وذلك بسبب جلساته الكثيرة مع أحد أكبر المنومين المغناطيسيين في عهده، "د.إليوتسون"، ووصل الأمر به أنه قام بتجربة هذه الجلسات على أحد أصدقائه عندما كان مريضاً.
وقد زاد اعتقاد "ديكنز"، بالتنويم المغناطيسي عندما شُفي صديقه بعدها، ما جعله يعتقد جدوى التنويم المغناطيسي في علاج الكثير من الأمراض.
3- استعرض مهاراته في الألعاب السحرية أمام الجمهور
في عام 1849، أُقيم عرض للألعاب السحرية للجمهور، على أحد المسارح، دون أن يعرف الجمهور من قبلُ أن الساحر هو الكاتب الكبير "تشارلز ديكنز"، وقد كان العرض ناجحاً، فقد استطاع أن يحرق الأوراق ويعيدها، ويُخرج الأشياء من تحت قبعات النبلاء كما يفعل السحرة بنجاح.
4- اتُهم بإقامة علاقة غير شرعية مع أخت زوجته
كانت في حياة "ديكنز" امرأة قد ثارت حولها الأقاويل، وهذه المرأة هي "جورجينا"، أخت زوجته، والتي كانت تعيش مع "ديكنز"، وأسرته وتقوم برعايته مثل مربية المنزل، وترفض عروض الزواج.
البعض أثار الأقاويل بأنها على علاقة به، وأن أبناءه هم أبناؤها، وليسوا أبناء أختها التي هي زوجته، وقد اضطرت هذه الإشاعات "ديكنز" إلى أن يُخضع "جورجينا"، لكشوف العذرية وينشرها للجميع لتبرئة سمعته.
5- ارتبط بعلاقة غرامية بممثلة شابة وهو متزوج
لم تكن أقاويل علاقة "ديكنز" بـ"جورجينا"، هي آخر أقاويل علاقاته الغرامية، فقد أثيرت الكثير من الحكايات عن علاقته بممثلة شابة تدعى "إيلين ترنان".
كانت إيليان في الثامنة عشرة من عمرها، وتصغره بسبعة وعشرين عاماً، وكان "ديكنز" يحبها بعد احتدام العلاقة بينه وبين زوجته "كاثرين"، وتعمد إخفاءها عن العامة؛ خوفاً على سمعته، وقد استمرت هذه العلاقة 13 عاماً، وانتهت بموته عام 1870.
6- زار آخر رجلين أُعدما في بريطانيا لاتهامهما بالمثلية الجنسية
كان "جيمس برات"، و"جون سميث" آخر رجلين أُعدما بتهمة المثلية الجنسية في بريطانيا عام 1835، وقد زارهما "تشارلز ديكنز"، في محبسهما قبل تنفيذ حكم الإعدام عليهما، رغم تصريحاته بإدانتهما، ولكنه كان يريد سماع قصتهما؛ بحثاً عن الإلهام لأعماله الأدبية القادمة.
7- أبعد أبناءه عن والدتهم بعد خلافاتهما الكثيرة
يحكي أصدقاء "ديكنز" عن علاقته بزوجته "كاثرين"، أنه لم يكن زوجاً مثالياً؛ بل على العكس، فعندما صارت قصة علاقته بـ"إيلين"، واقعاً، واتفق الزوجان على الانفصال غير المعلن، وأخرج "ديكنز" زوجته من المنزل، وأبقى على 8 من أطفاله العشرة، وأبعدها عنهم، ولكن اثنين منهم فضلا الرحيل مع أمهما.
عائلة تشارلز ديكنز
8- أخفى عن الناس بطولته في إنقاذ أرواح ركاب أحد القطارات
قام "ديكنز" ببطولة استثنائية أثناء وجوده في قطار عام 1865، وذلك عندما سقطت 7 عربات من أصل 8 من فوق جسر، فتسلق الجسر، وحرر العالقين في العربة وحده، وأنقذ حياتهم، وساعد الجرحى في تضميد جراحهم، والبحث عن ذويهم، ولكنه أخفى هذه البطولة خوفاً على سمعته؛ نظراً لأن عشيقته "إيلين"، كانت بصحبته في هذه الرحلة.
9- تظاهر بقتل امرأة بغرض المزاح
كان "ديكنز" غريب الأطوار في مزاحه، حتى إنه قد يتمادى في المزاح بالشكل الذي يؤذي الشخص الذي أمامه، ففي إحدى المرات عندما كان على شاطئ بحيرة هو وزوجته، تظاهر أنه على علاقة غرامية بإحدى السيدات الجالسات على البحيرة، وجذبها من يدها حتى أنزلها في البحيرة، صائحاً أنهما سوف يغوصان في البحيرة حتى يموتا معاً.
فما كان من زوجته التي كانت على علم بطباعه الغريبة إلا أن حاولت الصراخ فيه حتى يتوقف، ولكن بعد أن ارتعدت السيدة؛ ظناً منها أنها على وشك الموت.
10- جادل من أجل إثبات نظرية الاحتراق الذاتي للإنسان
تناول "ديكنز" في روايته "المنزل الأسود"، عام 1852، ظاهرة علمية لم يتعرف العلم على أسبابها حتى الآن؛ وهي ظاهرة "الاحتراق الذاتي للإنسان"، وتنطوي الظاهرة على أن الإنسان قد يتناول الكثير من الكحول، أو الدهون، أو بعض المواد الأخرى التي تجعله فجأة قد يحترق داخلياً، ثم يُحرق جسده كله، ويحدث ذلك كله دون أن يوجد مصدر خارجي للاشتعال.
وقد حدثت عدة حالات بهذا الوصف في العصر الحديث، والقديم، ولكن في عام 1852 أقيم جدال كبير حول صحة هذه الظاهرة من عدمها بسبب رواية "تشارلز ديكنز"، والذي دافع عن حقيقة وجودها باستماتة تستحق الذكر.
