خلافاً للأنظمة التعليمية السائدة في المدارس والجامعات بالبلاد العربية القائمة على طرق تقليدية مثل الحفظ والتلقين، طرَح الكاتب والمبرمج سكوت يونغ (Scott Young) كتاباً جديداً لعملية تعليمية أكثر جودة ونفعا.
يطرح الكاتب من خلال كتاب "تعلم أكثر، أدرس أقل (Learn More, Study Less)"، أسلوباً مختلفاً يتعامل به الطلاب مع المناهج الدراسية حتى يحققوا الاستفادة القصوى.
التعلّم الشامل!
وأهم ما يميز الأسلوب الذي يسميه الكاتب "التعلم الشامل" (Holistic Learning)، هي قابليته للتطبيق حتى في ظل نظم التعليمية التقليدية التي تعتمد على الحفظ والتلقين؛ إذ إنه لا يحتاج إلى تغيير في هذه النظم، وإنما إلى تغيير في عقلية الطالب ورؤيته وتعامله مع المناهج التي يدرسها.
ويهتم أسلوب التعلم الشامل بتعويد الطالب على البحث عن مصادر المعلومات وربطها بالمعلومات الأخرى المشابهة، بل وربط المواد الدراسية المختلفة ببعضها البعض، نهايةً بتحويل المعلومات والمعارف المكتسبة خلال هذه العملية من مجرد إطار نظري إلى تطبيقات عملية.
وينقسم أسلوب التعلم الشامل، الذي بناه يونغ على تجربته الشخصية مع التعليم، إلى المراحل الخمس الآتية:
أولا: جمع المعلومات
وهي المرحلة التي يتم فيها تلقي المعلومات سواء عن طريق المحاضرات أو الكتاب المدرسي، والتي يعتبر الهدف الأساسي منها جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الهامة.
ثانياً: الاستيعاب
وهي المرحلة التي يبدأ فيها عقل الطالب معالجة المعلومات المستقبلة لمحاولة استيعابها كليا، وهي العملية التي تبدأ مع جمع المعلومات، لكنها قد تمتد لما بعد ذلك في حالة صعوبة هذه المعلومات. وتعتبر هذه المرحلة النقطة التي يتوقف عندها الطلاب الذين يستخدمون طرق الحفظ والتلقين في التعلم.
ثالثاً: الاستكشاف
وهي نقطة البداية الحقيقية لأسلوب التعلم الشامل، والتي يبدأ خلالها الطالب في تجاوز المعلومات التي قدمها الكتاب المدرسي أو المدرس، والتعمق في البحث عن جذور هذه المعلومات، وأي معلومات شبيهة أو ظواهر متعلقة، ويحاول ربط هذه المعلومات ببعضها عن طريق بناء علاقات وعقد مقارنات فيما بينها.
رابعاً: المراجعة
خلال هذه المرحلة يقوم الطالب بمراجعة العلاقات والروابط التي كونها بين المعلومات المختلفة ليتأكد من دقتها، ويعدلها أو يغيرها تماما في حال اكتشاف أي خلل.
خامساً: التطبيق
وتعتبر ثاني أهم مرحلة بعد الاستكشاف؛ حيث يبدأ الطالب خلالها في البحث عن سبل لتحويل المعرفة النظرية التي اكتسبها إلى تطبيق عملي.
تقنيات متعددة
ولا يتوقف الكتاب عند عرض منهج التعلم الشامل، بل يمتد لشرح بعض التقنيات المستخدمة في إطار هذا المنهج كالقراءة السريعة واستخدام الاستعارات والتشبيهات لتكوين علاقات بين المعلومات المختلفة.
وتهتم تقنية القراءة السريعة بتطوير قدرة الطالب على قراءة الكتب بسرعة أكبر دون فقد القدرة على استيعاب المواد المقدمة في هذه الكتب.
أما تقنية الاستعارة والتشبيه، فتعتمد على إيجاد تشابهات بين المعلومات الجديدة وصور ومعلومات وخبرات راسخة في عقل الطالب، وهو ما يعزز من استيعابه للمعلومة الجديدة ويرسخها في وعيه وذاكرته.
ويضم الكتاب عددا من التقنيات الأخرى، بالإضافة إلى تدريبات لتطوير قدرة الطالب على استخدام هذه التقنيات.
نصائح
وينهي سكوت يونغ كتابه ببعض النصائح العامة حول تنظيم الوقت، حتى يتمكن الطالب من الانتهاء من كافة مهامه الدراسية دون الحاجة إلى التخلي عن الأنشطة الترفيهية والاجتماعية.
وقد قام يونغ بتأليف هذا الكتاب في العام 2008، أثناء دراسته بالجامعة، بناءً على تجاربه الشخصية المختلفة، التي كان منها على سبيل المثال دراسة منهج علوم الحاسب بمعهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) بنفسه دون التسجيل أو حضور أي من المحاضرات بالمعهد.