تعتبر القصور شاهدةً على إرث من سكنها من قادة، وعلى ما جرى في جنباتها من تحديدٍ لمصائر الدول؛ هذا هو حال قصر "عابدين" وسط القاهرة الذي بُني في عهد الدولة العلوية الحاكمة لمصر، وتحديداً في العام 1863 بأمرٍ من الخديوي إسماعيل فور توليه الحكم.
فيما يلي 10 معلومات قد لا تعرفها عن القصر الأيقوني منذ قرار تشييده حتى آخر زواره من الرؤساء والملوك:
1- لماذا سمي "عابدين"؟
يرجع اسم القصر إلى عابدين بك، أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي. كان يمتلك قصراً صغيراً مكان القصر الحالي فاشتراه، إسماعيل وهدمه وضم إليه عدة ممتلكات حوله، واستمر الخديوي في شراء الأملاك المجاورة، وفي خلال 10 سنوات وصلت المساحة المخصصة لبناء القصر 24 فداناً.
2- صممه مهندسٌ فرنسي
صمّم القصر المهندس الفرنسي دي كوريل روسو، وبدأ بناؤه في العام 1863 ليستغرق 10 سنوات. افتُتح في العام 1874، وقُدرت تكلفة البناء بـ 100 ألف جنيه ذهبياً.
3- 500 غرفة في جنبات القصر
يحتوي قصر "عابدين" داخل جدرانه على 500 غرفة وجناح و5 متاحف، ويحتوي على طابقين يشتمل العلوي على السلملك والحرملك في مبنى واحد، وهو ما يُعد مخالفاً للتقاليد المعمول بها في مصر وإسطنبول آنذاك.
أما الطابق الأرضي فيضم مقر الحرس الخديوية ومكاتب التشريفة والمخازن والخدم، وتعتبر قاعة "محمد علي" من أكبر قاعات القصر وأفخمها، وأمامها مسرح يعد تحفة فنية لا مثيل لها في ذلك الوقت.
4- 3 زوجات تمتلكن القصر
بعد بناء القصر قرر الخديوي إسماعيل تمليكه إلى زوجاته الثلاث، هو وقصري الرملة والجيزة. وعند تولي الخديوي توفيق أصدر قانوناً رسمياً ينص على أن القصور الرسمية كلها ملكية منفردة لمصر، لتظل محلاً لإقامة الأسرة المالكة دون أن تكون ملكاً لها.
5- شهد على "الثورة العرابية"
ويبقى جوهرة القصور الملكية شاهداً على عدة أحداث تاريخية هامة، إذ وقف في ساحته أحمد عرابي في 9 سبتمبر/أيلول 1881 صائحاً في الخديوي توفيق ابن الخديوي إسماعيل بعدة مطالب للجيش والأمة فيما عُرف بالثورة العرابية.
وفي 4 فبراير/شباط 1942، شهد قصر "عابدين" حادثة تاريخية بدت مهينة لحاكم مصر؛ إذ تقدمت الدبابات البريطانية إلى ساحة القصر، لإصرار السفير البريطاني على تولي مصطفى النحاس رئاسة وزراء مصر، وخُيّر الملك فاروق بين تعيين النحاس أو التنازل على العرش، لكن فاروق اختار تعيين النحاس رئيساً للوزراء في مرسوم ملكي صدر في قصر عابدين.
6- 5 متاحف في أروقة القصر
يضم القصر حالياً 5 متاحف هي: متحف الأسلحة، ومتحف الأوسمة والنياشين، ومتحف الفضيات، ومتحف هدايا رئاسة الجمهورية، ومتحف الوثائق التاريخية.
رُبطت هذه المتاحف المتنوعة بخط زيارة واحد يمر من خلاله الزائر بحدائق القصر. وبعد قيام ثورة 26 يوليو/تموز في العام 1952، تم نقل إدارة متحف قصر عابدين إلي إدارة المتاحف بالقلعة، ثم أعيدت إدارته مرة أخرى إلى رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذي أمر بتجديده وترميمه.
متحف هدايا رئاسة الجمهورية يحمل اسماً آخر هو متحف السلام لعرضه مبايعات مرسلة للرئيس الأسبق حسني مـبارك مـن أفـراد ومنظمات بالجهات المختلفة من أنحاء الجمهورية كتبت تأييداً له لسياسة السلام التي يتبعها من أجل مصر ومنطقة الشرق الأوسط، ولذلك سمي هذا المتحف متحف السلام وفقاً للموقع الرسمي للهيئة العامة للاستعلامات في مصر.
7- متحف لهدايا الرئيس مبارك
ويعرض المتحف بعض الهدايا والمقتنيات التي تلقاها الرئيس السابق محمد حسني مبارك من الملوك ورؤساء الدول وكبار ضيوف الدولة، وكذلك الهدايا التي تلقاها في المناسبات الوطنية من جميع أجهزة الدولة، وعلى رأسها الاحتفالات بانتصار أكتوبر/تشرين الأول 1973، ويتكون من 3 أقسام: قسم لمقتنيات مبارك، وآخر لحرمه، وآخر لأسلحته.
8- سيف آخر ملوك مصر
ويضم متحف الأسلحة سيفاً نادراً مرصعاً بالأحجار الكريمة بأحجام مختلفة صنع في ألمانيا، وقد اشتراه الملك فاروق من أحد المزادات، ومجموعات رائعة من الأوسمة والنياشين والميداليات، كما يضم متحف الوثائق عدة وثائق تاريخية هامة من عهد محمد علي باشا وحتى الملك فاروق الأول آخر ملوك مصر.
9- ضريح "سيدي بدران"
وفي داخل القصر يوجد ضريح معروف باسم ضريح "سيدي بدارن"، وله باب على ساحة النافورة، وعند بناء القصر أمر الخديوي إسماعيل بالحفاظ على الضريح وإدخاله ضمن تصميمات القصر.
10- لا يزال مستخدماً في استقبال الضيوف
ومؤخراً استضاف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الرئيس الصيني في جولة داخل قصر عابدين في يناير/كانون الأول 2016، إلى جانب العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وأخيراً ملك البحرين حمد بن عيسى.