هل يمكن للمواطن المصري أن يتبرع بالثقافة؟
قد يبدو سؤالاً سهلاً، خصوصاً أن الشعب المصري لا يعرف سوى ثقافة التبرع بالمال أو الملابس القديمة أو التبرع لبناء جامع أو كنيسة.
لكن هذا السؤال أصبح مطروحاً حالياً في مركز "الهناجر" بدار الأوبرا المصرية، من خلال صندوق كبير، جذب أعين رواد المكان، مكتوب عليه "بنك الكتب" يطلب من المارين رسالة واضحة "تبرع بكتابك ليقرأه غيرك".
أحمد الفران، مدير تخطيط المشروعات بصندوق التنمية الثقافية، شاهد أثناء سفره في ألمانيا ما يعرف بالـ "Book Bank"، لذلك قرر تطبيق هذا المشروع في مصر، ولكن بعد دراسة الفكرة وتطويرها لتناسب المجتمع المصري، خاصة أن التبرع بالثقافة غير موجود في مصر.
بدأ الفران بعرض الفكرة على "محمد أبو سعدة" مدير صندوق التنمية الثقافية، التابع لوزارة الثقافة المصرية، الذي بدوره تحمس لها بشدة، لكن المشروع لم ير النور إلا بعد عام بسبب دراسة المشروع، والحصول على الموافقات الحكومية وتوفير الميزانية الخاصة به، خاصة إن بناء مكتبة في هذه الأيام أمر مكلف.
تعرضت الفكرة عند طرحها لانتقادات، أولها "فاشلة"، ولم يكن آخرها "الكتب ممكن تتسرق"، وكان الرد على الانتقاد الأول أن "ليس الهدف وضع كتاب في الصندوق فقط، ولكن الهدف ما بعد جمع الكُتب، حتى تأخذ طريقها لمن يستحقها ويستفيد منها"، وعن سرقة الكتب فإن الصندوق صمم بشكل قوى ومناسب لمنع سرقته أو كسره.
يستهدف "الفران" من خلال المشروع، أن يصبح لدى المواطن المصري العاشق للقراءة ثقافة نشر المعرفة من خلال التبرع بالكتب، حتى تصل لمن لديه شغف المعرفة وحب القراءة لكنهم لا يستطيعون شراء الكتب باهظة الثمن.
يوجد في مصر 700 مركز ثقافي تابع لوزارة الثقافة، سوف يتم من خلالها إيصال الكتب مجاناً إلى الفئات التي تستحقها، كما قال الفران لـ" عربي بوست" إن الصناديق لن تفتح إلا كل أول شهر لتجميع الكتب، ثم يتم تصنيفها وتوثيقها من خلال المتطوعين، حتى نستطيع تحديد الكتب الملائمة لكل منطقة، والهدف من ذلك ليس منع للثقافة ولكنه انتقاء، حتى لا يرفض سكان أي منطقة الكتب التى نحملها إليهم إذا رأوا كتباً لا توافق ثقافتهم.
وتفاعل رواد الفيسبوك بشكل إيجابي مع "البوست" الخاص بصورة صندوق الكتب، مع تلك المبادرة التى تعد الأولى من نوعها في مصر، طالب البعض في تعليقاتهم أن ينتشر بنك الكتب في كافة محافظات مصر، بجانب تعليقات تنوي المشاركة سواء بالتبرع أو بالعمل التطوعي لتوزيع ما سيتم تجميعه من بنك الكتب.
وانا بحضر حفلة في مسرح الهناجر خير اللهم اجعله خير لقيت دا .. بنك للكتاب .. بتسيب فيه الكتب اللي قريتها وصندوق التنمية …
Posted by Sameh Fayez on Thursday, November 26, 2015
من جانبه قال الفران لـ" عربي بوست" أنه سعيد بتفاعل الناس مع المشروع، خصوصاً عندما ذهب إلى الأوبرا وفتح الصندوق ووجد فيه الكتب التي كان يتوقعها، بالإضافة إلى أن جامعة الأهرام الكندية تواصلت معه لكي تضع صندوقين للكتب في حرم الجامعة، كما يستعد صندوق التنمية الثقافية للافتتاح الرسميى للمشروع في الفترة المقبلة.