فقد مئات العاملين الأوروبيين، الذين وُظِّفوا لمهمة تفحُّص تسجيلات Siri بحثاً عن الأخطاء، وظائفهم، بعد أن أعلنت الشركة تعليق البرنامج أوائل الشهر الجاري، نقلاً عن صحيفة The Guardian البريطانية.
ووفقاً لموظفٍ سابق، فقد أُنهيت عقود أكثر من 300 موظف في منشأة الشركة بمدينة كورك وحدها، مع إرسال العديد من الموظفين الآخرين إلى منازلهم من مواقع أخرى بجميع أنحاء أوروبا.
إذ مُنِحَ الموظفون إجازةً مدفوعة الأجر، منذ الثاني من أغسطس/آب، وهو اليوم الذي أعلنت فيه أبل قرارها بتعليق البرنامج، الذي وصفته بأنَّه برنامج "تقييم"، بعد أن اختتم "مراجعته الكاملة" .
وجاء هذا القرار بعد نشر صحيفة the Guardian البريطانية قصةً كشفت أنَّ العاملين استمعوا بشكلٍ متكرر إلى معلومات طبية سرية، وأزواج يمارسون الجنس أثناء تفحصهم لتسجيلات Siri.
وأُرسِلَ المقيِّمون، المعينون بواسطة شركات التعاقد، إلى منازلهم، يوم الجمعة 23 أغسطس/آب، وأُبلغ الكثير منهم بعدم وجود عملٍ لهم بسبب "مشاكل تقنية" .
ولكن، في الأسبوع الماضي، أبلغت أبل شركات التعاقد أنَّ أعمال التقييم ستُلغى، ما تسبَّب في فقدانٍ جماعي للوظائف مع فترة إشعارٍ قصيرة.
أخلاقية "Siri" تقلق موظفي أبل
وانتشر الغضب من الطريقة التي فُقدت بها الوظائف، حتى بين الموظفين القلقين من مدى أخلاقية البرنامج.
إذ قال أحد المتعهدين السابقين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه لا يزال خاضعاً لاتفاقية عدم الإفصاح السارية: "شعرت بالارتياح لأنّ هذه المعلومات ظهرت إلى العلن، على الرغم من أنّني كنت منخرطاً في هذا العمل، وفقدت وظيفتي للتو. لقد كانت أخلاقية هذه الوظيفة محل نقاشٍ دائم بين العاملين، لكنَّنا لم نعرف كيفية طرحها للنقاش" .
لكنهم أضافوا: "تستخدم أبل المُتعهدين من خلال شركات توريد في أيرلندا، ولا تتحمل أيّ مسؤولية عن توظيفهم أو طريقة التعامل معهم في العمل. يفعلون ما يرغبون في فعله، وحين ينتهي مشروعك أو يفشل -مثلما حدث الآن- يأمرون شركة التوريد بتسريحك، فتفعل الشركات ذلك… لقد هُوجِموا بسبب هذا الأمر على مدار عام، فكيف عجزوا عن توقّع هذا؟ هل فكروا في حماية موظفيهم على الإطلاق، أم في حماية سمعتهم وحسب؟ لقد سُرِّحنا بعد الفضيحة دون أي حماية من الأمر. أكثر من 300 موظف دفعةً واحدة من منشأة كورك وحدها -دون أيّ توضيح- فقط مع إشعارٍ قبل ذلك بأسبوع" .
ومن المتوقع تحديث البرنامج على نظام آي أو إس، نظام تشغيل هواتف آيفون، في أوائل أكتوبر/تشرين الأول. وستكون على الأرجح أول مناسبة تتمكَّن الشركة فيها من تنفيذ الإيقاف الموعود لنظام تقييم Siri. وبدلاً من ذلك، تشير خسارة الوظائف إلى أنَّ أبل لا تُخطِّط لاستئناف مشروع التقييم في المستقبل القريب.
ولم ترد أبل على طلب التعليق.