قررت إيران الأربعاء 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، مقاطعة معرض فرانكفورت للكتاب في ألمانيا احتجاجا على دعوته الكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي سبق للجمهورية الإسلامية أن اهدرت دمه، كما أعلنت وزارة الثقافة الإيرانية.
ويقام هذا المعرض بين 14 و18 أكتوبر/ تشرين الأول ويعد من أهم معارض الكتاب في العالم.
وزارة الثقافة الإيرانية في بيان على موقعها الإلكتروني قالت إن "معرض فرانكفورت وبذريعة حرية التعبير دعا شخصا يمقته العالم الإسلامي ومنح سلمان رشدي، مؤلف كتاب التجديف "آيات شيطانية"، فرصة إلقاء كلمة".
وأكدت الوزارة أن إيران "تحتج بشدة" على دعوة رشدي إلى المعرض وقررت بالتالي "عدم المشاركة".
وكانت وزارة الثقافة الايرانية بعثت برسالة احتجاج إلى المعرض وهددت بمقاطعته إن لم يتراجع عن دعوة رشدي لحضوره، كما دعت إيران باقي الدول الإسلامية إلى أن تحذو حذوها.
وكان أمير مسعود شهرماني، رئيس قسم إيران في معرض فرانكفورت للكتاب بألمانيا، حث حكومة بلاده على عدم مقاطعة المعرض.
شهرماني، قال لوكالة أنباء "تسنيم" إن مقاطعة بلاده للحدث ستمنح رشدي الكاتب ذا الأصول الباكستانية والحاصل على الجنسية البريطانية، مزيداً من الدعاية، ولن تكون المقاطعة في صالح بلاده.
وكالة الأنباء الإيرانية نقلت عن مساعد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، عباس صالحي، قوله إن دعوة رشدي من قبل منظمي المهرجان لإلقاء كلمة في مراسم الافتتاح هو إجراء سياسي وغير ثقافي، مطالباً منظمي المهرجان بإلغاء مشاركة الكاتب في الحدث.
واعتبر الناشرون دعوة إدارة المعرض لمن وصفوه بـ"المرتد" بأنها "معادية للثقافة".
من جانبها، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن قرار المقاطعة في حال تم تنفيذه سيكون ضربة للناشرين الإيرانيين الذين كانت لهم مشاركة واسعة في معرض فرانكفورت العام السابق، وبلغ أعداد الناشرين الإيرانيين في العام الماضي، 282 ناشراً.
في المقابل، قال منظمو المعرض إن "سيرة سلمان رشدي الذاتية وعمله الأدبي يمنحانه صوتاً مؤثراً في النقاش العالمي حول حرية التعبير في النشر".
"آيات شيطانية" و"أطفال منتصف الليل"
سلمان رشدي كانت قد صدرت فتوى بإهدار دمه في عام 1989 من المرشد الأعلى الإيراني السابق، الخميني، إثر رواية "آيات شيطانية"، والتي حملت إساءة للدين الإسلامي.
وأثارت الفتوى الإيرانية وقتها ردود فعل عالمية غاضبة، وتسببت في قطع المملكة المتحدة لعلاقاتها مع إيران لسنوات.
وأبدت حكومة الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي في العام 1998 توجها بعدم تنفيذ هذه الفتوى.
لكن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي خلف الخميني أعاد التأكيد في العام 2005 على أن سلمان رشدي يستحق القتل.
وفي العام 2007 أكدت حكومة الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد على أن الفتوى ما زالت قائمة.
يذكر أن رواية الكاتب البريطاني التي جاءت تحت عنوان "أطفال منتصف الليل"، والتي كان رشدي قد نشرها قبل رواية "آيات شيطانية" كانت لاقت ترحيباً من الحكومة الإيرانية، وحازت النسخة المترجمة منها إلى اللغة الفارسية على لقب "كتاب العام" في إيران حينها.