يحاول تطبيق وركيوم مساعدة العديد من الشركات العربية التي تعاني مع التحول الرقمي. فالعمل عن بُعد أصبح اتجاهاً واضحاً لدى الشركات العالمية والناشئة والمتوسطة، بسبب جائحة كورونا قامت العديد من الشركات بالاعتماد على العمل من المنزل، فيما أعلنت بعض الشركات الأخرى كشركة فيسبوك أنها ستعتمد نظام العمل من المنزل بشكل دائم بعد انتهاء جائحة كورونا. ولعلك سمعت عن كثير من التطبيقات التي تصاحب هذا الابتكار، بداية من تطبيقات مثل "زووم" و"سكايب" الخاصة بالاتصالات وانتهاءً بأسانا Asana وسلاك Slack وغيرها، وسط هذه الأجواء اجتمع مجموعة من المهندسين السوريين لتطوير تطبيق جديد سيحدث ثورةً في عالم الشركات الناشئة والمتوسطة -على حد قولهم- يسمّى "وركيوم".
تطبيق وركيوم
يحاول التطبيق تقديم حلول سهلة لرواد الأعمال عن طريق توفير واجهة إدارة سهلة التعديل تتناسب مع جميع أنواع الأعمال الممكنة، فسواء كنت مديراً للموارد البشرية، أو موظفاً للعلاقات العامة، أو طبيباً، أو حتى مدير مخازن، ستجد في وركيوم طريقة سهلة وبسيطة لإدارة عملك.
يمكنك عبر وركيوم تحويل شركتك إلى شركة رقمية ببضع خطوات بسيطة، يمكنك إضافة موظفيك والتواصل معهم وإدارة مهامهم ومتابعة أدائهم من مكان واحد. ويوفر وركيوم أيضاً الكثير من الرسوم البيانية التي يتم توليدها بشكل أتوماتيكي والتي ستعطيك نظرة أفضل وسريعة عن أداء شركتك بغض النظر عن حجمها.
كما يمكنك أيضاً دمج وركيوم مع عدد هائل من الخدمات الأخرى ليقوم بمتابعة عملك وعمل موظفيك بشكل أسهل، فيمكن دمج وركيوم مع عدد ضخم من التطبيقات بداية من خدمات جوجل، كجوجل درايف لإدارة الملفات، وجيميل، وحتى خدمات الدفع كباي بال PayPal، وسترايب Stripe، لإدارة فواتيرك، بالإضافة إلى أنه يمكنك أيضاً دمجه بمواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك وإنستغرام وتويتر.
محاولة عربية جادة
يحاول تطبيق وركيوم التركيز على المستخدم العربي بشكل كبير، حيث إن فريق المطورين يتألف من مجموعة من المهندسين السوريين، وعلى الرغم من العديد من الترجمات غير المألوفة للمستخدم العربي هنا وهناك والعديد من الترجمات الحرفية أو التي تحتوى على أخطاء إملائية في النسخة الحالية من تطبيق وركيوم، ينجح التطبيق بشكل عام في تقديم تجربة مستخدم عربية فريدة ليخاطب المستخدم العربي بشكل جديد وباللغة التي يفهمها.
يقول دكتور سنان حتاحت، المدير التنفيذي لوركيوم، في حوار مع "عربي بوست": "لم تشهد المنطقة العربية ظاهرة تحوّل رقمي كبير كما شهدته مناطق أخرى في العالم، وذلك لعدّة أسباب أوّلها وجود عائق اللغة والتواصل مع مزودي البرامج، ثانياً عدم وجود إجراءات منهجية واضحة لدى معظم الشركات ما يعيق من قدرة التقانة على تكييفها وأتمتها، وثالثاً: ارتفاع كلفة هذه البرامج سواءً مادياً أو في الجهد اللازم لتطبيقها. لدى شركات اليوم حاجة متعاظمة لاستخدام برامج إدارة العملاء، والموارد البشرية، والمهام والمشاريع والتسويق الإلكتروني، وتفتقر لمن يقدمها لها في مكان واحد آمن وفعّال. ولذا سعينا منذ البداية إلى تذليل هذه العوائق وتمكين القطاع الأوسع من الشركات العربية لتبني هذه الحلول التقنية بأقل الكلف والجهود".
التحول الرقمي في المنطقة العربية
تمثل التطبيقات مثل وركيوم اتجاهاً جديداً في الأسواق العربية للتحول الرقمي، وهو اتجاه لتحويل كل حلول الأعمال إلى الإدارة الرقمية، يدرك د. سنان هذه الفكرة جيداً فيقول: "ينتمي وركيوم إلى عائلة البرامج المقدمة كخدمة، وهي برامج إدارية متاحة للجميع، لا تطلب تنصيباً أو تدريباً ولا يترتب عليها كلفة إضافية لصيانتها، بل مجرد اشتراك دوري يتناسب مع حجم الاستخدام أو الفريق. هدفنا اليوم تقديم منصة حلول متقدمة تمكن الشركات من إتمام عملية التحول الرقمي بسلاسة وبسرعة وبأقل الجهود، ومن ذلك خلال دمج ثلاثة مزايا أصيلة لم تجتمع في الحلول المتاحة الأخرى: أولاً: إدارة البيانات، ثانياً: أتمتة الإجراءات الإدارية، وثالثاً: إتاحة التواصل والتعاون مع المستخدمين الآخرين من خلاله".
مستقبل وركيوم
يتوقع د. سنان مستقبلاً مزدهراً للعالم العربي فيما يتعلق بالتحول الرقمي وبالتالي لتطبيقه أيضاً، "لا يعتبر العالم العربي متأخراً جداً عن بقية العالم من الناحية التقنية، ويوجد اليوم العديد من المبادرات الأهلية والحكومية لتحفيز الشركات على تطوير أدواتها وتطويع مصاعب من خلال اعتناق حلول تقنية متقدمة. ولقد حققت العديد من الشركات العربية قفزات نوعية في السنوات الأخيرة، وبدأت تتحول رويداً رويداً إلى مركز إبداع وابتكار. مستقبل المنطقة العربية هو المزيد من الأتمتة وتحديث البنية التحتية الرقمية لتعويض الفرق بينها وبين بقية العالم. لذا أؤمن بأن المنطقة ستشهد ظاهرة تحوّل رقمي على نطاق واسع خصوصاً مع بروز حلول محلية رائدة وإبداعية".