تنتهي في 1 فبراير/شباط 2024، اتفاقية الحقوق الموقعة بين "مجموعة يونيفرسال الموسيقية" الأمريكية ومنصة "تيك توك"، بعد جهود فاشلة للتوصل إلى اتفاق حول قضايا مهمة مثل عوائد الموسيقيين واستخدام الذكاء الاصطناعي ما يعيد تيك توك بدون موسيقى
يشمل الاتفاق الذي ينتهي الآن بعضاً من أكثر الأعمال الموسيقية شعبية في العالم، من بينها أغاني الفنانة الأمريكية تايلور سويفت، والفنان البريطاني هاري ستايلز، والتي كانت منتشرة بشكل واسع على منصة تيك توك.
يأتي هذا بعد أن أصدرت شركة يونيفرسال، العملاقة في صناعة الموسيقى، رسالةً مفتوحة بعنوان "لماذا لم يعد أمامنا بدٌّ من تعليق نشر موسيقانا على هذه المنصة؟". في هذه الرسالة، اتهمت الشركة منصة تيك توك باستخدام وسائل "التنمر" ضدها، واتَّهمتها بمحاولة "ترهيبها" للموافقة على صفقة أقل قيمة من الصفقة السابقة، وبقيمة أقل بكثير من القيمة السوقية العادلة، والتي لا تتناسب مع النمو المتسارع الذي تحققه المنصة.
تيك توك بدون موسيقى والسبب فشل اتفاقية
تشهد المنصة الصينية ومجموعة "يونيفرسال الموسيقية" الأمريكية نهايةً مفتوحة لاتفاقية الحقوق الممتدة بينهما، في 1 فبراير/شباط 2024. فشلت المساعي في التوصل إلى اتفاق حول قضايا حساسة، مثل عوائد الموسيقيين وتداول الذكاء الاصطناعي.
من اللافت للنظر أن "تيك توك"، التي تعتبر منصة اجتماعية صينية، تمتلكها شركة "بايت دانس" ByteDance. تُتيح المنصة للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو قصيرة مع تضمين موسيقى ومؤثرات صوتية.
من ناحية أخرى، تحظى "يونيفرسال الموسيقية" بمكانة مهيمنة في صناعة الموسيقى العالمية، ممتلكةً حقوق فنانين عالميين بارزين. إذ تعتبر الشركة الأمريكية أكبر منتج للموسيقى، حيث تمتلك حقوق فرقة "البيتلز" وفنانين آخرين، بما في ذلك بوب ديلان وإلتون جون.
من بين الأغاني التي انتشرت بشكل كبير على المنصة وتمتلكها "يونيفرسال" حديثاً، تأتي أغنية "Murder on the Dancefloor" لصوفي إليس بكستور. تشهد الفيديوهات التي تصور المستخدمين وهم يرقصون على إيقاعها نجاحاً كبيراً على المنصة.
من جهتها، أكدت "يونيفرسال" أنها ستحجب جميع أغانيها عن "تيك توك" إذا لم تتوصل إلى اتفاق، معتبرة أن العائدات الحالية لا تتناسب مع النمو المتسارع للمنصة.
التطبيق الصيني بين الترهيب والتلاعب بالموسيقى
حسب صحيفة The Guardian البريطانية، تشهد صناعة الموسيقى صراعاً حاداً بين شركة "يونيفرسال الموسيقية" ومنصة "تيك توك"، حيث تندلع خلافات حول العوائد المالية والتأثير الاقتصادي لاستخدام المنصة للمحتوى الموسيقي.
ادعت "يونيفرسال" أن التطبيق عرض عوائد مالية ضئيلة للغاية للموسيقيين وكتاب الأغاني، مقارنةً بمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى. كما اتهمت المنصة بمحاولة ترهيبها وإزالة مقاطع موسيقية للفنانين الناشئين، بينما أبقت على مقاطع للفنانين المشهورين التابعين لشركتها.
من جهتها، ردّت "تيك توك" بشكل حاسم، واتهمت "يونيفرسال" بالجشع وتقديم مصالحها الشخصية على فنانيها. ونفت المنصة اتهامات الترهيب وأكدت أنها تقدم دعماً قوياً للموسيقيين، مؤكدة على تفوقها في توفير وسائل تسويق مجانية لمواهب "يونيفرسال".
تأتي هذه الأحداث في سياق توسع "تيك توك" في ميدان الموسيقى الرقمية واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. تطلق المنصة خدمات جديدة وتتحدى صناعة الموسيقى بتقديم أدوات إبداعية وتطبيقات مبتكرة.
تزامناً مع هذه الأزمة يظهر توتر بين الشركات الكبرى ومنصات التواصل الاجتماعي حول تقاسم الأرباح والعلاقات المالية. ستكون هذه التطورات محل متابعة لرؤية ما إذا كانت الشركات الأخرى ستنضم إلى "يونيفرسال" في مواجهة "تيك توك"، أم ستتبنى مواقف مختلفة.