محفوظ عبد الرحمن: الكتابة عن حاكم على قيد الحياة فتنة يجب تجنبها

ينطلق الكاتب المسرحي والسيناريست المصري محفوظ عبد الرحمن في أعماله المختلفة من المحبة ورصد الأثر الباقي فيفتح بابا على إنجازات شخصيات بارزة، لكنه يتجنب تماما الكتابة عن حاكم على قيد الحياة ويعتبر ذلك فتنة عليه أن يتجنبها.

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/28 الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/28 الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش

ينطلق الكاتب المسرحي والسيناريست المصري محفوظ عبد الرحمن في أعماله المختلفة من المحبة ورصد الأثر الباقي فيفتح بابا على إنجازات شخصيات بارزة، لكنه يتجنب تماما الكتابة عن حاكم على قيد الحياة ويعتبر ذلك فتنة عليه أن يتجنبها.

ويقول عبد الرحمن أنه من الضروري للكاتب أن تفصله عن السياسي مسافة كافية ليكون حرا.

عبد الرحمن، قال لرويترز، في مقابلة أمس الأحد 28 سبتمبر/ أيلول 2015، عشية ذكرى وفاة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر المتوفى في 28 سبتمبر/ أيلول 1970، إن "علاقة الكاتب بالسلطة فتنة" وإن المثقف ليس مضطرا لتقديم أي نوع من التنازل للسلطة فأمامه خيارات متعددة تجنبه "شبهة عدم الاستقلال" ليظل محتفظا بمصداقيته.

وكتب عبد الرحمن سيناريو فيلم (ناصر 56) الذي عرض عام 1996 ويتناول مقدمات تأميم عبد الناصر لشركة قناة السويس في 26 يوليو/ تموز 1956 وما ترتب عليه من نتائج سياسية وعسكرية أبرزها العدوان الثلاثي (البريطاني-الفرنسي-الإسرائيلي) على مصر، والذي انتهى بتتويج عبد الناصر رمزا للاستقلال في كثير من دول العالم الثالث الساعية للتحرر من الاستعمار الأوروبي.

وقال عبد الرحمن الذي تخرج في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة إنه استعرض القرن الـ20 ورأى أن أبرز رموزه في مصر هم عبد الناصر وأم كلثوم وسعد زغلول، وأنه كتب فيلم (ناصر 56) ولم يتوقع أن يتحمس أحد لإنتاجه لأنه بالأبيض والأسود، وتوقع أن يكون جمهوره ممن أدركوا عصر عبد الناصر ويشعرون بنوع من الحنين إليه.

وأضاف أنه فوجئ بنجاح الفيلم جماهيريا وأن دراسات سجلت أن 85 % من مشاهديه أقل من 25 عاما، وأن هذا النجاح امتد إلى خارج مصر أيضا.

وقال عبد الرحمن إن التجاوب مع الفيلم "يؤكد أن عبد الناصر زعيم حقيقي ينتمي إلى الناس وحاول أن يحقق أحلامهم لأن هذه الأحلام مستمرة ومتجددة، فضلا عن احساسه العالي بالكبرياء الوطنية التي لا يخطئها المشاهد."

وعرضت لعبد الرحمن في ليبيا والكويت وقطر ومصر مسرحيات منها (عريس لبنت السلطان) و(السلطان يلهو) و(الفخ) و(الحامي والحرامي) و(بلقيس) وهي آخر ما قدم على المسرح في القاهرة عام 2011.

كما كتب فيلم (حليم) الذي عرض عام 2006 وقبله المسلسل التلفزيوني (أم كلثوم) عام 1999.

وقال إنه "مفتون بأم كلثوم" وإنه يعنى بما تبقى من آثار تركها الرمز التاريخي بعد رحيله "لا يعنيني أن أم كلثوم تزوجت هذا أو ذاك، هذا أمر يشغل المعاصرين لها" وإن دلالة أم كلثوم أنها فلاحة وصلت إلى القمة اعتمادا على موهبتها.

وأضاف أن السياق العام حين أنتج مسلسل (أم كلثوم) كان يدعو كثيرا من الشبان إلى اليأس لانسداد الأفق "فأردت أن أقدم نموذجا استثنائيا يمتلك الموهبة والكبرياء والإصرار".

مستشهدا بلا مبالاة أم كلثوم بتحذيرات الكثيرين من غضب الملك السابق فاروق، الذي كرمها ومنحها وسام الكمال وبموجبه حازت لقب "صاحبة العصمة"، إذا غنت بيت أحمد شوقي:

"الاشتراكيون أنت إمامهم لولا دعاوى القوم والغلواء" في قصيدة (ولد الهدى) التي لحنها رياض السنباطي.

وحظي عبد الرحمن بتقدير كبير جسده تكريمه في العالم العربي وجوائز آخرها جائزة النيل في الفنون عام 2013 وهي أرفع الجوائز المصرية.

إلا أنه يرى أن الجائزة الكبرى للكاتب هي استقلاله عن أي سلطة وانحيازه للقيمة الجمالية والأخلاقية ووصول رسالته إلى جمهور لا يعرفه شخصيا حيث فوجئ حين حضر مهرجان دمشق للفنون المسرحية عام 1977 بحصول مسرحيته (حفلة على الخازوق) التي أخرجها الكويتي صقر الرشود على جائزة أفضل عرض وفي المهرجان نفسه فوجئ بحفاوة السوريين بمسلسل (سليمان الحلبي) الذي كتبه وأنتجه تلفزيون دبي عام 1976.

تحميل المزيد