في الوقت الذي تحظى فيه عالمات الفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها من العلوم التجريبية بشهرة واسعة، يهمل كثيرون العديد من العالمات والمخترعات اللاتي قدمن للبشرية اختراعات سهلت من الحياة اليومية، مثل ميليتا بنتز ستيفانيا كويليك وغيرهن.
مخترِعات ساهمت اكتشافاتهن في تحسين عالمنا
فيما يلي، نستعرض 5 مخترِعات ساهمن بتحسين عالمنا بطرق مختلفة:
ميليتا بنتز
قامت ربة المنزل الألمانية مليتا بنتز منذ أكثر من نحو 100 عام بثقب قاع وعاءٍ من النحاس الأصفر، وغطته بورق النشاف، بعد أن ربطت القهوة في كيس من القماش الصغير، ثم وضعته في وعاء، لتكون بذلك صانعة أول مُرشح فلتر قهوة.
وفي العام 1908، حصلت بنتز على براءة اختراع، لتأسس شركتها الخاصة والتي لا تزال قائمة حتى اللحظة.
وبعد قرن من الزمن، لا زلنا نستخدم نسخةً مطورةً من تصميم مليتا، والمتمثل بفلاتر القهوة التي لا تذوب في الماء لأنها تتحمل الرطوبة والبلل، وذلك بسبب الألياف التي تصنع منها.
ماري كوري
عالمة فيزيائية وكيميائية من بولندا، رائدة في مجال النشاط الإشعاعي، وهي الوحيدة التي حصلت على جائزة "نوبل" في اختصاصين مختلفين من العلوم.
وكانت كوري أول سيدة تقوم بالتدريس في جامعة باريس، قبل أن تؤسس معاهد "كوري" في فرنسا وبولندا.
من أهم إنجازاتها إنشاء نظرية النشاط الإشعاعي، وهو المصطلح الذي قامت بصياغته، ووضعت تقنيات لعزل النظائر المُشعة، واكتشافها لاثنين من العناصر الكيميائية الراديوم والبولونيوم.
وقد قامت برعاية أولى الدراسات في العالم التي أجريت لعلاج السرطان باستخدام النظائر المُشعة.
ستيفانيا كويليك
بعد فترة من تخرجها من جامعة كارنيجي ميلن في بيتسبرغ، عملت ستيفاني كويليك في شركة "دوبونت" الكيميائية لمدة 40 عاماً، فقامت باختراع ألياف الكيفلر التي تستخدم في تصنيع السترات الواقية من الرصاص عام 1966، والتي تتميز بقوة مقاومتها وصغر وزنها إذ إن المادة أقوى من الفولاذ بخمس مرات.
والطريف أن هذا الاختراع جاء بمحض الصدفة، فتم اكتشافه أثناء عمل كويليك على اختراع مادة مساعدة لدعم إطارات السيارات لتصبح أخف.
واستخدمت المادة بعدئذٍ في عدد من الصناعات، مثل كابلات الجسور المعلقة، والخوذ، والفرامل، والزلاجات، ومعدات التخييم، وحازت كويليك بعدها 28 براءة اختراع خلال 40 عاماً من البحث العلمي وتعتبر من أهم العقول في العالم.
مارغريت نايت
أدركت مارغريت نايت المولودة من عائلة فقيرة في ماين الألمانية، والتي تعمل في شركة محلية لصناعة الأكياس الورقية أن الأكياس التي تصنَّع بشكل مسطح يشبه شكل المغلفات ستصبح أكثر فائدة لو أن قاعدتها مسطحة أيضاً.
وفي اليوم ذاته، استقالت من عملها وأسست شركة الأكياس الورقية الشرقية عام 1870 مبتكرةً آلات تستطيع أن تقص وتجمع وتلصق الورق، وتجعله يتخذ شكل كيس قاعدته مسطحة.
تبين أن هذه الأكياس هي أفضل بكثير في ما يتعلق بحمل البقالة، وسرعان ما انتشرت الآلة التي ابتكرتها نايت في أرجاء العالم.
جوزفين كوشران
يعد غسل الصحون كابوساً لمعظم النساء، وخاصة لزوجة الرجل السياسي جوزفين كوشران.
ففي العام 1886، كانت تقيم حفلة عشاء في منزلها في شيلبيفيل في ولاية ايلينوي الأميركية، بعد انتهاء الحفلة وغسل الصحون والأطباق تناهى إلى مسامعها بعض الأحاديث التي تجاذبتها خادماتها وأدركت أن بعض أواني الخزف الصيني التي تملكها قد انكسرت.
ولشدة ضيقها وانزعاجها، عزمت هذه المرأة الغاضبة على عدم السماح لخادماتها بالقيام بمهمة غسل الصحون، فبعد حصولها على مساعدة من أحد المهندسين، قاست كوشران حجم أوانيها المصنوعة من الخزف الصيني ومدت أسلاكاً لتتمكن من وضعها عليها وابتكرت طريقة تستطيع من خلالها غسل الأطباق وهي موضوعة على الأسلاك بعد نقل المياه الساخنة إليها بواسطة مضخة ثم تركها بعض الوقت لتجف.
روَّجت كوشران لفكرتها بفخر في الفنادق والمطاعم الكبرى خلال المعرض الكولومبي العالمي عام 1893، وهو حدث يعرض ألمع الأفكار في الاقتصاد الأميركي الناشئ.
توفيت عام 1913 ومنذ ذلك الحين أصبح ابتكارها اللامع شائع الاستعمال في معظم المنازل.