عرفت الدولة العثمانية شخصيات كثيرة، عاش بعضها حياةً مثيرة واكتسب شهرةً واسعة في زمانها، إن كان بسبب إنجازاتها أو بسبب صولاتها وجولاتها في سائر أنحاء الدولة.
ولعلّ أبرز مثالٍ على ذلك هو حسن باشا الجزايرلي، الذي عاش حياةً مشوقة لا تعرف الملل، منذ بدايتها وحتى نهايتها؛ قابل وعاصر خلالها شخصيات معروفة ومهمة، وعايش أحداثاً بارزة في التاريخ العربي والإسلامي.
لم تستطع المصادر التاريخية أن تحدّد مكان وزمان ولادة حسن باشا؛ وتذهب بعض التخمينات إلى أنه وُلد في الفترة ما بين العام 1713 و1716، بشبه جزيرة جاليبولي في تراقيا، ويُعتقد أن أصوله ترجع إلى القوقاز وتحديداً جورجيا.
أُسرَ وهو طفلٌ صغير، بالقرب من الحدود الإيرانية-التركية. وبيع عبداً إلى تاجرٍ تركي غني -يُدعى الحاج عثمان آغا- الذي ربّاه مع أبنائه في مدينة تيكيرداغ، غربي تركيا، حيث كبر حسن باشا وعمل مع الحاج عثمان في التجارة، وفقاً لموقع وزارة التربية والتعليم التركية.
بعد سنوات من عمله في التجارة مع الحاج عثمان، اندلعت الحرب العثمانية الروسية النمساوية عام 1735، فقرر الشاب حسن الالتحاق بفيلق الانكشارية للمشاركة في الحرب. فخاض بعض المعارك التي أبلى فيها بلاءً حسناً، وبرزت بطولاته تحديداً في معركة بلغراد عام 1739.
بعد انتهاء الحرب، عاد إلى مدينة تيكيرداغ وتزوج من ابنة سيده الحاج عثمان، الذي كان قد حرّره من العبودية قبل مشاركته في الحرب. وهنا قرر الشاب حسن، ذو البنية الضخمة والمهيبة، أن يبدأ مرحلةً جديدة ومختلفة في حياته.
من الجزائر.. ذاع صيت حسن باشا الجزايرلي
كان طموح حسن التوجّه إلى الولايات العثمانية في شمال إفريقيا، وتحديداً الجزائر، بهدف الانضمام إلى أسطولها البحري الذي كان مشهوراً بإنجازاته وانتصاراته وسيادته البحرية، إضافةً إلى بطولات وشجاعة بحارته ومقاتليه.
ركب حسن -الذي كان يُلقب "بأبو شنب مقود"- سفينةً عثمانية جزائرية، كانت عائدة من إسطنبول إلى تيكيرداغ، وصولاً إلى الجزائر.
لم تكن الرحلة هادئة ومُريحة بالنسبة إلى حسن؛ فقد تعرّضت سفينته إلى هجومٍ من سفينةٍ إسبانية، اضطر خلاله أن يقفز إلى سفينة الأعداء بعد أن تم تخريب جزءٍ من سفينته، فدارت معركة بين الركاب العثمانيين والإسبان.
ساءت الأحوال الجوية واشتدت الرياح، حتى ابتعدت كل من السفينتين عن بعضهما، ليكتشف الإسبان وجود حسن بينهم. فاشتعل بينهم قتال استطاع فيه "أبو شنب" قتل 15 شخصاً من طاقم السفينة، وحبس من تبقى منهم، مستولياً على السفينة التي أوصلته بعد ذلك إلى الجزائر.
هذه الحادثة أكسبته شهرة واسعة بين الجزائريين فور وصوله، حتى إن داي الجزائر حينها أُعجب بشجاعته؛ ترك له السفينة التي استولى عليها من الإسبان، وفتح له مشروعاً تجارياً خاصاً، ثم ولاه بعد فترة قصيرة جداً على ولاية تلمسان شمال غرب الجزائر.
ووفقاً لكتاب "أبطال.. مقاتلون.. قادة" للكاتب شفيق إسماعيل، عُيّن حسن باشا فيما بعد رئيساً لميناء الجزائر. وخلال تلك الفترة، أثبت مهارته العسكرية والإدارية، فأُطلق عليه لقب "الجزايرلي" أي الجزائري.
التطور السريع في اعتلاء المناصب والصلاحيات التي اكتسبها الجزايرلي، كانت سبباً في معاداة بعض منافسيه له ومحاولتهم التخلص منه. فقد حاول رئيس باشوات الجزائر أن يقتله، ليقرر حسن باشا الفرار إلى إسطنبول والنجاة بنفسه، مسافراً لإيطاليا عبر البحر.
لم يتركه منافسوه في الجزائر وحده، فقد ألصقوا به تهمةً كانت تنتظره قبل وصوله إلى إسطنبول. اتُّهم بالهرب بعدما سرق أموال خزينة تلمسان، فأُلقي القبض عليه وصودرت ممتلكاته، ولكن أُطلق سراحه بعد فترة قصيرة عندما تمّ التأكد من أن الاتهام كان افتراءً.
قصة العودة إلى إسطنبول لقتال الروس
بدأ فصل جديد في حكاية الجزايرلي، بعدما التحق بالبحرية العثمانية عام 1761 في إسطنبول، وشارك في معارك دارت بالبحر المتوسط ضد الأسطول الروسي. أحرز فيها حسن باشا انتصارات عدة، كما تدرج في المناصب أيضاً إلى أن أصبح "قبطان" باشا في العام 1768، أعلى منصب في البحرية.
اندلعت الحرب الروسية العثمانية (1768-1774)، وهي واحدة من أهم المعارك المؤثرة في تاريخ تراجع العثمانيين وتقدّم الروس. ففي عام 1768 عَبَرَ أسطول البلطيق الروسي بمساعدة البريطانيين مضيق جبل طارق للمرة الأولى، ليدخل البحر المتوسط ويخوض معركةً بحرية كبرى، أوقعت خسائر باهظة للأسطول العثماني.
في نهاية عام 1769، دارت معركة قاسية بين العثمانيين -بقيادة حسن باشا الجزايرلي- والروس -بقيادة الأدميرال سبيريدوف- في منطقة جزر كويون ببحر إيجه، غربي تركيا، نتج عنها غرق السفينتين، فأُصيب حسن باشا وقفز في البحر متجهاً نحو قاربٍ عثماني للنجاة.
خلال فترة علاجه، علم حسن باشا الجزايرلي بأن سفن إطفاء روسية دمّرت سفناً عثمانية أخرى في ميناء تشيشمي بإزمير، بداية شهر يوليو/تموز 1770. فأعدّ تقريراً يشرح فيه تفاصيل ما حدث ووضع البحرية الروسية، إضافةً إلى خطة للهجوم، سلّمها بنفسه إلى الحكومة العثمانية.
بناءً عليه، كافأته الحكومة العثمانية ورقّته إلى رتبة نقيبٍ يحمل لقب "بكلربك" (وتُلفظ بايلرباي)، هو منصب ولقب عثماني يعني "بك البكوات" أو "سيد السادة"، من أعلى المناصب في الدولة العثمانية. ويعتبر صاحب المنصب مرشحاً دائماً لدخول مجلس الدولة كوزير.
الجزايرلي يصبح "الغازي" حسن باشا
في 10 يوليو/تموز 1770، توجه الروس إلى جزيرة ليمنوس لاحتلالها، وهي جزيرة في اليونان تقع اليوم في الجزء الشمالي الشرقي من بحر إيجة، مستغلّين حالة الضعف والهزيمة التي دخل فيها الأسطول العثماني بعد كارثة تشيشمي.
أُوكلت لحسن باشا مهمة شبه مستحيلة، وهي طرد الروس ومنعهم من احتلال الجزيرة، وتشكيل قوة قوامها 3000 شخص لمواجهة الأسطول الروسي. أدرك الجزايرلي أنه كان من الصعب توفير هذا العدد في تلك المرحلة، لذلك كانت خطته الوصول إلى الجزيرة سراً برفقة 800 شخص فقط، لمنع الروس من احتلال الجزيرة مهما كلف الأمر.
وبالفعل، تمكن حسن باشا من الوصول مع قوته -متفرّقين- وتنفيذ عمليات هجوم مفاجئة، استطاع خلالها طرد الروس بعيداً عن الجزيرة، وإنقاذ قلعتها التي كانت على وشك السقوط، وأوقع عشرات القتلى والجرحى من الروس.
نتيجة لهذا الإنجاز الضخم، مُنح لقب "الغازي"، من الألقاب الدينية التي تطلق على من يحارب في سبيل الله، وعُيّن قائداً للبحرية ونقيباً برتبة وزير في الأناضول، فضلاً عن وضع مضيق البوسفور تحت سيطرته العسكرية، بأمرٍ من السلطان مصطفى الثالث.
بقيَ في منصبه حتى وفاة السلطان مصطفى الثالث عام 1773، الذي خلفه السلطان عبد الحميد الأول، حين أُعفي من قيادة البحرية ومن رتبة النقيب، وعُيّن بمنصب حاكم الأناضول مراقباً للروس، أي مراقباً لتحركاتهم في البحر ضد الدولة العثمانية.
استطاع حسن باشا الجزايرلي في تلك الفترة منع هجمات عدة للروس، والتضييق عليهم في البحر، لكن الغلبة في معظم هذه الحرب كانت للروس. وعندما وجد السلطان عبد الحميد الأول أنه من الصعب الانتصار على الجيش الروسي، وافق أن يوقع على اتفاقية "كوتشوك كاينارجا" عام 1774.
تعتبر هذه المعاهدة من أهم المنعطفات في التاريخ العثماني، كونها بداية التدخّل الأوروبي الكبير في شؤون الدولة العثمانية، وقد فقد فيها العثمانيون السيطرة الكاملة على البحر الأسود، كما أنها مثَّلت نهاية حرب اضطرّ فيها العثمانيون -للمرة الأولى في تاريخهم- إلى التنازل عن أرضٍ يقطنها مسلمون؛ ما استدعى تدخُّل الفقه الإسلامي أيضاً لحلِّ مشكلة ولاء وتبعية مسلمي القرم، حيث قبل العثمانيون ضمّ روسيا إلى القرم والمناطق الجنوبية لأوكرانيا.
في المقابل قبلت روسيا بأن يكون ولاء مسلمي القرم –الذين أصبحوا رعاياها– الديني للسلطان العثماني "الخليفة"، كما وافق العثمانيون على منح الروس دوراً في كنيسة القدس، وسمحوا لهم بالمرور التجاري الحر عبر مضيقَي البوسفور والدردنيل.
بعد توقيع المعاهدة، عُيّن الجزايرلي مرة أخرى في قيادة البحرية، كما عاد نقيباً برتبة وزير، وأصبح يعمل على إجراء عدة إصلاحات إدارية في البحرية العثمانية. فاستطاع اكتساب ثقة السلطان عبد الحميد الأول، وأصبح من المقرّبين منه، حتى إن تأثيره في إدارة وسياسات الدولة صار قوياً، على مدار 15 عاماً.
حسن باشا الجزايرلي.. يد السلطان لقمع التمردات
لم تعد مهام حسن باشا الجزايرلي مقتصرة على مراقبة تحركات الروس البحرية، أو تطوير الأسطول العثماني البحري وحسب، بل أوكلت إليه مهام قمع التمردات التي كانت تحدث داخل أراضي الدولة العثمانية، فضلاً عن التوترات التي أحدثتها الحروب العثمانية الروسية، والتي هدأت قليلاً عقب توقيع اتفاقية "كوتشوك كاينارجا" في 21 يوليو/تموز 1774.
فما إن هدأت الجبهات الخارجية بشكلٍ نسبي، عاد السلطان عبد الحميد الأول ليلتفت إلى الأوضاع الداخلية المضطربة في مصر، ولبنان، وفلسطين، واليونان.
تلقى الجزائرلي في أبريل/نيسان 1775 أمراً بالانتقال إلى بحر إيجة لتدمير مجموعة من قطاع الطرق تحت قيادة شخصٍ يُدعى أيفاز. كانت هذه المجموعة قد أغارت على مناطق بالقرب من إزمير وشبه جزيرة بيلوبونيز، مستغلةً الحالة المرتبكة لجيش العثمانيين.
أبحر الوزير الجزايرلي إلى المنطقة بهدف القضاء على هذه المجموعة، مع أخذه بعين الاعتبار أن الاتفاقية الموقعة مع الروس حسّاسة تجاه التحركات البحرية العثمانية. وفي طريقه لشبه جزيرة بيلوبونيز، وصلته رسالة عاجلة من الصدر الأعظم، يبلغه عن قلقٍ بالغ في إسطنبول نتيجة أخبار تمرّد ظاهر العمر في عكا.
وطلب الصدر الأعظم في رسالته أن يسمح الجزايرلي لقواته بمغادرة مكانهم، وانتظار أوامره لمعرفة ما إذا كانت الوجهة ستكون عكا أو شبه جزيرة بيلوبونيز. ومع ذلك أمر الجزايرلي جيشه بالتوجه نحو وجهتهم الأولى، باعتباره أمراً مباشراً من السلطان، ووجب عليه تنفيذه.
استطاع الجزايرلي بعد وقت قصير القضاء على قطاع الطرق، وتم القبض على زعيمهم أيفاز ومن معه، ونجح في تحقيق السلام والهدوء في المنطقة، ليتفرغ إلى المهمة التالية في الجهة الأخرى من البحر المتوسط، عكا.
الجزايرلي يقضي على ظاهر العمر
كانت الأوضاع في مصر والشام متوترة، وتشهد تمردات خطرة تهدد البقاء العثماني في تلك المنطقة، ففي مصر صار زعيم المماليك الجديد محمد بك أبو الذهب متحكِّماً في الأمور.
وبما أنه (أي أبو الذهب) صار موالياً للعثمانيين، بعد انقلابه على علي بك الكبير، فقد أوكله السلطان مهمة إنهاء تمرد ظاهر العمر في فلسطين ولبنان؛ لكن أبو الذهب توفي في تلك الفترة.
نتيجة لذلك، أمر السلطان وزيره حسن باشا الجزايرلي بالإبحار إلى فلسطين وإنهاء تمرد ظاهر العمر بنفسه. فوصل إلى شواطئ فلسطين في أوائل أغسطس/آب، واستطاع السيطرة على الأوضاع في يافا التي كانت تحت حكم أبناء العمر، ثم أضرم حصاره على قلاع عكا محاولاً التفاوض مع ظاهر العمر.
لم تنجح المفاوضات، فقرر الجزايرلي قصف بعض الأماكن المركزية للظاهر عمر. وما هي إلا أيام قليلة حتى استسلم رجال ظاهر العمر، وعوقبوا نتيجة تمردهم، ثم قُتل ظاهر العمر بعد أن حاول الفرار. وخلال أشهر، انتهت التمردات في فلسطين وعادت جميعها تحت سيطرة العثمانيين.
مرة أخرى.. العودة إلى البيلوبونيز
في عام 1779 عاد حسن باشا مرة أخرى إلى شبه جزيرة البيلوبونيز، بعد وصول أنباء بأن جماعة من الحكام مع قطاع الطرق الألبان في المنطقة كانوا يعذبون رعيتهم هناك، مثقلين عليهم في جمع ضرائب أكثر من اللازم. ما أقلق الحكومة في إسطنبول، التي أرادت إنهاء مشروع التمرد قبل بدايته.
وخلال أيام، استطاع حسن باشا الجزايرلي السيطرة على زمام الأمور في شبه الجزيرة، وقمع تحركات المسؤولين وفرض عليهم العقوبات، وأوكلت إليه مهمة الإشراف على جمع الضرائب في الجزيرة.
وبالإضافة للمهام الجديدة الموكلة إليه، أوكل الجزايرلي لنفسه مهمة تدريب قواته البحرية والإشراف عليها بنفسه بين عامي 1780-1785، وكان في كثير من الأحيان يدفع من حسابه الخاص لبناء وشراء مستلزمات لتطوير القوات البحرية.
حملة الغازي حسن على مصر
تصاعدت التوترات في مصر منذ عام 1775 بعد وفاة محمد بك أبي الذهب، وانتقال الحكم الفعلي في مصر لمملوكيه مراد بك وإبراهيم بك سوياً، اللذين حكما مصر بالحديد والنار، مع وجودٍ شكلي لوالٍ عثماني ممثِّلًا عن السلطان عبد الحميد الأول.
ورغم أن الوالي العثماني لا يمتلك أي قوة حقيقية في الحكم، سعى المملوكان مراد وإبراهيم إلى الانفراد التام بالسلطة، وخلعاه. وعندما أراد السلطان ردّ اعتباره والتخلص من المتمرّدَين، أمر قائده المحنَّك حسن باشا الجزايرلي بالقيام بهذه المهمة.
أبحر الجزايرلي إلى الإسكندرية عام 1786 بقوته البحرية الضخمة، مستخدماً العنف ضد باكاوات مصر، فهرب المملوكيَّان مراد وإبراهيم إلى الصعيد.
وعندما انتهى صيف عام 1787، عاد الحكم نسبياً إلى الدولة العثمانية، وقرر الجزايرلي العودة إلى إسطنبول ناقلاً معه بعض رهائن المماليك، تاركاً وراءه بعض قياداته للسيطرة على السلطة في مصر، كما أنه طلب لهم المدد وإحضار جنود ألبان لهم، لتثبيت حكم العثمانيين في مصر.
الصدر الأعظم الجزايرلي
بعد عودته من حملته على مصر، اندلعت حرب روسية عثمانية أخرى (1787-1792)، بعد أن شنتها الدولة العثمانية على الإمبراطورية الروسية التي تحالفت مع النمساويين مرة أخرى، بهدف استعادة القرم وردع الروس عن محاولات التوسُّع في القوقاز.
قاد الأسطول العثماني في البحر الأسود القائد العجوز الجزايرلي عام 1788، ونجح في إيقاف الروس من الزحف للبحر الأسود، واستطاع هزيمتهم في بعض المعارك، إلا أنهم نالوا منه في معارك أخرى أدت إلى تشويه سمعته؛ خصوصاً مع وفاة السلطان عبد الحميد الأول في تلك الفترة.
فشاعت أخبار انهزامه، وقيل إن عجزه وكبر سنه هما السبب. فعزله السلطان الجديد سليم الثالث، لكنه تراجع عن قراره لما علم أن الجزايرلي أشرف على المعارك بنفسه وحارب الروس على أرض الواقع.
في عام 1789 عيّنه السلطان سليم الثالث صدراً أعظم، تقديراً لتاريخه وانتصاراته وإسهاماته الكبيرة في الدولة العثمانية، حتى إنه -ومع منصبه الجديد وكبر سنه- توجه بنفسه إلى منطقة شومن في بلغاريا لقيادة جيشه في الأشهر الأخيرة من الحرب، حين اتُّهم باستخدام العنف المفرط في منصبه الجديد، ضد كل من يتخلف عن الحرب.
بعد حوالي 3 أشهر من تعيينه في منصبه، توفي حسن باشا الجزايرلي في شهر مارس/آذار عام 1790 في منطقة شومن، ودُفن في نزل بكتاشي الذي كان قد بناه هناك. والبكتاشية هي طريقة صوفية تركية تُنسب إلى الحاج بكتاش ولي، انتشرت في الأناضول ثم ألبانيا، وقد أشارت بعض المصادر إلى أن الجزايرلي توفي مسموماً بتدبيرٍ من الروس.