أطلقت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا"، في وقت مبكر من السبت 25 ديسمبر/كانون الأول 2021، تلسكوبها الفضائي "جيمس ويب" من الساحل الشمالي الشرقي لأمريكا الجنوبية، ما يمهد المجال لبدء عصر جديد من استكشاف الفضاء.
انطلق التلسكوب، الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء وبلغت تكلفته تسعة مليارات دولار، على متن الصاروخ آريان 5 في الساعة 7:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (12:30 بتوقيت غرينتش) من قاعدة إطلاق وكالة الفضاء الأوروبية في جيانا الفرنسية.
وبثت ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية الإطلاق على الهواء مباشرة.
عملية الإطلاق، جاءت بعد أن تم تأجيلها مرتين متتاليتين لأسباب مختلفة، فقد كان التأجيل الأول شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسبب عطب خلال التحضيرات، ثم المرة الثانية في الشهر ذاته بسبب مشكلة في الاتصال مع النظام الأرضي، أما المرة الثالثة فقد كانت يوم الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول بسبب تردي الأحوال الجوية، وفق ما جاء في بيان للوكالة الأمريكية.
حسب وسائل إعلام أمريكية، فإن هذا التلسكوب، الذي يوصف بكونه "جوهرة عناية فائقة التعقيد" ابتكره مهندسون أمريكيون، ويتضمن أجزاء شاركت فيها وكالة الفضاء الأوروبية إلى جانب الوكالة الكندية.
أما بخصوص المهام التي يمكن أن يقوم بها "جيمس ويب" فهي اكتشاف مراحل الفضاء وتشكيل المجرات والمراحل الأولى للكون بدقة عالية.
أشادت "ناسا" بالتلسكوب باعتباره المرصد الأول لعلوم الفضاء في العقد المقبل.
إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها سينفصل التلسكوب عن الصاروخ الفرنسي الصنع بعد رحلة مدتها 26 دقيقة في الفضاء، ثم ينفتح تدريجياً ليصبح في حجم ملعب تنس تقريباً على مدى الثلاثة عشر يوماً التالية أثناء توغله في الفضاء.
أثناء الإبحار في الفضاء على مدى أكثر من أسبوعين سيبلغ التلسكوب وجهته في مدار حول الشمس على بعد مليون ميل من الأرض أو على بعد أربعة أضعاف من القمر.
جدير ذكره أنه أطلق على التلسكوب اسم جيمس ويب نسبة إلى رئيس ناسا خلال معظم فترة تأسيس الوكالة في الستينيات، وهو أكثر حساسية من سابقه تلسكوب هابل بنحو 100 مرة، ومن المتوقع أن يغير فهم العلماء للكون ومكاننا فيه.