لطالما كانت الصدف أمراً غامضاً ربطه البعض بالحظ، وآخرون بالقدر، وهناك من ابتعد عن الغيبيات واكتفى باعتبارها احتمالات رياضية تقبل الشرح وقابلة للحدوث.
وفي تقريرنا، نتطرق إلى مجموعة مصادفات غريبة أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة، ولولا وجود أدلة على حقيقتها، لما ترددنا وهلة في تكذيبها، ساخرين من سذاجتها.
التنبؤ بغرق سفينة تايتانيك قبل 14 سنة من حدوثه
في أثناء كتابته رواية Futility التي نُشرت سنة 1898، لم يكن الكاتب الأميركي مورغان روبيرتسون يتوقع أن الأحداث والوقائع التي كتبها من وحي خياله ستتحقق بشكلٍ يثير الاستغراب. وبعد 14 سنة من كتابته الرواية التي تدور أحداثها حول سفينة تغرق بعد اصطدامها بجبل جليدي في القطب الشمالي، حدث ذلك عام 1912 عندما غرقت سفينة تايتانيك بالطريقة نفسها.
إلا أن غرابة التشابه لا تنحصر فقط في كيفية غرق السفينة؛ بل في عدة عناصر أخرى، نذكر منها اسم السفينة في الرواية؛ Titan، وحملها وصف "السفينة التي لا تغرق"، وهو الوصف نفسه الذي تم إطلاقه على سفينة تايتانيك لاحقاً، بالإضافة إلى احتواء السفينتين على الحد الأدنى فقط من عدد قوارب النجاة الذي يفرضه القانون، على الرغم من حملهما آلاف الركاب، حيث كانت سفينة تايتان تحتوي على 24 قارب نجاة، وتحتوي سفينة تايتانيك على 20 قارباً فقط، علماً بأن السفينتين كانتا قادرتين على حمل ما يفوق 60 قارب نجاة، وكان عدد الركاب في سفينة تايتانيك يتجاوز 2200 راكب، بينما كان عدد ركاب تايتان هو 2500 راكب، وفي كلتا الحالتين غرق معظم الركاب.
بالإضافة إلى ما سبق، فقد غرقت السفينتان منتصف شهر أبريل/نيسان، وكانت سرعة كل منهما تفوق 20 عقدة.
لغز ولاية أوهايو الأميركية
تتميز ولاية أوهايو الأميركية عن غيرها من الولايات بالعدد الهائل من رواد الفضاء المنحدرين منها، إلى جانب الأخوين رايت، اللذين يعود لهما الفضل في صنع أول طائرة على الإطلاق سنة 1903، ولولاهما لما تمكن الناس من التحليق.
وبعد 59 سنة من اختراعهما، أعلنت الحكومة الأميركية أنها فتحت باب التسجيل لاختيار الأشخاص الذين سيتم إرسالهم إلى الفضاء، وبعد عدة اختبارات، تم اختيار جون غلين سنة 1962 ليكون أول أميركي يصعد إلى الفضاء على الإطلاق، وشاء القدر أن يكون بدوره منحدراً من أوهايو، وهو الأمر الذي ينطبق على أول أميركي يطأ سطح القمر، نيل أرمسترونغ.
كما يوجد 22 رائد فضاء ينحدرون من الولاية نفسها، وهي بالفعل مصادفة غريبة لدرجة أن وكالة ناسا خصصت على موقعها صفحة لأوهايو في الجزء الخاص بالسير الذاتية لرواد الفضاء.
الملك الإيطالي أمبرتو وشبيهه
في سنة 1900، مر الملك الإيطالي أمبرتو الأول مع حراسه على مطعم صغير بإحدى البلدات الصغيرة في إيطاليا، ليفاجأ بأن مالك المحل يشبهه كثيراً.
وبعد التحدث معه، اكتشف بعض الحقائق الغريبة لدرجة لا تُصدق، فصاحب المطعم يحمل اسم الملك نفسه، وقد وُلد في اليوم نفسه والسنة ذاتها 14 مارس/آذار 1844. كما تزوج بسيدة تحمل اسم مارغاريتا كاسم زوجته، ولديه ابن يسمى فيتوريو كاسم أحد أبنائه. وافتتح الرجل مطعمه في اليوم نفسه الذي تُوّج فيه أمبرتو الأول ملكاً على إيطاليا!
أما أغرب مصادفة في الموضوع كله، فكانت مقتل صاحب المطعم في حادث إطلاق رصاص، وبعد إبلاغ الملك بالحادثة توجه صوب الجنازة لحضورها، فتم قتله هو أيضاً بالرصاص!
الملك لويس السادس عشر ولعنة الرقم 21
عندما كان الملك الفرنسي لويس السادس عشر طفلاً، حذّره أحد المنجمين من اليوم 21 من كل شهر، ناصحاً إياه بألا يغيب عن حماية الحرس في هذا التاريخ بأي شكل، وقد استمر الملك مذعوراً من هذا التحذير طيلة حياته غير مدرك أن هذا الرقم سيأتي عليه فعلاً بويلات لم يكن يتخيلها.
ففي 21 يونيو/حزيران 1791، أُسر الملك وزوجته في أثناء هربهما من امتداد الثورة الفرنسية وغضب الثوار. وفي 21 سبتمبر/أيلول 1792، أُلغي النظام الملكي بفرنسا وتحولت إلى جمهورية. أما الأسوأ، فكان إعدام الملك في 21 يناير/كانون الثاني 1793.
إدغار آلان بو والمصادفة المخيفة
في سنة 1838، أصدر الكاتب إدغار آلان بو رواية تحمل اسم The Narrative of Arthur Gordon Pym of Nantucket، وتطرق في أحد أجزائها إلى قصة 4 أشخاص وجدوا أنفسهم، بعد حدوث عاصفة بحرية، تائهين داخل المحيط مدة طويلة نفدت خلالها كل مؤونتهم وكادوا يموتون جوعاً، ليكون قرارهم الأخير هو اختيار أحدهم وقتله والتهامه، ووقع الاختيار بعدها على فتى يُدعى ريتشارد باركر.
وتكررت هذه الأحداث في الواقع، بعد مرور 46 عاماً، عندما تاه قارب يُدعى the Mignonette وعلى متنه 4 أشخاص كادوا يموتون جوعاً، قبل اتفاقهم على قتل والتهام واحد منهم، والذي كان صبياً أيضاً يُدعى ريتشارد باركر.