قصة نجاحها ليست صدفة.. 10 أشياء فعلتها أوبرا وينفري لتصبح شخصية استثنائية

عدد القراءات
3,924
عربي بوست
تم النشر: 2020/07/30 الساعة 10:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/30 الساعة 10:52 بتوقيت غرينتش
European premiere of 'A Wrinkle in Time' - Arrivals Featuring: Oprah Winfrey Where: London, United Kingdom When: 13 Mar 2018 Credit: WENN.com Featuring: Oprah Winfrey Where: London, United Kingdom When: 13 Mar 2018 Credit: WENN.com

 أعشق أوبرا.. 

عرفت دائماً أنَّها شخصية رائعة، لكن لم أكن أعلم الكثير عنها حتى بضعة أشهر مضت. نشرت في شهر أكتوبر/تشرين الأول كتابي الأول، الذي يحتوي على قسم يتضمن دروساً مستفادة من حياة الأشخاص الملهمين.

وعندما فكّرت ملياً في النساء القويات اللاتي أردت تضمينهن في كتابي، عرفت أنَّه لا بد من الحديث عن أوبرا وينفري.

بحثت قليلاً عن معلومات عنها. كنت أرغب في معرفة المزيد عن حياتها والدروس التي ينبغي أن نتعلّمها منها. وأنا حقاً سعيدة للغاية لأنَّني فعلت ذلك، لأنَّ هذه المرأة لديها الكثير لتقوله.

على الرغم من أنّ ملايين الناس يعرفون برنامجها الحواري الشهير "The Oprah Winfrey Show"، لا أحد يعرف كثيراً مدى الصعوبات التي واجهتها أثناء طفولتها وشبابها.

اشتهرت أوبرا وينفري بأنَّها أول امرأة أمريكية من أصول إفريقية تجمع ثروة قيمتها مليار دولار، وغالباً ما توصف بأنَّها المرأة الأكثر تأثيراً في العالم.

قرأت خلال الأشهر الماضية كتابها "What I Know For Sure"، وشاهدت العديد من المقابلات التي أجرتها، بالإضافة إلى عدد من مقاطع الفيديو الخاصة بها.

تعلّمت الكثير من دروس الحياة، لكنّني قررت في هذا المقال التركيز فقط على دروس تعلّمتها من كتابها.

وفيما يلي ما تعلّمته من أوبرا:

"عندما تتاح لك فرصة الاختيار بين الجلوس في الحفلة متفرجاً أو الرقص، آمل أن ترقص".

كم مرة اخترت عدم المشاركة في الحدث والجلوس متفرجاً بدلاً من الانخراط؟ جوابي الشخصي هو "كثيراً".

معظمنا يعرف أوبرا بنجاحاتها الكبيرة، لكن الحقيقة هي أنَّها واجهت صراعات أكثر من معظم الأشخاص الآخرين.

كانت أوبرا، على سبيل المثال، ضحية جريمة اغتصاب في سن مبكرة للغاية، لكنَّها استطاعت تجاوز كل شيء والمضي قدماً في الحياة. أعلم جيداً أنَّ الحياة لا تمنح عادةً فرصة تحقيق المتعة والمجد.

تتركّز معظم كتاباتي وتوصياتي ومقاطع الفيديو الخاصة بي على امتلاك عقلية قوية وصحية، وغالباً ما أتلقى ردوداً من أشخاص يحاولون تثبيط همّتي و"إعادتي إلى أرض الواقع" من خلال إخباري أنَّ الحياة ليست دائماً سهلة كما أزعم.

حسناً، أعلم أنَّ الحياة ليست دائماً ممتعة. ومع ذلك، أؤمن أنَّه في معظم الحالات، يكون الأمر متروكاً لنا لتحقيق أقصى استفادة منها.

كما تقول أوبرا: "يمكنك إما الانطلاق بجرأة على مسرح الحياة والعيش بالطريقة التي تعلم أنَّ روحك تدفعك إليها، أو الجلوس بهدوء بجوار الحائط، متقهقراً إلى الانغماس في ظلال الخوف وعدم الثقة بالنفس".

"يمكنك اختيار حالتك في أي لحظة"

يتطور جزء كبير من شعورنا بالتعاسة لأنَّنا لا نعيش في الوقت الراهن.

نصر دوماً على التمسّك إما بشيء ما حدث في الماضي أو التفكير الزائد في المستقبل. ومع ذلك، إذا استطعنا العيش تماماً في حدود اللحظة الراهنة، فلن نشعر بالكثير من القلق.

عندما تستطيع احتضان اللحظة الراهنة فحسب، فإنَّك بذلك تترك انشغالك بالماضي والمستقبل وتبدأ في تقدير ما لديك الآن.

"خذ متعتك على محمل الجد".

تعمل أوبرا بلا شك بجدية شديدة. لا يستطيع أحد بناء مثل هذه الإمبراطورية من الصفر بدون بذل قدر هائل من الجهد والعمل المضني. ومع ذلك، تتحدث أوبرا، في مقاطع الفيديو الخاصة بها والمقابلات التي أجرتها مؤخراً، عن مدى أهمية الوقت النوعي والرعاية الذاتية بالنسبة لها.

على الرغم من أنَّها عملت بجد دائماً، تعلّمت كيفية الاعتناء بنفسها وبسبل متعتها وسعادتها في وقتٍ مبكر.

هذا الدرس يتردد صداه في أذني. أحب أنَّ أعمل كثيراً وبجد، لكنني لا أفوّت أبداً فرصة الانتباه لنفسي وقضاء وقت ممتع.

أؤمن أنَّ العمل الجاد لا يساوي شيئاً إذا لم نجنِ ثماره ونوفر أوقاتاً منتظمة للاستمتاع، أو في أفضل الأحوال، يومياً. في بعض الأحيان، نجعل الحياة أصعب مما هي عليه في الواقع. نستطيع ببساطة ترك الأمور تسير على طبيعتها بدلاً من الانشغال والقلق بشأن تُرّهات.

إذا كان هذا آخر يوم في حياتك، فهل ستقضيه بنفس الطريقة التي تعيش بها اليوم؟ 

من المؤكد أنَّ أوبرا ليست الشخصية الوحيدة أو الأولى التي تطرح هذا السؤال، لكن هذا لا يؤثر على قوة مغزاه.

إذا لم يكن هناك شيء يهم غداً، كيف ستقضي اليوم؟ بالنسبة لي، هذا السؤال يصيبني بالقشعريرة. إذا علمت أنَّني أعيش آخر يوم في حياتي، كنت سأقضي الوقت مع أحبائي، كنت سأحتضنهم كثيراً، كنت سأخبرهم بمقدار حبي لهم وأعتذر عن أخطائي واستمتع بكل لحظة معهم.

على الرغم من مدى حبنا الواضح وتقديرنا لأحبائنا، تضغط علينا في كثير من الأحيان دوامة الحياة اليومية لدرجة أنَّنا ننسى مودة بعضنا البعض.

كيف كان سيصبح حالي إذا فعلت الأشياء التي كنت أرغب دائماً في فعلها؟

حسناً، لا يقل هذا السؤال قوة عن السؤال السابق. أنا شخصياً أعرف بالضبط أي نوع من الأشخاص أريد أن أكون. أفكر كثيراً في النسخة الأفضل من شخصيتي، وأنا على دراية تامة بكل الصفات التي أريدها في نسخة شخصيتي المستقبلية. هذا يساعدني على ضبط تصرفاتي اليومية كي أقترب تدريجياً من تلك النسخة المستقبلية المثالية.

باعتراف الجميع، كان قراري بوضع تصوّر واضح عن نفسي في المستقبل أحد أفضل القرارات في حياتي حتى الآن. كنت دائماً أقرر تأجيل تمارين التأمل الذاتي لأنَّني كنت أخشى مواجهة حقائق مزعجة. ومع ذلك، بدأت ممارسة تلك التمارين على مدار عدة أيام وواجهت الواقع بحلول نهاية عام 2019.

انتهى بي المطاف بمعرفة واضحة لعيوبي وأخطائي، ولكني شكّلت أيضاً رؤية مذهلة لمستقبلي تمنحني القوة والتشجيع كل يوم.

غذاء أفضل أساس لحياة أفضل

هذا ليس درساً نموذجياً عن تطوير الذات، لكنّ الحديث عن التغذية يحظى بنفس القدر من الضرورة والأهمية، وربما أكثر. لا تتميّز أوبرا بالقوام المثالي.. لديها قوام مناسب، لكنها ليست جينيفر لوبيز. ومع ذلك، تؤكد أوبرا كثيراً أهمية الغذاء عالي الجودة والتغذية الصحية.

خلال عملي مُدرّبة في مجال تطوير الذات، عادةً ما أقابل النوعين التاليين من الأشخاص:

-ثمة مجموعة من الأشخاص يعيرون اهتماماً لتطوير ذاتهم من خلال تحقيق أهداف كبيرة وبناء حياة مهنية مجدية في حين لا يُكرّسون الكثير من الوقت لصحتهم. هم طموحون من حيث التطور المهني والشخصي، لكنهم لا يستثمرون الكثير من الجهد للحفاظ على صحتهم، أو حتى يمارسون عادات غير صحية تؤذي أجسادهم بشدة، مثل التدخين أو شرب الكحوليات.

– في المقابل، ثمة مجموعة كبيرة من الأشخاص يعيرون نفس الاهتمام لتطوير ذاتهم وحياتهم المهنية، لكنهم أيضاً يعتنون بأجسادهم وصحتهم. غالباً ما يهتم هؤلاء الأشخاص بمواضيع مثل "القرصنة البيولوجية" وسبل تحسين الأداء البشري. يتمتّع هؤلاء الأشخاص بأجسام صحية وعقول قوية من خلال الالتزام بممارسة أنشطة معينة مثل الاستحمام بالماء البارد أو الثلج.

قد أعتبر نفسي مزيجاً من كليهما. أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية 3 مرات على الأقل أسبوعياً، وأتّبع نظاماً غذائياً نباتياً في معظم الأحيان وأحاول تجنّب شراء بعض المنتجات غير الصحية، مثل المشروبات الغازية أو الأطعمة فائقة المعالجة، لكنني في الواقع أستمتع من حينٍ لآخر بتناول البطاطا المقلية أو قطعة كبيرة من كعكة الشوكولاتة.

"كلما وجدت نفسي في مواجهة قرار صعب، أسأل نفسي: ماذا كنت لأفعل إذا لم أكن خائفاً من اتخاذ القرار الخاطئ، أو الشعور بالرفض، أو أن أبدو كأحمق، أو أن ينتهي بي الأمر وحيداً؟ أعلم على وجه اليقين أنه عندما تزيل المخاوف، فإن الجواب الذي تبحث عنه يبدأ في الوضوح أكثر".

أعتقد بصدق أنه لا يوجد الكثير لإضافته إلى هذا الدرس الجميل.

في المرة القادمة التي تواجه فيها قراراً صعباً، تأكد من أن تسأل نفسك الأسئلة التي سألتها أوبرا، وانظر كيف تصبح الأمور أكثر هدوءاً فجأة.

لقد وجدت أن أفضل شيء أفعله هو أن أسأل نفسي سؤالاً بسيطاً: ماذا يعلمني هذا الموقف؟

أعلم أنه من الصعب رؤية الجانب المشرق عند مواجهة موقف صعب أو المرور بأوقات عصيبة. ومع ذلك، هناك دائماً شيء يمكننا تعلمه، حتى في أحلك الأوقات.

الحقيقة هي أنه لا يمكنك تجنب الأوقات الصعبة على أي حال. هذه الأوقات ستأتي. نحن جميعاً نواجه التقلبات بشكل منتظم في حياتنا. هذه هي الحياة. هذه التقلبات في الأحوال هي ما تجعل حياتنا مثيرة وتستحق العيش.

لا يمكننا تجنب الأوقات الصعبة، ولكن يمكننا بالفعل استخدامها بحكمة من خلال التعلم والتطور وممارسة التأمل، وأن نصبح شخصاً أقوى من خلال المحن.

"ماذا يحدث عندما تعمل بجد على شيء غير مرضٍ لرغباتك وقدراتك؟ إنه يستنزف روحك. إنه يسلبك قوة حياتك. ينتهي بك الأمر بالنضوب والاكتئاب والغضب".

هذه الملاحظة من أقوى ما قالته أوبرا. كم عدد الأشخاص الذين تعرفهم والذين يتطلعون بفرح وشغف إلى صباح كل يوم إثنين (بداية أسبوع العمل) من حياتهم؟

في حالتي، الجواب هو عدد قليل للغاية. أعرف الكثير من الناس الذين يعملون بجد، لكنهم يعملون بدون هدف. والنتيجة هي نفسها دائماً: الكثير من الضغط، ونفس المبلغ من المال، والقليل من وقت الفراغ.

في كثير من الأحيان، نخشى السلوك في الحياة على طريقتنا الخاصة وينتهي الأمر بنا إلى القيام بما نعتقد أنه يجب علينا القيام به.

إن التخلي عن هذه المعتقدات المُقيِّدة وقضاء حياتك في فعل الأشياء التي تجعلك في حالة نفسية أفضل، وتضيء روحك، وتمنحك الطاقة، هو أذكى وأهم قرار يمكنك اتخاذه على الإطلاق.

"لقد تعلمت أنه كلما كانت الأمور أكثر إرهاقاً وفوضوية من حولك، كنت بحاجة إلى جعل نفسك أكثر هدوءاً من الداخل".

إن القوة والتأثير الإيجابي للممارسات الذهنية مثل كتابة اليوميات، أو ممارسة اليوجا، أو التأمل أمر لا يصدق.

رغم هذا، لا يزال الكثير من الناس يرفضون تخصيص الوقت لهذه الممارسات يومياً. وقد اختبرت أوبرا قوة العقل الهادئ في وقت مبكر من حياتها، ودائماً ما أعطت الأولوية لحالة السعادة الداخلية، بغض النظر عن مدى انشغالها مع العالم المحيط.

في مقابلة، أوضحت كيف أنها دائماً ما تخصص وقتاً للصمت أثناء الصباح. وفي بعض الأحيان تكون عشر ثوانٍ فقط، وفي أحيان أخرى تكون الساعة.

إن طول تمرين اليقظة الذهنية يعد أمراً ثانوياً. ما يهم هو أنك تحترم سلامك الداخلي لدرجة أنك تعطيه الأولوية على أي شيء آخر، حتى لو كان لمدة عشر ثوان.


هذا الموضوع مترجم عن موقع Medium الأمريكي.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
سينيم غونل
كاتبة ومدربة متخصّصة في مجال تطوير الذات
كاتبة ومدربة متخصّصة في مجال تطوير الذات
تحميل المزيد