تطبيق "واتساب" هو واحد من أكثر تطبيقات المحادثات الفورية انتشاراً في العالم، وتحول في السنوات العشر الأخيرة إلى أداة أساسية في كل هاتف ذكي تقريباً، والدليل على شعبية التطبيق الكبيرة هو انتشار النسخ المعدلة له على غرار واتساب الذهبي وواتساب عمر وواتساب بلس وغيرهم، لتحميلها على الهواتف للاستفادة بخصائص وميزات تُضاف إلى التطبيق من قبل المبرمجين قد لا تتواجد في التطبيق الأصلي.
ولكن ما قد لا يعرفه الكثير من المستخدمين أن أضرار استخدام هذه النسخ قد تكون غائبة عنهم، وقد تعرضهم لمشاكل أمنية أو تقنية كبيرة؛ لذلك ينصح خبراء التكنولوجيا والأمن الرقمي دائماً بالتخلي عن استخدام هذه التطبيقات وإزالتها والعودة لاستخدام التطبيق الرسمي.
ما هي نسخ واتساب المعدلة؟
نسخ تطبيق واتساب المعدلة هي نسخ يطورها مبرمجون مستقلون، وعادة ما تكون عبر استخدام الهيكل البياني الأصلي للتطبيق الرسمي مع إضافة بعض التعديلات في أكواد برمجة التطبيق أو استغلال ثغراته لإضافة مميزات ليست موجودة في تطبيق واتساب الرسمي الذي تملكه شركة ميتا، ويتم تحميلها عادة إما عبر دعوة مباشرة من مستخدم آخر عبر رابط لموقع المطورين، أو عبر توفيرها للتحميل من خارج متاجر التطبيقات الرسمية بصيغة APK وهو الامتداد الأكثر شيوعاً والمستخدم في غالبية تطبيقات الهواتف الذكية اليوم.
بعض هذه الميزات تجعل التطبيق أكثر جذباً للمستخدم الذي يفتقد خواص مثل إخفاء إشعارات علامات قراءة الرسالة، أو خاصية مثل استعادة الرسائل المحذوفة من قبل طرف المحادثة الآخر، أو حتى حذف رسالة قبل قراءتها بدون إشعار أن هناك رسالة قد تم مسحها، وغيرها من ميزات الخصوصية المتقدمة والتي لم يوفرها واتساب الأصلي.
الترويج لنسخ واتساب المعدلة.. أن تكون من المشاهير!
واحدة من أبرز النسخ المعدلة لتطبيق واتساب هي نسخة "واتساب الذهبي" Whatsapp Gold والتي ظهرت في أوائل عام 2016 وتميزت بلون أيقونة واتساب الأصلي ولكن مع استخدام اللون الذهبي بلاد عن الأخضر الشهير.
وتوفرت عدة ميزات في التطبيق آنذاك مثل تعديل "الثيمات" البصرية أو إمكانية إرسال 100 صورة في المرة الواحدة، بجوار خاصية اتصال الفيديو (كلها توفرت اليوم في التطبيق الأصلي).
ابتكر آنذاك المطورون حيلة ساعدت في انتشار التطبيق المعدل بشكل كبير، وهي إشاعة أن التطبيق الذهبي خاص بالمشاهير فقط، وهو نسخة حصرية من الشركة المالكة لواتساب آنذاك (قبل استحواذ فيسبوك عليه)، وأن التطبيق غير متوفر بشكل مباشر ويمكنك فقط الحصول عليه عبر دعوة من مستخدم "ذهبي".
والحيلة النفسية البسيطة لم تخيب رجاء المطورين، فأقبل على تحميله ملايين المستخدمين رغبة في التميز والدخول إلى عالم المشاهير.
نسخة أخرى كانت قد انتشرت بقوة، بل واعتبرها الكثيرون أول نسخة مقرصنة أو معدلة من واتساب، وكانت مطروحة باسم "واتساب بلس" وتميزت بلون أيقونة أزرق، ووفرت للمستخدم خواص مثل توفير أكثر من 100 "ثيم" (نمط بصري) مميز، وإمكانية إضافة ما يزيد على 235 حساباً إلى الدردشة الجماعية، كما أخفى التطبيق إشعار قراءة الرسالة، ووفر قفل أمان خاصاً بالتطبيق فقط، وهو ما لم توفره النسخة الرسمية آنذاك.
أما النسخة الأبرز في المنطقة العربية فقد انتشرت باسم "واتساب عمر" وهو الاسم الذي يكثر البحث عنه في أغلب محركات البحث اليوم؛ لأن النسخة المذكورة هي واحدة من أكثر النسخ إضافة للخواص غير المتاحة في النسخة الأصلية مثل إخفاء إشعارات الرسائل المقروءة وإخفاء الحالة أثناء الاتصال بمحادثات أخرى وتعطيل الانترنت عن التطبيق وحده بدون قطعه عن باقي الهاتف، وخاصية الرد التلقائي على الرسائل وغيره من الخواص للتعديل البصري.
بجانب أكثر من 20 إصداراً ونسخة معدلة لتطبيق واتساب اليوم، جميعها تحاول إضافة خصائص غير موجودة في النسخة الأصلية؛ وتتوفر جميعها للتحميل عبر مواقع غير آمنة (كل المواقع التي تحتوي على منتجات مقرصنة تعد غير آمنة حتى وإن كانت تبدو غير ذلك) من خلال تنزيل الصيغة الأصلية وتثبيتها على الهاتف.
لماذا يجب عليك التخلي عن تطبيقات واتساب المعدلة؟
– أبرز الأسباب التي يذكرها خبراء التكنولوجيا للتخلي عن هذه النسخ المعدلة، والتي يتم ترويجها على أنها "آمنة" هو أنها تحتوي على برمجيات خبيثة Malware ومدمجة في أكواد برمجة التطبيق، وكذلك برمجيات تجسس Spyware تنتشر بكثرة؛ نظراً لأن هذه التطبيقات يتم استضافتها على خوادم Servers غير آمنة أو ضعيفة التأمين بما أنها الخيار الأرخص للمبرمجين المستقلين بعكس الشركات التكنولوجية الكبرى التي تعمل على تأمين خوادمها بشكل كبير.
– باستخدام النسخ المعدلة فأنت تتخلى عن إحدى أبرز مميزات تطبيق واتساب، ألا وهي خاصية التشفير من طرف إلى طرف End to End Encryption، وهي خاصة معنية بالحفاظ على سرية محادثاتك وتعمل من خلال تشفير محتويات رسالتك فور إرسالها لتظل في حالة تشفير أثناء الإرسال وتعود لصيغتها الأصلية فور استلامها؛ لكن التطبيقات المعدلة لا تستخدم التشفير من طرف إلى طرف.
– التطبيقات المعدلة لا تتوفر على المتاجر الرسمية التطبيقات مثل جوجل بلاي ستور وأبل ستور نظراً لكونها تطبيقات غير قانونية بالأساس، وهذا يُفقد التطبيق معدلات الأمان الخاصة بهذه المتاجر التي تمر عبرها التطبيقات لإتاحتها، أي أن فرص الإضرار بهاتفك أعلى من غيرها من التطبيقات الرسمية، سواء كانت تحتوى على برمجيات خبيثة أو فيروسات إلكترونية ضارة مثل فيروس الفدية Ransomware وغيره.
– افتقاد الخصوصية أهم أخطار تطبيقات واتساب المعدلة، ففي حال موافقتك على أذونات الولوج Access Permissions فأنت تسمح بتعريض بياناتك الشخصية على هاتفك للسرقة والبيع لشركات أخرى لاستغلالها، فقط تخيل أن واتساب المعدل يمرح في هاتفك بكل حرية وله الحق في الاطلاع على كل ملفاتك وليس الصور فقط.
– السبب الأهم للتخلي عن واتساب المعدل هو عقوبة الشركة الأم نفسها، فشركة ميتا المالكة للتطبيق وقبلها الشركة الأصلية تقرر عقاب أي مستخدم للتطبيق غير الرسمي بحظر الحساب برقم الهاتف نهائياً، وغالباً ما تستخدم ميتا وسائل متطورة لمعرفة الأرقام التي استُخدمت في التطبيقات المعدلة وتقارنها بالمسجلة لديها، ومن ثم تحظر رقم هاتفك إلى الأبد.