لم نعتد أن نسمع بعبارة "أكثر العائلات دموية"، لأن التاريخ يُخبرنا أن القتلة المتسلسلين يرتكبون جريمتهم بمفردهم؛ ورغم كونها فكرة غريبة جداً، فيبدو أن الروابط العائلية لا تأتي دائماً بنتائج إيجابية.
هل سمعتم يوماً أن هناك عائلة بأكملها كانت قاتلة متسلسلة وتلذّذت بتعذيب الآخرين، تاركةً خلفها جرائم وحشية، ووُصفت بأنها من أكثر العائلات دموية في التاريخ؟
حسناً.. سوف نسافر من الحدود الأمريكية إلى آسيا الوسطى، مروراً بمنزلٍ غير عادي في ريف إنجلترا، للاطلاع على أكثر العائلات دموية عبر التاريخ، مع الإشارة إلى أن دوافع بعضها قد تفاجئك.
عائلة بيندر الدموية: آكلو لحوم البشر
هي واحدة من أكثر العائلات دموية عبر التاريخ. كانت هذه العائلة، المعروفة أكثر باسم Bloody Benders، عبارة عن قتلة متسلسلين عاشوا وعملوا بمقاطعة لابيت في كانساس الأمريكية، من مايو/أيار 1871 إلى ديسمبر/كانون الأول 1872.
تألفت العائلة من جون بيندر وزوجته إلفيرا، إضافةً إلى ولديهما جون جونيور وكيت. وفي الوقت الذي تقول فيه الرواية الشعبية للعائلة إن جون جونيور وكيت شقيقان، ذكرت بعض المواقع الحديثة أن العديد من جيرانها قالوا إنهما متزوجان، وربما زواج قانوني.
وفي حين لا يوجد رقمٌ محدّد، تُشير التقديرات إلى أن "بيندر" قتلوا ما لا يقلّ عن 10 مسافرين قبل اكتشاف جرائمهم. كما لا يزال مصير العائلة مجهولاً، مع نظريات تتراوح من الإعدام خارج نطاق القانون إلى الهروب الناجح.
في سبعينيات القرن التاسع عشر، احتاج المسافرون للتوقف قليلاً من أجل بعض الراحة أو الحصول على وجبة طعامٍ سريعة في كابينة متواضعة، أثناء توجههم غرباً على طريق أوساج العظيم. كانت الكابينة عبارة عن مقصورة بَنَتها عائلة بيندر.
وبالنسبة لبعض المارة، كانت تلك الوجبة وجبتهم الأخيرة، قبل أن يتم قتله من قِبل أحد أفراد أكثر العائلات دموية في التاريخ.
من خلف الستارة، التي يُدير الضيف ظهره لها، كان أحد أفراد العائلة يضربه على رأسه بمطرقة ثقيلة. وحتى اليوم، ما زال عدد ضحايا العائلة مجهولاً، وكذلك سبب قتلهم. كما أن مصيرهم مجهول، فقد اختفت عائلة بيندر حين اشتبه بها السكان المحليون.
الغريب أن عائلة أخرى مكوّنة من أربعة أفراد أيضاً، وهي عائلة كيلي، ظهرت في كانساس بعد فترةٍ وجيزة من اختفاء عائلة بيندر، وتسبّبت بسلسلة جرائم هي الأخرى، ووُصفت بأنها من أكثر العائلات دموية.. فهل كانوا الأشخاص أنفسهم؟
الأخوات غونزاليس: شراكة القتل الأكثر غزارة
أدارت الأخوات غونزاليس الأربع مشروعاً تجارياً ناجحاً منذ العام 1945 حتى أغلقته الشرطة في العام 1964. جنت مؤسّستهن أموالها من خلال الطلب القديم على الجنس. كان "رانشو إل أنجل" بيت دعارة في ولاية غواناخواتو المكسيكية، وكان بمثابة مركز لشبكة الدعارة واسعة النطاق للأخوات.
غالباً ما كانت نساء بيت الدعارة لا يعملن طواعية؛ اختطفت عائلة غونزاليس بعضهن، بينما ردّ البعض الآخر على إعلانات الخادمات. ويُقال إنه عندما كانت تصل النساء إلى بيت الدعارة، كانت الأخوات يفرضن الهيروين على أولئك الذين يترددون في تقديم الخدمات التي تطلبنها.
وعندما تتردد النساء في العمل أو تملّ من إرضاء الزبائن، كانت الأخوات تقتلنهن. كذلك، إذا ظهر عميل ومعه كثير من المال، فقد ينتهي به الأمر أيضاً ميتاً.
عندما داهمت الشرطة عقار الأخوات غونزاليس، عثروا على جثث 80 امرأة و11 رجلاً. ويُقال إن هناك العديد من الضحايا الذين ظلّوا غير مكتشفين.
وفيما حكمت المحاكم المكسيكية على الأخوات بالسجن 40 عاماً، وصفت شراكتهن موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأنها "شراكة القتل الأكثر غزارة"، لتصبح واحدة من أكثر العائلات دموية في التاريخ.
عائلة بورجيا: ساهمت في تطوير فن عصر النهضة
لن تكتمل أي قائمة لأكثر العائلات دموية حقاً من دون عائلة بورجيا الإسبانية، التي أصبحت مهمةً في العالم السياسي والديني في القرن الخامس عشر.
كانت العائلة طموحة ومتعطشة لمزيدٍ من القوة، وضمّت اثنين من الباباوات -كاليكستوس الثالث (1455–1458) وألكسندر السادس (1492-1503)- إضافةً إلى لوكريزيا سيئة السمعة، لكنها في الحقيقة أفضل أفراد الأسرة.
كانت ابنة البابا ألكسندر، وكانت أسرتها سعيدة تماماً باستخدامها كعنصرٍ في مسرحياتهم وترتيباتهم. دخلت في عدة زيجات مرتّبة سلفاً، كل واحدة من هذه الزيجات ساعدت عائلة بورجيا على بسط قبضتها.
غالباً ما صوّر المعاصرون الأسرة الممتدة على أنها عديمة الرحمة، عائلة لا تتوقف عند أي شيء في السعي وراء غاياتها الخاصة. وحين تربّع ألكسندر على عرش البابوية، اشتبه الناس في ارتكاب العائلة السرقة والرشوة وسفاح القربى والقتل.
في عهد الإسكندر السادس على وجه الخصوص، تم الاشتباه في ارتكابها العديد من الجرائم، بما في ذلك القتل بالتسمّم من خلال الزرنيخ على وجه الخصوص.
تبرز عائلة بورجيا في التاريخ على أنها غارقة في الخطيئة والفجور، ورغم أنها من أكثر العائلات دموية في التاريخ، لكن المفاريقة أنها كانت أيضاً من رعاةً للفنون وساهمت في تطوير فن عصر النهضة.
عائلة بين: أكثر العائلات دموية
يمكن القول إن عائلة بين هي أكثر العائلات دموية في التاريخ؛ ففي القرن السادس عشر، أقام ألكساندر بين وشريكته بلاك أغنيس دوغلاس بمنزلٍ في كهفٍ بحري مخفي، وشرعا في إنجاب الأطفال. ومن خلال سفاح القربى، نمت العائلة في النهاية لتصبح أقرب إلى عشيرة، مؤلفة من 45 عضواً.
كان من الصعب الحصول على وظائف، لذلك عاشت العائلة على قتل وأكل المسافرين. كانت تعمل في الليل فقط، وتجلس في الكهف نهاراً للاستمتاع بتناول لحم ضحاياها من دون أن يدري السكان المحليون شيئاً.
عاشت العائلة سرّاً في المنطقة، وبقيت على هذا الحال على مدى 25 عاماً، قتلوا خلالها ما قد يصل إلى ألف شخصٍ من خلال نصب كمينٍ لهم. كان الأمر سهلاً؛ كلّ ما على السيد سووني بين، فعله هو قتل ضحاياه، بعد سرقتهم من أجل التخلّص من أي دليل.
وجاء بفكرةٍ اعتبرها عبقرية، تتمثل في ذبح الجثث، لتوفير نظامٍ غذائي له ولزوجته وعائلته لاحقاً.
ووفق Historic-uk، كُشف أمر العائلة خلال ارتكابهم جريمة لم تكتمل حتى النهاية. حدث ذلك في إحدى الأمسيات عندما هاجمت العائلة رجلاً وزوجته خلال عودتهما إلى المنزل من معرضٍ قريب.
مجموعة سحبت المرأة من حصانها وقتلتها ثم نزعت أحشاءها، ومجموعة أخرى فشلت في قتل الرجل الذي تمكّن من قيادة حصانه محاولاً الابتعاد.
حينها، تجمهر نحو 20 شخصاً في مكان الحادث، فوجدت عائلة بين نفسها مضطرة إلى التراجع سريعاً باتجاه الكهف تاركةً خلفها جثة مشوّهة لامرأة كدليلٍ وعدد كبير من الشهود وزوج يريد الانتقام.
عندما كُشف أمر العائلة أخيراً، قُطعت أعضاء الأفراد الذكور التناسلية وألقي بها في النار. ثم قطع الجلادون أيديهم وأرجلهم، وتركوهم ينزفون حتى الموت، قبل أن يُحرق المنتقمون النساء والأطفال أحياء. لتتحول هذه العائلة من دون أدنى شك إلى أكثر العائلات دموية في التاريخ الحديث.
فريد وروز ويست: القتل من أجل اللذة الجنسية
هي واحدة من أكثر العائلات دموية في التاريخ، فالجرائم التي ارتكبها هذا الثنائي منافية للعقل والمنطق، ومن أجل اللذة الجنسية فقط.
كلاهما عاشا في كنف عائلة مضطربة نفسياً وتعرّضا للاستغلال العاطفي والجنسي في طفولتهما، وحين تعرّفا إلى بعض مارسا الابتزاز العاطفي والجنسي على عشرات النساء.
ارتكب فريد وروز ما لا يقلّ عن 12 جريمة قتل بين عامي 1967 و1987. الضحايا جميعهم نساء وشابات، وكانت روز تشارك زوجها فريد بحماسة في معظم الجرائم. كانا يحتجزان النساء من بعد إيهامهن بوظيفة مربية لأطفالهما، ومن بعدها يغتصبان الضحايا ويعذّبانهن حتى الموت، ثم يحرقان الجثة تحت المنزل.
وعلى الرغم من أن روز كانت شريرة في حدّ ذاتها، فإنها كانت تحت سيطرة فريد تماماً. غالباً ما كانت تمارس الجنس مع الرجال، بناءً على رغبته، في غرفة داخل منزلهما خصّصها فريد للتلصّص عليها مع الرجال الآخرين.
بدا أن الزوجين يستمتعان بالقسوة التي مارساها على ضحاياهما المقيّدين، عندما اغتصباهم في منزلهما الصغير في غلوستر بإنجلترا، والدافع الوحيد هنا كان جنسياً. انتحر فريد أثناء وجوده في السجن عام 1995، فيما لا تزال روز تقبع داخل السجن.
إينيسا تارفيردييفا والأسرة: التلذذ بالقتل
في العام 2013، ألقي القبض على عائلة روسية بعد 6 سنوات من ارتكابها عمليات سطو وجرائم قتل بين يوليو/تموز 2007 وسبتمبر/أيلوي 2013.
حُكم على العائلة بالسجن لمدة تصل إلى 21 عاماً، وهي مؤلفة من إينيسا تارفيرديفا (46 عاماً) وابنتها فيكتوريا (25 عاماً)، إضافةً إلى زوج الوالدة سيرغي سينيلنيك (31 عاماً) وابنته من إينيسا، أناستاسيا (13 عاماً).
عاشت العائلة في منزلٍ مريح بمنطقة ستافروبول في روسيا، وكانت إينيسا معلمة بالحضانة، أما سيرغي فكان طبيب أسنان. وبالنسبة لهذه العائلة، المنتمية إلى الطبقة الوسطى، لم يكن المال هو الدافع وراء سلسلة عمليات القتل والسرقة التي بدأت في العام 2007.
قامت العائلة برحلات تخييم منتظمة لتغطي على جرائمها؛ كانوا يقتحمون المنزل ويقتلون أياً من ساكنيه، قبل أن يأخذوا ما يخطر ببالهم. في كثير من الأحيان، لم تكن الأشياء التي سرقوها ذات قيمةٍ كبيرة، لكن بعض جرائم القتل كانت مروعة.
قيل إن العائلة كانت تتلذذ بتعذيب الناس وقتلهم؛ في إحدى المرات، لم يكن في المنزل الذي اقتحمته سوى فتاتين صغيرتين. عذَّبتهما الأسرة بشكلٍ مريع، وفقأت عيونهما، قبل أن تقتلهما في النهاية.
وبسبب علاقة مع شرطي لم تنتهِ بشكلٍ جيد، استمتعت إينيسا، بشكلٍ خاص بقتل رجال الشرطة. صحيحٌ أن السلطات الروسية اعتقلت هذه الأسرة أخيراً في العام 2013، لكننا لا نعرف بالتحديد عدد الأشخاص الذين وقعوا ضحيتها.
وهذه من دون شك قصة واحدة من أكثر العائلات دموية عبر التاريخ.