منذ أيام، سجلت شبكة Handshake المعاملة المليون على الشبكة، وبدأ تشغيل متصفح HandyBrowser. إنه طريقة مخصصة للولوج إلى منظومة إنترنت غير خاضعة للرقابة تتيحها شبكة Handshake الموزعة، إضافةً إلى البحث عن كل ما قد يخطر على بالك.
وقال سيتفن ماكاي، المدير التقني لمتصفح HandyBrowser والمدير التنفيذي لشركة Amentum، إنها "لحظة محورية لشركة Handshake، تشبه ظهور تكنولوجيا الويب 3.0 بشكل عام". بعد بناء شبكة Handshake بشراكة بين المطور الرئيسي أليكس سميث ومتخصص الجودة طوماس كوستانزو، يأمل ماكاي في اجتذاب الأقران والمطورين والمستثمرين.
وقال ماكاي: "نحن نريد فقط من الناس أن ينهمكوا في هذا المشروع"، مضيفاً أن بناء متصفح ويب غير خاضع للرقابة هو رهانٌ على أن الناس ستستعمله في المستقبل.
تقلل شبكة Handshake التي يجري تطويرها منذ أكثر من عامين دور السلطات المركزية في البنية التحتية الأساسية للإنترنت. وقد أحدث البروتوكول المنتظر الكثير من الضجة عند إطلاقه في فبراير/شباط، مع أن استخدامه ظل منتشراً فقط في أوساط المهتمين بالتكنولوجيا. ويستهدف متصفح HandyBrowser المستخدمين الجدد، الذين لا يرغبون بالضرورة في معرفة طريقة عمل التقنية، ويتطلعون إلى استعمالها فقط.
تم تشغيل المتصفح باستعمال NW.js ومتصفح Chromium، ويشغل المتصفح عقدة Handshake كاملة ويمكن الولوج إلى المواقع المتوافقة مع بروتوكول Handshake وكذلك مواقع الويب التقليدي. وبذلك يقوي بروتوكول Handshake ويلغي وساطة الجهات المركزية في مجال متصفحات الويب.
ويقول ماكاي: "إن الإنترنت أفضل بكثير دون الزيادات الملحقة بالويب الحديث. فكل موقع تعرفه وتحبه سيتم تحميله بصورة أسرع".
اقرأ أيضًا: لتخطِّي الحجب: إليك أفضل برامج VPN لهواتف أندرويد وآيفون وأجهزة ويندوز
إن تثوير تصفح الإنترنت هو من حالات استعمال البلوكتشين الأكثر شعبية، وقد اجتذب لاعبين متنافسين، تباينت نجاحاتهم في ذلك المجال. على سبيل المثال، حاولت شبكة النيم كوين، وهي عملة منشقة عن البتكوين (BTC) في بداياتها، أن تحول البحث على الويب إلى نوعٍ من المعاملات. لكنها لاقت نجاحاً محدوداً. في الوقت نفسه، فإن متصفح Brave، الذي يكافئ المستخدمين على اهتمامهم بالإعلانات، يتمتع الآن بـ 13.5 مليون مستخدم شهري. بل إن شركة IBM العملاقة قدمت براءة اختراع لتنضم إلى اللعبة.
وبسؤاله عن سعي HandyBrowser إلى منافسة متصفحات Chrome أو Opera أو Brave، قال ماكاي إن الأمر أشبه بمزيج من التنافس والتعاون. فالمتصفح يمكن أن يكون مجرد مرآة للإنترنت، ويمكن أيضاً أن تُجرى عملية فورك لتعديله وجعله يتناسب مع احتياجات اللاعبين الكبار.
يقول ماكاي: "أنا أستعمل Chrome وBrave. إن كان بروتوكول Handshake يجعل بعض النواحي في هذين المتصفحين أفضل، كان بها. فهذا يعني أن الويب صار أفضل. وأننا أدينا ما علينا. وإن صار Handshake المتصفح الأساسي للمجتمع مفتوح المصدر، فهذا رائع. وإن لم يحدث هذا، وصار مرجعاً يوضح الفكرة، فهذا جيد أيضاً".
ومن ثم، لم يُضف ماكاي ميزات لكسب المال في منتج الويب 3 الخاص به، لكنه يقول إن الأمر متاح للمطورين الآخرين ليدمجوا فيه ما يشاؤون. ينبع هذا من إخلاص Handshake للامركزية والمصادر المفتوحة ومبادرات اللعب النزيه.
وبعد جمع 10.2 مليون دولار من جهات مشهورة في سيليكون فالي، من بينها صندوق المؤسسين، وPolychain Capital وDraper Associates، منح المشروع عبر عملية إير دروب مجموعة من العملات المعدنة للمطورين الذين يعملون على المشروع.
تعني المصافحة، فما سر الاسم؟ Handshake
بروتوكول Handshake نظامٌ لا مركزي يعيد توجيه زيارات الويب ويوفر ملكية حقيقية للمواقع وأسماء النطاقات. يعمل النظام عبر توفير بديل لبروتوكول التسمية المتعارف عليه على الإنترنت، "نظام أسماء النطاقات" (DNS).
يُسمى بروتوكول DNS أحياناً بدليل الهاتف لمواقع الإنترنت، وهو يشبه سنترال هواتف يربط بين الأسماء السهلة على البشر والأسماء الفعلية التي تستعملها الآلة. باستعمال شبكة من الخوادم، "يترجم" بروتوكول DNS عناوين المواقع URL، مثل coindesk.com، إلى عنوان بروتوكول الإنترنت IP المعياري المقابل، والذي يتخذ عادة هذه الصورة: 52.82.84.3
وهذا أمرٌ بالغ الأهمية، كما يعرف أي شخص حاول حفظ أرقام هواتف أصدقائه بدلاً من تسجيلها، فعقولنا نحن البشر ليست مجهزة لحفظ تسلسل طويل من الأرقام.
ومثل أغلب أجزاء البنية الأساسية الحالية للإنترنت، تقوم بضع منظمات وشركات مركزية على تشغيل بروتوكول DNS. أهم هذه المنظمات هي شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (منظمة الآيكان) التي تدير النطاقات عالية المستوى، أو العناوين التي تنتهي بـ .com أو .org.
يفكك بروتوكول Handshake جزئياً هذه التراتبية. فبدلاً من الحاجة إلى الثقة بمنظمة الآيكان للاضطلاع بمسؤولية صيانة كل النطاقات عالية المستوى، يسجل البروتوكول ملكية هذه المواقع وأماكن تواجدها على البلوكتشين. ويدخل المستخدمون في مزاداتٍ على أسماء المواقع، باستعمال توكن الهاندشيك (HNS)، ويسجلها الموقع بمفتاح عام على شبكة Handshake الموزعة.
صافحني
والأهم، أن Handshake لا يحاول استبدال بروتوكول DNS الحالي، بل تكميله ببروتوكول أكثر خصوصية وأمناً. لهذا الغرض، حجزت Handshake العناوين المئة ألف الأعلى ترتيباً على موقع Alexa (أي أنها الأكثر شعبية) لتمنع حيتان السوق من احتكارها. ويقول ماكاي إن منظمة الآيكان تتحكم في هذه المفاتيح ومفاتيح أي عنوان ينتهي بـ .com أو .net على نظام أسماء النطاقات الخاص بـ Handshake.
صار البروتوكول متاحاً للمعدنين في أوائل فبراير/شباط، وبدأ المزادات على أسماء النطاقات بعدها بأسبوعين. وعمل النظام كما يُفترض به، وفقاً لماكاي. وقد بنى عدد من الناس مواقع ويب وسجلوا أكثر من 125 ألف نطاق مفتوح على النظام، ومن بينهم مهتمون بالتكنولوجيا يجربون التقنية ويشرحونها لغيرهم، ومن بينهم أيضاً من لا يرغبون سوى في الحصول على السبق.
لكن الوصول إلى هذه المواقع كان مسألة فنية معقدة. إذ كان يتطلب أن يعيد المستخدمون ضبط محلل أسماء النطاقات إلى بروتوكول Handshake، بدلاً من نظام بروتوكول الإنترنت التقليدي. إما هذا وإما أن يشغلوا عقدة كاملة على شبكة Handshake.
لكن هذه المشكلة تم حلها بإطلاق المتصفح HandyBrowser.
ويقول جوزيف بيكيوليار، مهندس البلوكتشين الرئيسي بشركة Yellowcard Financial ومن أوائل مستخدمي HandyBrowser: "يبدو أن هناك فجوة كبيرة في بروتوكول Handshake في ما يتعلق بتحليل العناوين عالية المستوى الخاصة بـ Handshake. وأعني بهذا أن الكثير من المستخدمين ليسوا على دراية كافية بالتقنية تمكنهم من تشغيل العقد، لكنهم يودون امتلاك أسماء نطاقات وتصفح النطاقات الأخرى".
ومع أن HandyBrowser ربما ينافس المتصفحات الكبرى مثل Chrome وSafari وOpera لاحقاً، فإنه يستغل أنظمة هذه المتصفحات كذلك. يقول ماكاي: "إن بروتوكول Handshake مصمم ليتوافق مع الويب الحالي ونظام الآيكان حين لا يجد اسم النطاق على نظام النطاقات من Handshake. وبذلك يمكنك الدخول إلى أي موقع تقليدي".
وهذه الخاصية هي ما تثبت فائدة المتصفح وقدرته على المنافسة في المستقبل. وفي حين أن الرقابة على الإنترنت ليست خطراً داهماً في البلدان الغربية، إلا أن مؤسسة حرية الإنترنت وجدت أن الأنظمة السلطوية في العامين الماضيين تفرض رقابة متزايدة وممتدة على الإنترنت المفتوح.
ومن بين ما يتعهد به بروتوكول Handshake أن الموقع الإلكتروني إن كان محجوباً في بلدٍ معين، فإن الولوج إليه سيظل ممكناً عبر المتصفح الذي "سيعكس صورته". وفي حين لم تحصل سوى بضع شركات، من بينها Brave وBitcoin.com، على أسماء نطاقاتٍ مدعومة ببروتوكول Handshake، يقول ماكاي إن الحوافز المالية لهذا النظام ربما تؤدي إلى أن ينضم إليه الناس ببطء. وإن انضم إليه عددٌ كافٍ، لكن تكون Handshake "مجرد بديل للإنترنت، بل بديل موثوقٌ به"، وستجعل بيئة الإنترنت أكثر استقراراً في نهاية المطاف.
ويكمل ماكاي: "إنه تبنٍّ طبيعي بمرور الوقت، تماماً مثل تبني البتكوين (BTC). لا يمكنك أن تنكر فعالية تقنية حين تعمل لوقتٍ طويل بكفاءة مبهرة، خاصة حين لا تحتاج إلى الكثير من الإعداد".
الإطلاق
وكما في أغلب نسخ بيتا التجريبية، يفتقر متصفح HandyBrowser إلى مميزات مريحة اعتادها مستخدمو الإنترنت، من بينها إدارة الصفحات واختصارات لوحة المفاتيح. ويؤكد ماكاي أن "العمل مستمر على بناء عميلٍ يحبه المستخدمون".
ومن أجل اجتذاب المستخدمين، يفكر فريق HandyBrowser في دمج مكالمات الفيديو وأدوات المراسلة في المتصفح مباشرة، "لكي تحل محل الوسطاء المركزيين الذين يشغلون هذه الخدمات". لكنها في النهاية تجربة في كيفية إثبات سهولة الاستخدام.
إن نجاح هذه الطريقة ربما يحدث أثراً صغيراً مثل أن يغري بعض مطوري الويب بكتابة أكواد بسيطة، أو أثراً ضخماً مثل أن يقنع شركة جوجل العملاقة بتحليل أسماء نطاقات Handshake باستخدام محلل جوجل، 8.8.8.8، أن محلل Cloudflare، وعنوانه 1.1.1.1
وفي النهاية، "طالما أن الويب يتحسن، وHandshake جزءٌ من المعادلة، فهذا كل ما يهم"، وفقاً لماكاي.