في شبهة إبقاء الهاتف المحمول بمتناول اليد في معظم الأوقات، فإن معظم المستخدمين -كي لا نقول جميعهم- مذنبون، لكن هذا التقارب يصبح خطراً يهدد الحياة عند إدخال عنصر الشاحن، الذي قد يقلب حياة شخص ما رأساً على عقب، رغم أنه لم يفعل شيئاً سوى شحن الهاتف كما يفعل كل يوم.
تحذيرات عديدة تنتشر بين الفينة والأخرى، محذرةً من اندلاع الحرائق نتيجة شواحن الهاتف أو الحواسيب المحمولة، فما الأسباب أو الظروف التي تساهم في اندلاع الحريق؟
شحن الهاتف أو اللوح الرقمي على السرير
كشف قسم الإطفاء في مدينة نيوتن الأمريكية أن 53% من الأطفال والمراهقين يشحنون هواتفهم أو أجهزتهم اللوحية إما على فراشهم وإما تحت وسادتهم.
وحذَّر الخبراء من أنَّ شحن الجهاز على شراشف السرير أو تحت الوسادة يعني عدم تبدد الحرارة المتولدة، ما يعني أن الشاحن سيصبح ساخناً جداً لدرجة إشعال النيران في الوسادة أو السرير.
شحن الهاتف طوال الليل في غرفة النوم
وفي استطلاع أجرته مؤسسة النوم الوطنية Sleep Foundation لعام 2011، قال 95% من الأشخاص إنهم يستخدمون بانتظام نوعاً من الأجهزة الإلكترونية في غضون ساعة من وقت النوم.
وازداد هذا الرقم بطبيعة الحال مع انتشار الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة القراءة الإلكترونية.
وجدت الدراسات الحديثة أن نحو 75% من الأطفال و70% من البالغين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية في غرف نومهم أو في السرير؛ وبطبيعة الحال يضع عدد كبير منهم هذه الأجهزة على الشاحن إما على السرير وإما حتى على سجادة الأرض.
ورغم أن تكنولوجيا الشحن الجديدة تطورت لدرجة معرفة متى يتوجب عليها التوقف عن مد الجهاز بالطاقة، فإن احترارها الزائد هو ما يجب أن نقلق منه، لذا يجب أن يكون الشاحن في مكان مكشوف؛ كي يحصل على التهوية اللازمة خلال ساعات النوم الطويلة.
إطار السرير
سبب آخر يضاف إلى لائحة أسباب الحرائق الناتجة عن شاحن الهاتف وهو ما كشفه رجل الإطفاء الأمريكي تي جاي مارتن.
قال مارتن لموقع Cleveland19 إنه يجب توخي الحذر عند استخدام شاحن الهاتف حول إطارات الأسرَّة المعدنية، خاصةً إذا كان الشاحن مهترئاً، أو ليست لديه القدرة على التعامل مع الطاقة المطلوبة لشحن الجهاز.
وأضاف مارتن أن المعدن الموجود في إطار السرير قادر على توصيل الكهرباء، وإذا كان سلك الشحن على اتصال بالمعدن ومصدر قابل للاشتعال كالوسادة أو المرتبة، فإنَّ فرص اندلاع الحريق عالية جداً.
الشاحن غير الأصلي
في حين أنه قد يكون من المغري محاولة توفير المال عن طريق شراء شاحن مختلف عن العلامة التجارية للهاتف، فإن الضرر الذي يمكن أن يحدث مع مرور الوقت كفيل بإعادة التفكير.
من الأفضل دائماً استخدام الشاحن المرفق بالجهاز أو شراء آخر من صناعة الشركة نفسها، حتى لو كان بإمكانك العثور على طراز آخر أرخص لا يزال يعمل من الناحية الفنية.
يحذّر الخبراء من أجهزة الشحن غير التجارية، لسبب واحد بسيط: "لم يتم تصميمها مع مراعاة السلامة"؛ وهو ما يعني وجود فرصة أكبر بكثير لنشوب حريق أو إلحاق الضرر بالبطارية، مقارنة بالشاحن المناسب لبطارية الهاتف، حسب ما نشره موقع Life Hack.
نصائح عامة
فإذا أردت النوم مرتاحاً دون طرد أجهزتك من غرفة النوم، يمكن اتخاذ احتياطات السلامة التالية التي توصي بها دائرة الإطفاء الوطنية البريطانية:
استخدِم الأجهزة التي تمت الموافقة عليها بواسطة مختبرات مؤهلة فقط.
تأكَّد دائماً من اتباع تعليمات الشركة المصنّعة.
استخدِم فقط البطارية وسلك الشاحن المصمم لجهازك، ولا تستخدِم الشواحن المقلدة التي تنتشر بكثرة.
لا تشحن أجهزتك تحت الوسادة أو على سريرك أو على الأريكة أو في مكان معرَّض لأشعة الشمس المباشرة.
تجنَّب تخزين البطاريات أو استخدامها أو شحنها في درجات حرارة عالية جداً أو شديدة الانخفاض.
ولا تنسَ: بصرف النظر عن كونه أمراً خطيراً، فإنَّ شحن الهاتف في السرير معك يمكن أن يكون أيضاً مصدر إلهاء كبير ويعيق ساعات النوم التي تتوق إليها.