بعد زيارتي لمعرض الكتاب في جدة، وهي تقريباً المرة الأولى التي أزور فيه معرضاً للكتاب بهذا الحجم، ولعدم استفادتي من المعرض بالقدر الذي كنت آمله، أحببت أن أنبه نفسي لبعض الأمور حتى تعظم الفائدة من أي معرض قادم.
أشارككم إياها ربما تفيد بعضكم..
– لا تذهب للمعرض قبل أن تُعدّ قائمة بأسماء الكتب التي تريدها أو التي نُصحت بها وترغب بالاطلاع عليها، حتى لو كانت هذه القائمة لا تحتوي إلا على ثلاثة أو أربعة كتب. المكان كبير ودور النشر كثيرة جداً.. حتماً ستشعر بالدوران! ووفرة الخيارات -ولو كانت جيدة- لن تجعل اتخاذ قرارك بالأمر السهل.
– لمعرفة الجديد وزيادة الاطلاع.. خذ جولة لكن بعد الانتهاء من البحث عن الكتب في قائمتك.
– لا يغرنّك ازدحام الناس على بعض دور النشر خصوصاً المشهورة.. لن يكون هذا التجمّع في الأغلب إلا على شراء الروايات الجديدة ذات الأغلفة الخارجية الجذّابة والمخيبة للآمال من الداخل.
وهذا للأسف ستشاهده كثيراً، وتلحظه بين فئة الشباب بل ومنهم من (يدق سلف سيارته) ويقطع مئات الكيلو مترات وينفق مئات الريالات من أجل أن يملأ حقيبةَ سفر بالروايات..
"وبعدين يقول لك والله وجبة ثقافية دسمة!"..
لستُ أدّعي أني لا أقرأ الروايات ولا أدّعي أن فيها حُرمة، لكني لن أنفق ريالا واحداً -وأنا الحضرمي أباً عن جد- من أجل صفحات بلا فكرة واضحة أو فائدة جليّة أو حوارات هادفة، إنما كُتبت حشواً ورصفاً للكلمات.
– حاول دائماً أن تتذكر هدفك من القراءة والمجال الذي تحب أن تقرأ فيه، ومعارض الكتاب فرصة ممتازة جداً لمعرفة المزيد والجديد في هذا المجال تحديداً. والكتب الأخرى التي تكون بغرض الترفيه أو المتعة ستجدها في أي وقت وفي أماكن أخرى.
– لا تُشغلك متعة الاطلاع عن الصلاة فتتأخر عنها.
وبالمناسبة، إن رأيت رجال الهيئة -وهم ضمن فريق المنظمين للمعرض- فلا تخف! لن يخرجوك بالقوّة لتأدية الصلاة ولكنهم -ومعهم أيضاً الأعضاء المنظمون من غير الهيئة- يُلزمون الباعة بعدم البيع وقت الصلاة، فلا تحرج نفسك والباعة بالسؤال عن الأسعار في هذا الوقت.
– توقيع الكتاب من كاتبه فرصة حسنة ليقوى ارتباطك بالكتاب وأفكاره، خصوصاً وأنت تستطيع الآن التواصل ومناقشة بعض الكتّاب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.