أعلن فريق ناتيك Natick التابع لشركة مايكروسوفت عن نجاح أولى تجاربه في استخراج أحد مراكز البيانات الخاصة بخدمات مايكروسوفت على عمق 35 متراً في البحر الاسكتلندي. وذلك بعد أن قام الفريق بدفنها في عام 2018.
وتثبت تجربة مايكروسوفت أنه من الأفضل أن يتم دفن أغلب مراكز البيانات تحت الماء، مما يعني دفن الإنترنت حرفياً في أعماق البحار والمحيطات. سنحاول في هذا المقال تلخيص التجربة وأهميتها.
لكن أولاً ما هي مراكز البيانات Data Centers؟
هل تتذكر مقولة خبراء الأمان الرقمي أنه لا يوجد ما يسمى سحابة أو cloud وأنك عندما تخزن صورك الشخصية أو بياناتك على أية خدمة سحابية، فإنك تستعير جهاز الكمبيوتر الخاص بشخص آخر.
في الواقع أن هذه المقولة صحيحة نسبياً، فكل المواقع التي تتصفحها تقريباً هي مستضافة على ما يسمى الخوادم وهي حواسب سريعة للغاية تحمل كل البيانات الموجودة على الإنترنت، وبالطبع لن يقوم صاحب كل موقع ببناء الخادم الخاص به، في العادة يستأجر أصحاب المواقع الخوادم من كبرى الشركات مثل مايكروسوفت والتي تقدم خدمة الخوادم الخاصة بها عبر منصة Microsoft Azure، وكذلك تقدم أمازون خدمة شبيهة تسمى Amazon AWS. ويتم بناء مئات الخوادم فيما يسمى مركز البيانات والذي يقدم لأصحاب المواقع حلاً سهلاً وسريعاً لإيجار خادم.
لماذا دفنت مايكروسوفت مركز بيانات على عمق 35 متراً؟
الغلاف الجوي لكوكب الأرض ضروري لاستمرار كافة أشكال الحياة فيها، ولكن فى الحقيقة أنه يؤثر سلباً على أداء الحواسيب، فتتسبب الرطوبة في أعطال عديدة في أجهزة الكمبيوتر وكذلك التغير المستمر وارتفاع درجة الحرارة، وحتى الأكسجين الذي نتنفسه يؤثر على الحواسيب بالسلب، وتتسبب كل هذه العوامل في العديد من الأعطال التي يحاول مهندسو الصيانة حلّها باستمرار، ويتكلف الأمر الكثير من الأموال في الصيانة.
قررت مايكروسوفت التفكير خارج الصندوق لحل هذه المشكلة عبر دفن مركز بيانات كامل يحتوي على 864 خادماً بسعة 27.6 پيتا بايت (الپيتا بايت هي 1024 تيرا بايت). يتم عزل مركز البيانات بالكامل عن الغلاف الجوي تحت الماء، ويسهل التحكم بدرجة حرارته أيضاً.
بعد عامين من بدء تشغيل مركز البيانات نجحت الشركة في استعادة المركز من قاع البحيرة، وأعلنت الشركة عن نتائج مذهلة قد تغير اللعبة وتجعل مراكز البيانات المدفونة تحت الماء هي النمط الطبيعي لمراكز البيانات، مما يعني دفن الإنترنت حرفياً في أعماق المحيط.
وفقاً للفريق البحثي، فإن مركز البيانات المدفون تحت الماء سجل عطلاً واحداً مقابل كل 8 أعطال يسجلها نظيره على الأرض.
تتمثل الخطوة القادمة للفريق البحثي في إثبات إمكانية توفير وصول سهل لصيانة واستبدال مراكز البيانات المدفونة.