كشفت شركة جوجل التابعة لألفابت، الثلاثاء 14 مارس/آذار 2023، عن مجموعة من أدوات الذكاء الصناعي لخدماتها للبريد الإلكتروني والبرمجيات التعاونية والسحابية من بينها ما وصفته بـ"العصا السحرية"، وذلك قبل أيام من إعلان مشابه متوقع من جانب منافستها مايكروسوفت.
وفي تجدد للمنافسة بين عملاقي التكنولوجيا، كشف كل منهما عن روبوت دردشة في فبراير/شباط الماضي، أطلقت ألفابت وصف "العصا السحرية" على برنامجها الشهير "جوجل دوكس" الذي يمكنه صياغة مدونة تسويقية أو خطة تدريب أو غير ذلك من النصوص ثم مراجعة أسلوبه، وفقاً لتقدير المستخدمين حسبما أكد مسؤول في الشركة للصحفيين.
الذكاء الصناعي التوليدي
وفي الوقت نفسه، أعلنت مايكروسوفت عن فعالية، الخميس 16 الشهر الحالي، حول مدى "الابتكار في الذكاء الصناعي التوليدي"، والتي من المتوقع أن تكشف خلالها عن معالج المستندات المنافس "وورد".
وقالت ألفابت أيضاً إن أداة الذكاء الصناعي الجديدة الخاصة بها ستكون قادرة على تلخيص موضوعات الرسائل في خدمة البريد الإلكتروني "جي ميل" وصياغة عروض بنظام الشرائح وتخصيص التواصل مع العملاء وتدوين ملاحظات الاجتماعات في إطار تحديثها لبرمجيات "جوجل ورك سبيس"، وهي مجموعة منتجات تضم مليارات المستخدمين على حسابات مجانية ومدفوعة.
وتعكس التطورات كيف حفّز روبوت الدردشة "تشات جي.بي.تي" سباقاً في وادي السيليكون لتغذية المنتجات بما يسمى الذكاء الصناعي التوليدي، والذي يتعلم من بيانات سابقة كيفية إنشاء المحتوى من جديد تماماً مثلما يفعل روبوت الدردشة.
وتستثمر مايكروسوفت وألفابت ونظيراتهما مليارات الدولارات في بناء التكنولوجيا ونشرها، على أمل أن تزيد عوائد خدماتها لتسريع الكتابة والمهام الإبداعية لموظفي المكاتب كثيراً على تكاليفها.
دعم للعنصر البشري!
من جانبه، قال توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لجوجل كلاود في إيجاز صحفي: "هذه المرحلة التالية نمنح فيها العنصر البشري دعماً من أداة ذكاء صناعي متعاونة، والتي تعمل في الوقت الفعلي".
وتتيح ألفابت للمستخدمين التجريبين المعتمدين الوصول إلى ميزات "ورك سبيس" الجديدة على أساس التناوب على مدار العام قبل إطلاق أوسع، مثلما فعلت هي ومايكروسوفت في الإصدار التدريجي لبرامج روبوت الدردشة.
ورفض كوريان الإفصاح عن تكلفة "ورك سبيس" في نسخته الأكثر تقدماً للشركات أو الأفراد.
أدوات أخرى
في السياق، كشفت جوجل أيضاً عن مجموعة من أدوات الذكاء الصناعي التوليدي لعملاء الحوسبة السحابية، على سبيل المثال النموذج اللغوي (بالم) وهو أحد أقوى نماذجها اللغوية الكبيرة التي تنشئ نصوصاً تشبه التي ينشئها الإنسان.
وقالت جوجل إن العملاء يمكنهم ضبط نموذج الذكاء الصناعي الخاص بها عبر بياناتهم الخاصة، مع الاحتفاظ بملكية المعلومات والفوائد، حيث تهدف جوجل إلى أن تحدث برامجها للذكاء الصناعي "تحولاً" في عمل موظفي التسويق والمحامين والعلماء والمعلمين.
وأعلنت الشركة عن شراكة بين مختبر أبحاث الذكاء الصناعي رفيع المستوى ميد جيرني وبين جوجل لتوفير بنية تحتية سحابية بما في ذلك شرائح تي.بي.يو.
في المقابل، تجاوزت وتيرة الكشف عن برامج الذكاء الصناعي التوليدي من مايكروسوفت حتى الآن نظيرتها من ألفابت التي تتخوف من الضرر المجتمعي، بالإضافة إلى تضرر سمعتها كمصدر موثوق للمعلومات.
وساهم خطأ ارتكبه روبوت الدردشة "بارد" الخاص بألفابت في عرض توضيحي خلال فبراير/شباط الماضي في انخفاض قيمتها السوقية مئة مليار دولار، ومع ذلك تولت مايكروسوفت إجراء التدقيق بنفسها عندما صدر عن روبوت الدردشة الخاص بها "بينج" عبارات حب أو تهديدات لمستخدمين بشكل تجريبي.
وقال كوريان إن جوجل لا تزال "ملتزمة بشدة بذكاء صناعي مسؤول"، إذ تضع ضوابط للعملاء وتراجع الاستخدام السليم لمنتجاتها، في حين أضافت مايكروسوفت أيضاً إجراءات وقائية إلى برنامج البحث الخاص بها.