أعلنت كتائب القسام، عبر فيديو جديد نشره الإعلام العسكري، عن استخدامها بندقية القنص الخاصة، التي تحمل اسم الشهيد القسامي عدنان الغول، وذلك في عمليات عديدة ضد العشرات من جنود الاحتلال في محاور عدة داخل قطاع غزة.
وقد كشفت القسام عن مشاهد تصنيع هذه البندقية داخل ورش خاصة، والتي يتم تصنيعها من البداية محلياً، وهي من عيار 14.5 ملم، ويصل مداها القاتل إلى 2 كلم، ويزيد طولها عن المتر ونصف المتر.
وبعد انتشار هذا الفيديو، عاد اسم عدنان الغول إلى الواجهة من جديد، وهو الذي تم اغتياله سنة 2004، عن عمر يناهز 46 سنة، بعد أن كان مركز استهداف قوات الاحتلال لسنوات طوال، كونه قائد تصنيع الأسلحة الفتاكة في كتائب القسام، والتي خلقت نقطة تحول في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
من هو عدنان الغول؟
ولد عدنان الغول، واسمه الحقيقي يحيى محمود جابر الغول، في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وذلك يوم 24 يوليو/تموز سنة 1958، وقد كان أصغر إخوته.
وقد ولد الغول في عائلة تم تهجيرها قسراً من قرية "هربيا" التابعة لقضاء المجدل، وذلك سنة 1948، خلال أحداث النكبة.
درس جزءاً من المرحلة الابتدائية في مخيم الشاطئ، ثم أكمل تعليمه بمخيم النصيرات بعد انتقال عائلته إلى بلدة "المغراقة" وسط قطاع غزة.
انتقل عدنان الغول إلى إسبانيا سنة 1979، بعد وفاة والده، وذلك من أجل دراسة تخصص الكيمياء هناك، لكنه لم يقضِ هناك مدة طويلة، إذ عاد بعد شهرين فقط إلى غزة، حيث تزوج وأنجب 4 أبناء.
عدنان الغول وصناعة الأسلحة القسامية
كانت بداية الغول في المقاومة قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، بعد أن شكل مجموعة عسكرية نفذت عمليات طعن ضد جنود الاحتلال.
إلا أنه بعد إلقاء القبض على أحد أفراد هذه المجموعة العسكرية، انكشف أمرها، الشيء الذي جعل الغول يقرر السفر خارج الأراضي الفلسطينية.
وعاد مرة أخرى إلى قطاع غزة أوائل التسعينيات، وكله عزيمة وإرادة من أجل إكمال عمله في صفوف المقاومين، وهذا ما تمت ترجمته بعد صناعته أول قنبلة يدوية محلية رغم شح الإمكانات.
إذ أصبح بعد ذلك قائد وحدة التصنيع في كتائب القسام، إذ شغل منصب كبير مهندسي كتائب القسام، بعد أن كان مصراً على نقل المقاومة إلى مرحلة أقوى، وهي تصنيع السلاح المحلي، والذي يمكّنهم من مجابهة العدو، دون خوف.
وقد عمل على إنتاج عدة أسلحة من الصفر، وهي التي ما زال يعتمدها جنود كتائب القسام، من بينها قذائف الهاون والقذائف المضادة للدروع، وقذائف الياسين التي صنعها قبل فترة قصيرة من استشهاده.
كما أنه قام بصناعة أول صاروخ خاص بكتائب القسام، وهو الذي حمل اسم "البنا"، ثم بعد ذلك صنع صاروخ "البتار"، إضافة إلى العبوات الناسفة.
الغول.. أبو صواريخ القسام
شكّلت الأسلحة التي كان يقوم عدنان الغول بصناعتها نقلة نوعية في مجال السلاح المحلي في غزة، خصوصاً أنه كان أول من صنع القنابل اليدوية التي تضاهي تلك المعروفة عبر العالم، وقد كان يطلق عليها اسم "رمانة حماس".
إذ إنه كان يقوم بتشكيل مادة الـTNT التي كان يضعها في كأس حتى تأخذ شكل القنبلة، وبعد ذلك عمل على تطويرها بشكل احترافي أكثر.
وقد كان يطلق على الغول لقب "أبو صواريخ القسام"، كما أنه يشتهر بصناعته السلاح بمختلف أنواعه، من أبرزها القذائف المضادة للدروع، التي كانت قادرة على التصدي للآليات الإسرائيلية التي كانت تتوغل في قطاع غزة.
وقد كان الغول يتمنى تصنيع أول صاروخ محلي مضاد للطائرات، إلا أنه استشهد قبل تحقيق حلمه هذا على أرض الواقع.
الغول ومحاولات اغتياله
استشهد نجل عدنان الغول في السنة الأولى من انتفاضة الأقصى، بتاريخ 22 سبتمبر/أيلول 2001، حيث كان في سيارة قريبة من سيارة والده، الذي كان هو المستهدف من عملية الاغتيال هذه.
فيما استشهد نجله الثاني محمد خلال اشتباك مع قوات إسرائيلية خاصة، بعد أن قام بقتل جندي وإصابة آخر.
وقد كان عدنان الغول في مطاردة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدة 18 سنة، كما أنه تعرض للاعتقال عدة مرات من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية.
وقد تمكّن من الهرب من سجن السرايا، بعد أن كان معتقلاً به سنة 1998، ليعاود من جديد مشاريعه العسكرية.
وقد أشرف على العديد من العمليات الاستشهادية كونها مرتبطة بالأسلحة التي كان يقوم بتصنيعها بشكل محلي، وبالإمكانيات المحدودة المتوفرة.
وقد تعرض الغول لمحاولة اغتيال بالسم، خلال اعتقاله من طرف السلطات الفلسطينية، بعد أن قام أحد الضباط -وكان متعاوناً مع الاحتلال- بوضع السم له في قهوته.
إلا أن الغول استشهد بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2004 في مدينة غزة بعد استهداف سيارته من قبل الجيش الإسرائيلي، وقد كان إلى جانبه رفيقه القائد عماد عباس.
وقد أطلقت المقاومة اسم عدنان الغول على بندقية قنص ظهرت للمرة الأولى في معركة العصف المأكول سنة 2014.