احتفل الإيرانيون مساء الثلاثاء 15 مارس/آذار بعيد "چهار شنبه سوري" أو أربعاء سوري، عن طريق إشعال المفرقعات والألعاب النارية في الشوارع وأمام المنازل.
و"چهار شنبه سوري"، هو مهرجان تقليدي فارسي يقام في آخر أربعاء من السنة لوداع آخر شمس في السنة الفارسية، حيث يحتفل فيه الفرس داخل إيران وخارجها.
ويرتبط العيد بمعتقدات الفرس القديمة التي تعود إلى مرحلة ما قبل الإسلام، وهو ما يتبيّن أيضاً في احتفاء الأقليات الزرادشتية على مرّ التاريخ بهذا العيد، وحرصها على إقامة مراسمه بكل تفاصيلها.
لكن "أربعاء النار" هذا لم يعد اليوم مقتصراً على الزرادشتيين، بل اتخذ صبغةً وطنيةً وقوميةً تعدّت حاجز الدين والمذهب، بحسب د.أحمد موسى، خبير بالدراسات الإيراني وأستاذ بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديد.
وبحسب التقاليد الفارسية القديمة، يتم إشعال نيران كبيرة في الأربعاء الأخير من السنة، يُحتفظ بالنار متقدةً متوهجةً حتى تطلع شمس اليوم الموالي.
وخلال مدة اشتعال النار، يقفز الناس عليها ويطوفون من حولها وهم ينشدون أهازيج، ويرددون على الخصوص عبارة "زردى من از تو، سرخي تو از من (صفرتي إليك، وحمرتك إلي)"، اعتقاداً منهم أن هذا يطهر ويجدد الروح مع حلول للعام الجديد.
هذه الكلمات ترمز إلى مراسيم التطهير الدينية، كما تلخّص ذلك كلمة "سرخى" بمعنى "الحمرة".
بتعبير آخر، فإن الناس يسألون النار أن تُذهب عنهم جميع الأمراض والمشاكل والقلاقل (دلالة اللون الأصفر)، وأن تمنحهم بالمقابل الدفء والحرارة والقوة (دلالة اللون الأحمر).
ويعتقد بعض الباحثين إلى أن الاحتفاء بآخر يوم أربعاء في السنة جاء بعد الإسلام، لأن الأربعاء كان عند العرب يوم شؤم ونحس، كما يشير الجاحظ إلى ذلك في كتابه "المحاسن والأضداد"، لذلك أراد الفرس إقامة الاحتفال ليلة هذا اليوم حتى تبقى أحداث السنة الجديدة بمنأى عن النحس والشؤم.
وخلال السنوات الماضية، استغل الإيرانيون الحدث للاحتجاج عن الأوضاع السياسية والمعيشية بالبلاد، ما كان يسفر عن مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين.
وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أفتى عبر موقعه الرسمي بأن "الأربعاء الأحمر" ليس له أساس شرعي ومناسبة من المفترض تجنبها، بحسب موقع "عصر إيران".
العيد هذه السنة
وفي أعياد هذا العام، قُتل 3 أشخاص وأصيب 2500 آخرون بجروح متفاوتة، خلال الاحتفالات بالسنة الفارسية الجديدة وفق ما أعلنت خدمات الطوارئ.
ولم تقتصر الاحتفالات على فرس إيران، بل احتفل آخرون بالعيد أيضاً، ففي السويد أقيمت الحفلات في عدة مدن، حيث أقيمت حفلات غناء في وسط العاصمة استكهولم بمتنزه Kungsträdgården القريب من البرلمان، شارك فيها عدد من المطربين الإيرانيين وغير الإيرانيين.
وفي كندا، قام إيرانيون هناك بالاحتفال بالعيد من خلال إشعال النيران أمام البيوت، وكان من ضمنهم عائلة الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، والذي قام ابنه بنشر فيديو على صفحته على فيسبوك، يظهر فيه وهو يحتفل مع أمه وزوجته وأولاده.
چهارشنبه سوری جشن آتش افروزی، جشن مهر به همراه خانوادهThe Official Site of Reza Pahlavi Farah Pahlavi – فرح پهلوی
Posted by افق ایران Ofoghirantv on Tuesday, March 15, 2016